غادر أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، على رأس وفد كبير إلى تركيا في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام، يجري خلالها مباحثات مع الرئيس التركي، عبد الله جول، ورئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان، إضافة إلى عدد من كبار المسؤولين. وتكتسب زيارة أمير الكويت لتركيا أهمية بالغة، وستكون فرصة لبحث العديد من المواضيع والقضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، والتنسيق في شتى الأمور، لاسيما أن لدى البلدين وجهات نظر متطابقة ويحملان رؤى مشتركة حيال العديد من القضايا العربية والإسلامية والدولية. وتأتي زيارة امير الكويت لتركيا عقب انتهاء مؤتمر أصدقاء الشعب السوري الذي عقد في أسطنبول في ال20 من الشهر الجاري، ومؤتمر المانحين الذي عقد في الكويت نهاية يناير الماضي، وفي وقت تزداد حدة الحرب الشاملة التي يخوضها النظام السوري ضد شعبه منذ أكثر من عامين، ولذلك سيكون الملف السوري حاضرا بقوة في مباحثات الطرفين لاسيما أن كلا من دولة الكويت وتركيا تدعم الشعب السوري وتسعى إلى إنهاء الأزمة السورية. وتمثل الزيارة لبنة إضافية في مسار العلاقات التاريخية والمتينة بين البلدين الصديقين وتتويجا ل 45 عاما من التعاون الثنائي في شتى المجالات، وتكتسب طابعا مهما في وقت تشهد العلاقات بين البلدين نموا متسارعا على الأصعدة كافة مع الرغبة الصادقة من كلا الطرفين في تعزيز هذه العلاقات على كل المستويات، وتعد دلالة واضحة على رغبة القيادتين السياسية في كلا البلدين بتوثيق علاقات التعاون الثنائي وتنميتها في كل المجالات خصوصا أنها تأتي في نطاق زيارات متبادلة جرت بين المسؤولين في كلا البلدين. ونمت العلاقات بين الكويت وتركيا بوتيرة أسرع وأكبر في السنوات التي أعقبت زيارة أمير الكويت الأولى لتركيا في عام 2008 مع اتفاقيات التعاون التي تم توقيعها في هذه السنوات، حيث تعود هذه العلاقات إلى العام 1969 حين أقيمت أولى العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عبر التنسيق مع سفارة تركيا لدى لبنان وأعقب ذلك افتتاح السفارة التركية لدى الكويت رسميا في عام 1971.