جاء الزلزال الذي شهدته ايران أمس ليؤكد صدق التوقعات التي أعلنها رئيس جمعية السعودية لعلوم الأرض والمشرف على مركز الدراسات الزلزالية الدكتور عبدالله العمري قبل 6 أيام بحدوث زلزال ضخم يضرب جنوبإيران تصل قوته إلى أكثر من 7 على مقياس ريختر ويصل تأثيره إلى الخليج ويلحق الكثير من الأضرار. ونجد أن ايران تقع على عدة خطوط تصدع زلزالية مما جعلها تشهد العديد من الزلازل المدمرة والدموية . وكان العمري قد توقع في لقاء له على قناة "العربية" بأن يكون التأثير كبير ويصيب هلع كبير لسكان السعودية وخصوصاً المنطقة الشرقية وطالب المسئولين حينها بأن يأخذوا الحيطة والحذر.
وأضاف بأن المنطقة الشرقية في السعودية هي أقرب لايران من عاصمتها طهران وبالتالي هي غير بعيدة عن تأثيرات الهزة الأرضية وهذا التوقع قد بناه بسبب تعرض المنطقة الشرقية لهزات أرضية طوال العشر سنوات الماضية .
وتوقع العمري أن يصل التأثير إلى كل من ابوظبيودبي ومسقط واحساء وذلك بسبب طبيعة الزلازل في ايران والتي يمتد تأثيرها لمسافات طويلة، واقترح أنه يجب أن تكون هناك مباني تمتص الزلازل للحد من التأثيرات السلبية على المنشآت.
هذا وقد صادف أن التوقعات التي أطلقها الخبير الجيولوجي تحققت بعد توقعه ب 6 أيام بالضبط ، فقد ضرب ايرات أمس زلزال عنيف بلغت قوته 8 درجات على مقياس ريختر الحدود الباكستانيةالايرانية ، وشعر سكان الإمارات ودول الخليج والهند بالهزة التي عقبتها هزات ارتدادية.
الأقوى منذ 4 عقود ويعتبر هذا الزلزال الأقوى منذ 40 عاماً حسبما ذكر مركز ايران لرصد الزلازل ، حيث أعلنت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إن هذا الزلزال بلغت قوته ثماني درجات بمقياس وهو الذي تسبب في هز إيران قرب الحدود مع باكستان الساعة 10.44 بتوقيت جرينتش على عمق 73 ميلا .
ونقلت وكالة "رويتر" عن المعهد أن "زلزالاً ضرب بقوة 7.8 درجات على مقياس ريختر اليوم محافظة سيستان وبلوشستان الإيرانية المحاذية لباكستان على بعد 86 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي من إقليم خاش".
وأشار المعهد إلى أن مركز الهزة على عمق 15 كيلومتراً وأيضاً على مسافة 167 كيلومتراً من مدينة إيران شهر في المحافظة ذاتها، وعلى بعد 199 كيلومتراً من زاهدان عاصمة المحافظة. وافادت الأنباء الواردة من المنطقة التي ضربها الزلزال بأن الكهرباء والاتصالات انقطعت عنها تماما. وشعر سكان كل من دبي، أبو ظبي، والكويت والدمام والدوحة ونيودلهي بهزات أرضية ارتدادية.
ويعتبر هذا الزلزال هو الثاني خلال أسبوع حيث ضرب مساء الثلاثاء قبل الماضي ، زلزال بقوة 6.1 درجات على مقياس ريختر مدينة كاكي في محافظة بوشهر جنوبإيران، مما أسفر عن سقوط 37 قتيلا و850 جريحاً إضافة إلى تدمير 500 وحدة سكنية بالكامل والحاق خسائر بالعديد من مرافق الحياة .
بدوره وصف الدكتور عبد الله العمري الزلزال الذي تعرضت له إيران أمس بأنه نشاط حركي بين الصفيحة اليوراسية والصفيحة الهندية نتج عنه تحرر طاقة بقوة 7.7 درجات على مقياس ريختر، وصل مداها إلى المنطقة الشرقية في السعودية.
التجارب النووية وتردَّدت عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن تكون الهزات الأرضية التي وقعت أخيراً في إيران، نتيجة تجارب نووية إيرانية في باطن الأرض، إلا أن رئيس قسم العلوم الفيزيائية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، الدكتور علي الشكري استبعد ذلك .
وقال الدكتور الشكري لصحيفة "سبق" السعودية :"إن إيران لم تصل بعدُ إلى مراحل التخصيب، حتى تقوم بتجارب نووية في باطن الأرض تُسبِّب هزات أرضية كما ردد البعض، ولو حدث ذلك فإن أول من يتأثر بها هم الإيرانيون أنفسهم".
