طهران: أكد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل إن أسئلة جوهرية تطرح نفسها بشأن خطوة السلطة الفلسطينية نحو مجلس الأمن والأمم المتحدة، موجها خطابه للسلطة الفلسطينية بالقول: "بعد أن انتهى حفل نيويورك، ماذا بعد؟". ونقلت وكالة "سما" الفلسطينية عن مشعل ،في كلمة له أمام المؤتمر الدولي الخامس لدعم الانتفاضة الفلسطينية الذي افتتح في طهران السبت،قوله "أين هي الدولة التي نريد لها عضوية، وماذا عن الانفراد بالخطوة بعيدا عن استراتيجية وطنية متفق عليها فلسطينيا، وما أثر الخطوة على الحقوق الفلسطينية، وغير ذلك كثير". واضاف "نعم هناك مكسب رمزي ومعنوي لا ننكره، هناك إحراج للكيان الإسرائيلي وأمريكا، واحتشاد عالمي جيد، وكشف للوجه البشع للولايات المتحدة وإسرائيل، ولكن ماذا بعد، هل سنبقى نعيش تلك الخطوة الرمزية إلى الأبد؟". وتابع "نحن نقدر خطوة الرئيس محمود عباس برفضه لكافة الإملاءات والضغوط الأمريكية، وندعو قيادات السلطة أن يحذوا حذوه ويتحدوا أمام الضغوط، لكن ماذا بعد، هل سنبقى نتحدث عن المفاوضات كخيار وحيد، هل سنبقى نراوح في ذات المكان إلى الأبد؟". وذكر انه يجب ان يتوجه التفكير نحو "كيف نعمل بجد كيف نبني ونقيم الدولة على أرض محررة، المطلوب كيف نحرر الأرض أولا ثم نقيم الدولة الحقيقية، كيف نهبط بالدولة من فضائها الحالم إلى السيادة الحقيقية على الأرض". وأكد مشعل على أن صراع أمتنا وشعبنا الفلسطيني مع المشروع الصهيوني، وكل الوقائع على الأرض تقود إلى المقاومة، مشددا على أن بذرة الانتفاضة سوف تثمر انتصارا على أرض فلسطين واستعادة للقدس ومقدساتها وانتصارا عربيا وإسلاميا وإنسانيا على المشروع الصهيوني. وقال أن كل ما حولنا على الأرض يقود إلى التمسك بالمقاومة، فالاحتلال نفسه وجرائمه على الأرض يدعو إلى المقاومة، انسداد الأفق السياسي ووصول المفاوضات إلى الفشل يدعو إلى المقاومة، التخلي العربي عن الخيار العسكري والرهان على معزوفة السلام يدعو إلى المقاومة، سقوط الرهان على عملية التسوية والعامل الدولي والتدخل الأمريكي ورعايتها للمفاوضات أيضا يدعو إلى المقاومة". وتابع "كل ذلك يدعو إلى المقاومة، فكيف وقد برزت الآن قوة الشعوب كما لم تبرز من قبل، إن قوة الشارع العربي يعطينا إشارة قوية إين منبع القوة، إن القوة الحقيقية تنبع من الجماهير والشعوب، لذا كنا وما زلنا وسنبقى منحازين لمشروع المقاومة متمسكين به مهما كان الثمن، هو قدرنا هو خيارنا هو مشروعها الاستراتيجي". ودعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الرئيس عباس وحركة فتح والسلطة وجميع القوى الفلسطينية والشخصيات المستقلة إلى لقاء وطني جاد لإجراء مراجعة سياسية شاملة للمسار السياسي الفلسطيني للتوصل إلى استراتيجية وطنية جديدة نحو التخلص من الاحتلال وتحرير الأرض. وطالب بتكثيف الجهود المشتركة من أجل سرعة تنفيذ كل بنود المصالحة لنطوي صفحة الانقسام، وسرعة إعادة تفعيل منظمة التحرير وتعزيز نهج الشراكة بين جميع القوى الفلسطينية، في تحمل المسئولية وإدارة النضال، وقال: "نحن جاهزون للاحتكام للانتخابات، فالديمقراطية أنجح وسيلة لترتيب البيت الداخلي". وحول شأن الربيع العربي، أكد مشعل: "إننا منحازون بالطبع لخيارات ومفاهيم وسياسات معروفة، نحن مع المقاومة، وضد كل قوى الاحتلال، وضد كل السياسة الأمريكية، وضد التدخل الأجنبي في بلادنا، ونحن مع سياسية عربية اسلامية وطنية نابعة من إرادة الشعوب، وضد التبعية للخارج والأجنبي، وضد أي مس بالوحدة الوطنية في كل بلد، وضد إثارة النعرات المذهبية، وضد كل أشكال التقسيم للوطن الواحد". وأوضح "لكن في ذات الوقت، نحن مع الشعوب جميعا في سعيها الدؤوب للحرية والديمقراطية ومحاربة الفساد والاستبداد، الانسان ولد حرا ولا بد أن يعيش حرا، والأوطان مسئولية كل أبناءها حكاما ومحكومين، هم شركاء في إدارة قراراتها والدفاع عنها، وتبقى الشعوب هي مصدر السلطة والشرعية، نتمنى أن يحدث ذلك بحلول سياسية بعيدا عن العنف".