تحقق الثورة السورية والكتائب على الارض تقدما مذهلا على اكثر من صعيد. وهناك جوانب مضيئة جمة، اكبر من تعد او ان تحصى. لكن لا بأس في النظر في بعض جوانب النصف الفارغ من الكوب كي نتمكن من القراءة، والاتعاظ، من الاخطاء، ساعين الى التصويب. ومن ذلك الجدال الواسع حول شكل الدولة، ثم بيان القاعدة، وكأن الثورة قد انتصرت انتصارا كاملا، وكأن دمشق قد تحررت، وتجري الآن ملاحقة فلول النظام فقط.
أليس ذلك الآن شق للصف؟. أليس الاوجب الآن التركيز على اسقاط النظام فقط، والتركيز على ما يجمع، وترك، ونبذ كل ما يفرق؟. هل يستطيع اي فصيل كائن من كان ان ينتصر بمفرده على نظام تدعمه كل القذارات؟. وهل اي فصيل يمكن ان يثبت اشهرا قليلة دون مؤازة الحاضنة الاجتماعية؟، ألم يتعلم الجميع من تجربة العراق، وافغانستان، والبوسنة، وكل القتل للمسلمين على الهوية؟.
للأسف، يتناقشون، ويعلو صوتهم وجدالهم على شكل الدولة القادمة، بينما مازال النظام مدعوما من كل القوى العالمية سواء بالتسليح المباشر او المال، او عبر منع تسليح الثوار، وكذلك عبر تجريم فصائل، وعدم تجريم اخرى لشق الصف....
نقاش حامي الوطيس، وقد يتبعه كيد على الارض، بينما مازال النظام يدك مختلف يقاع الوطن بكل قذارة تعبر عن بعض قماءته....
تجري كل النقاشات بينما يجري تقسيم حمص، وعزل احيائها على الطريقة الصفوية في بغداد عبر اقامة جدران اسمنتية عالية، في حالة تؤكد الاستعداد والاصرار من قبل العصابة الطائفية الحاكمة ان خيار الدويلة الطائفية قد اصبح خيارا حقيقيا لديهم، وقد اخذوا ضوءا اخضر بذلك...
واهل الاسلام، يكيدون لبضعهم، ويضعفون بعضهم، وينقسمون بحجة شكل الدولة القادمة، وهل هناك اصلا دولة قد اصبحت حقيقة، كي نتقاتل عليها؟....
بينما هم: الراعي اللبناني يقول للرئيس الفرنسي ان من يقاتل بشار ليسوا افضل منه...
بينما هم: يصف الثورة، وكل الشهداء بالتمرد، وكأن الصراع ليس بين شعب وعصابة وانما بين نظام ومجموعات مسلحة، حيث قال: رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دمسي قلقاً من أن "تتحول قضية سوريا الى صراع مستديم حيث يواجه النظام تمرداً يمتد لعقود".....
بينما هم: يدعمون بالمال والسلاح والرجال......
بينما نحن: بدءاً من اليوم، يبدأ مفتي صيدا سليم سوسان بتوجيه من النائبة بهية الحريري جولة على القوى الصيداوية انطلاقاً من النائب السابق أسامة سعد، لحشد جبهة مضادة للشيخ أحمد الأسير في إطار هجوم المستقبل عليه.....
بينما نحن: صراع بين الدول العربية، حيث تحاول كل دولة وضع رؤيتها للحل في سوريا، وتحاول كل جهة دعم ألوية بعينها بأسلحة لا تعينها على القضاء على النظام، وانما تستطيع بواسطتها انهاك اخواتها الاخرى المقالة الى جانبها كي تسقط قطعان العصابة....
بينما نحن: تحاول كثير من الكتائب المقاتلة في الثورة تهميش عمل الآخر، وتكبير عمله فقط.....
بينما نحن: كثير من سياسيينا يجهد لابراز "ارهاب" بعض كتائب الثورة، كي يبرز نفسه "كحضاري"، و"مسالم".....
وفي النهاية: ويمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين...
والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون....
ويا الله مالنا غيرك يا الله...
الآراء المنشورة في الموقع تعبر عن توجهات وآراء أصحابها فقط ، ولا تعبر بالضرورة عن الموقع أوالقائمين عليه