غادر أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على رأس وفد كبير إلى تركيا فى زيارة رسمية تستغرق 3 أيام، يجرى خلالها مباحثات مع الرئيس التركى عبدالله جول، ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، إضافة إلى عدد من كبار المسئولين وتكتسب زيارة أمير الكويت لتركيا أهمية بالغة، وستكون فرصة لبحث العديد من المواضيع والقضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، والتنسيق فى شتى الأمور لاسيما أن لدى البلدين وجهات نظر متطابقة ويحملان رؤى مشتركة حيال العديد من القضايا العربية والإسلامية والدولية. وتأتى زيارة أمير الكويت لتركيا عقب انتهاء مؤتمر أصدقاء الشعب السورى الذى عقد فى أسطنبول فى ال20 من شهر ابريل الجارى، ومؤتمر المانحين الذى عقد فى الكويت نهاية يناير الماضى، وفى وقت تزداد حدة الحرب الشاملة التى يخوضها النظام السورى ضد شعبه منذ أكثر من عامين، ولذلك سيكون الملف السورى حاضرا بقوة فى مباحثات الطرفين لاسيما أن كلا من الكويت وتركيا تدعمان الشعب السورى وتسعيان إلى إنهاء الأزمة السورية. وتمثل الزيارة لبنة إضافية فى مسار العلاقات التاريخية والمتينة بين البلدين الصديقين وتتويجا ل 45 عاما من التعاون الثنائى فى شتى المجالات، وتكتسب طابعا مهما فى وقت تشهد العلاقات بين البلدين نموا متسارعا على الأصعدة كافة مع الرغبة الصادقة من كلا الطرفين فى تعزيز هذه العلاقات على كل المستويات، وتعد دلالة واضحة على رغبة القيادتين السياسية فى كلا البلدين بتوثيق علاقات التعاون الثنائي وتنميتها في كل المجالات خصوصا أنها تأتي في نطاق زيارات متبادلة جرت بين المسؤولين في كلا البلدين. وقد نمت العلاقات بين الكويت وتركيا بوتيرة أسرع وأكبر في السنوات التي أعقبت زيارة أمير الكويت الأولى لتركيا في عام 2008 مع اتفاقيات التعاون التي تم توقيعها في هذه السنوات، حيث تعود هذه العلاقات إلى عام 1969 حين أقيمت أولى العلاقات الديبلوماسية بين البلدين عبر التنسيق مع سفارة تركيا لدى لبنان وأعقب ذلك افتتاح السفارة التركية لدى الكويت رسميا في عام 1971.