قال " وليد راشد " أحد المؤسسين لحركة 6 أبريل أنه مع اندلاع الثورة المصرية ولد جيل جديد يرفض النسيان ويصر على تسجيل كل وأي شيء. موضحًا أنه عندما شارك في تأسيس الحركة لتعزيز النشاط السياسي السلمي كان لديه إيمان أن أكثر الأدوات تأثيرًا من أجل توثيق كفاحهم هي الشبكات الاجتماعية مثل "الفيس بوك" و"تويتر" وكان يعلم أنه سيكون هناك أدوات جديدة كان " الجرافيتي " منها. أوضح " راشد " في مقالته المنشورة بمجلة "سميثسونيان" الأمريكية أن استخدام الجرافيتي كان نادرًا حتى وقعت الثورة منذ عامين عندما بدأ الرسامون في توثيق جرائم النظام في تذكرة لأولئك الذين يأخذون مواقف سياسية أن لا شيء يهرب من عيون وآذان الشعب المصري. أشار " راشد " أن الجرافيتي أصبح حركة مزدهرة بشكل ذاتي، فالصور تغضب الحكومة والتي تقوم بالرد عبر أفعال قاسية تزيد من تصميم الفنانين، فأغلب فنون الشارع يتم تغطيتها أو تشويهها بعد الرسم، وهذا هو الذي دفع الصحفية " ثريا مرايف " لتصوير وتوثيق الصور في مدونتها. تقول " ثريا " أن هناك العديد من الفنانين والأساليب، فيمكن معرفة إذا ما كان الفنان قد تأثر بفنان الجرافيتي " بانكسي " أو خطوط الهيب هوب، ولكن يوجد أيضًا العديد من الخطوط المنفردة التي تستخدم الخط العربي والتي تأثرت بثقافة البوب المصرية. أشارت " ثريا " أنها لا تعرف جميع رسامي الجرافيتي في مصر ولكن من التقت بهم شخصيات مهذبة وأصحاب عقول فكرية لديها الكثير لتقوله أكثر من مجرد الرسم على الحائط. تحدث " راشد " عن " أحمد نجيب " البالغ من العمر 22 سنة والذي يدرس في كلية التجارة جامعة القاهرة، وهو الذي أحب الرسم منذ كان صغيرًا للغاية ولم يتردد في الانضمام إلى فن الثورة الجماعي، وكان أولى رسمه في يوليو 2011 م احتجاجًا على الأفعال الوحشية للمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي تولى السلطة بعد سقوط الرئيس السابق " حسني مبارك ". أضاف " نجيب " أن الناس تغني شعارات ثورية تأتي وتذهب " ولكن الجرافيتي يظل ويبقي أرواحنا على قيد الحياة ". أما بالنسبة ل " راشد " فإن الجرافيتي يمثل إبداعًا من الناس في تطوير أدوات جديدة للاحتجاج والحوار أقوى وأكثر دوامًا من طغيان حكامهم. مختتمًا بأن الفنانين قاموا بتحويل جدران المدينة إلى تجمع سياسي لن ينتهي طالما صخب القاهرة لا يزال قائمًا.