وأكد الدكتور الشكري أنَّ الهزة التي شعر بها أهالي المنطقة الشرقية، وبعض أهالي منطقة الرياض ، نتيجة هزة ارتدادية سببها زلزال، وقد يقدر تأثيرها ب3.5 درجة على مقياس ريخيتر.
وأشار الشكري إلى أن "المفاعل النووية الإيرانية صُمِّمت على هيئة مبنى دور أرضي، وبوسائل سلامة عالية، تتحمَّل قوة زلازل تبلغ درجتها أكثر من 8 درجات على مقياس ريختر، وأن جميع الزلازل التي ضربت المنطقة قوتها أقل من 8 ريختر ، ولذلك لا يوجد خطر من تسرُّب إشعاعات نووية على المملكة من جراء الهزات لأرضية أو الزلازل".
التسرب الاشعاعي وأثارت الزلازل الاخيرة بايران مخاوف من تسرّب إشعاعي في محطة "بوشهر" النووية، لكن طهران وموسكو سارعتا إلى نفي تعرّض المحطة لأضرار. وأكدت الشركة الروسية التي بنت المحطة، أنها لم تتأثر بالزلزال أمس، علماً ان مركزه يبعد كثيراً عنها.
ودافع مدير "المنظمة الايرانية للطاقة الذرية" فريدون عباسي دواني عن تدابير السلامة في "بوشهر" ، مؤكداً تمتعها بأحدث الوسائل التي تحميها من الزلازل.
واعتبر ان وجود مفاعل "بوشهر" قرب دول الخليج، يدفعها الي اقتناء أحدث أجهزة قياس الثلوث، مضيفاً "لولا مفاعل بوشهر، لما كان الخليجيون يتوجهون الي هذه العلوم". وأعلن أن بلاده قد تخصّب اليورانيوم بنسبة أكثر من 20 في المئة، لاستخدامه في سفن وغواصات.
وأعلنت السلطات الإيرانية "حالة طوارئ قصوى" في مناطق الزلزال، وأرسلت فرق إغاثة. وأوردت وسائل إعلام إيرانية أن الزلزال أدى إلى تعطيل شبكات الكهرباء والاتصالات في معظم أنحاء سيستان وبلوشستان.
هذا وقد أعربت صحيفة "الوطن" القطرية فى افتتاحيتها اليوم عن قلقها من احتمالات حدوث تسرب نووي من مفاعل "بوشهر" الإيرانى اثر الزلازل المتكررة التي اخذت تضرب ايران .
ورأت الصحيفة ان هذه المخاوف تستند إلى حقائق هامة لا ينبغي إغفالها ،مؤكدة أهمية دعوة الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبد اللطيف الزياني الوكالة الدولية للطاقة الذرية لزيارة هذا المفاعل والتأكد من سلامته .
وقالت إن هذه المخاوف هى غايات وقائية وتحذيرية تستبق وقوع كارثة محتمل وقوعها، وتضع النشاط النووي في هذا المفاعل في الاطار الذي يحول دون حدوث تسرب إلى مياه الخليج، والتى ليست مجرد مطل بحري اوشريان اتصال فقط، ولكن يتم تحليتها والاعتماد عليها في الاستخدام البشري في كل دول التعاون الفقيرة في مصادرها المائية الطبيعية مما يقتضي تجنيبها أي ملوثات .
وخلصت الوطن الى التأكيد على أن وقوع هزة ارضية بعد أسبوع واحد فقط من الهزة الأولى يبين ان الحزام الزلزالي تحت هذه المنطقة من الأحزمة النشطة، والتي سيكون لها توابعها الاهتزازية، مما ينبغي معه اتخاذ الإجراءات الاحترازية ، وقالت " ستكون الاستعانة بوكالة الطاقة النووية في هذا السياق عملا وقائيا، لطمأنة دول المنطقة واتخاذ أي تدابير وقائية تنصح بها الوكالة فى هذا الشأن".
استراتيجية للكوارث هذا وقد دعا مختص في شئون الزلازل دول مجلس التعاون الخليجي إلى إنشاء إدارة استراتيجية للكوارث، تتولى الربط مع الجهات ذات العلاقة بحيث لا تكون إدارة تقليدية تابعة للدفاع المدني أو الجامعات.
والدكتور عبد الله العمري رئيس جمعية السعودية لعلوم الأرض والمشرف على مركز الدراسات الزلزالية الذي تنبأ بحدوث زلزال أمس قبل حدوثه بستة أيام "لا بد أن تكون لدينا إدارة مركزية عليا للكوارث تقوم بدور التنسيق بين باقي الجهات".
وأوضح رئيس الجمعية السعودية لعلوم الأرض، أن المنطقة أفرزت الطاقة الزلزالية في الزلزالين الأخيرين كونها تتجمع وتأخذ من ثلاث إلى أربع سنوات ثم ينتج عنها زلزال بقوة خمس درجات، وبعد 10 سنوات ينتج عنها زلزال أخر بقوة 6 إلى 6.5 تدريجياً، ففي كل خمس سنوات وأقل تتعرض المنطقة إلى هزات بدرجة خمس درجات ونصف على مقياس ريختر.
وأبان العمري أن جودة مباني دول الخليج متوسطة، وليست مطابقة للمواصفات العالمية، نظراً لعدم تطبيق كود البناء في جميع دول المجلس، وليست مقاومة للزلازل، مؤكداً أن منطقة الخليج العربي ليست منطقة زلزال، لكن معرضة لتأثيرات؛ كونها أقرب للعاصمة الإيرانيةطهران.
وأضاف "ذكرت في الأسبوع الماضي أن المنطقة ستتعرض لزالزل بدرجة 7.5، فإذا حصل زلزال يحرك بقية الصفائح في المناطق الأخرى، فالزلزال الأول ضرب الصفيحة العربية مع الإيرانية، وبعد ذلك قامت الصفيحة الإيرانية بضرب الصفيحة الهندية عبر التصادم معها وسببت ذلك".
أقوى زلازل إيران وقد ضربت إيران في تاريخها مجموعة من الزلازل المدمرة، تسببت في خسائر بشرية ومادية جسيمة. وكانت أقوى تلك الزلازل في مناطق بام وجيلان وطبس وتبريز.
ديسمبر 2003 زلزال مدينة بام الواقعة شمال شرق مدينة كرمان الايرانية – بلغت قوته 6.6 ريختر وخلف 42000 قتيل و50000 وذلك حسب الاحصائيات الرسمية ، إلا ان العدد الحقيقي للضحايا أعلى مما صرحت به المصادر الحكومية ، كما دمر العديد من المنشآت .
يونيو 1990 بمدينة جيلان – وبلغت قوته 7.4 بمقياس ريختر تسبب في وقع 50000قتيل ووقوع 60000 جريح كما شرد آلاف الأشخاص.
1978 بمدينة طبس وكانت قوته 7.8 ريختر والذي دمر المدينة بشكل كلي وامتدت اثاره لمحيط القرى المجاورة ، وخلف حسب الحصيلة النهائية 15000 قتيل.
أغسطس 2012 ضرب زلزالان متتابعان منطقة تبريزشمال غربي ايران وبلغت قوته 6.2 بمقياس ريختر والذي خلف 250 قتيلا وأكثر من 1500 جريح .
الأقوى عالمياً وذكر موقع قناة "سكاي نيوز " أن زلزال ايران أعاد إلى الأذهان الزلازل القوية التي أصابت مناطق متفرقة من العالم في العقود الماضية، والتي كان أقواها:
22 مايو 1960: أقوى الزلازل التي شهدها العالم في العصر الحديث وقع قرابة سواحل تشيلي، حيث وصلت قوته إلى 9.5 درجة، قتل خلاله آلاف الأشخاص وتسبب بتشريد أكثر من مليوني شخص.
27 مارس 1964: زلزال ألاسكا الذي بلغت قوته 9.2 درجة بمقياس ريختر هو أقوى الزلازل التي تم تسجيلها في أميركا الشمالية، وراح ضحيته 143 شخصا.
26 ديسمبر 2004: جزيرة سومطرة الإندونيسية تتعرض لزلزال قوته 9.1 درجة على مقياس ريختر، ولدت عن هذه الهزة أمواج تسونامي ضربت سواحل سريلانكا والهند وإندونيسيا وتايلاند وماليزيا، ولم يتم حتى الآن معرفة عدد دقيق للضحايا لكن تشير بعض الإحصاءات إلى أن عددهم بلغ أكثر من 230 ألف شخص.
4 نوفمبر 1952: ضرب زلزال إقليم كامشاتكا بالاتحاد السوفييتي السابق، بقوة 9 درجات على مقياس ريختر، لم تسفر عنه ضحايا بشرية ولكن أدى إلى خسائر مادية كبيرة.
11 مارس 2011: زلزال بقوة 9 درجات يضرب شمال شرق اليابان، تبعه آخر بقوة 7.1 وتسببا في توليد أمواج تسونامي بارتفاع 10 أمتار، لم يتم تحديد عدد القتلى بدقة بسبب الدمار الهائل الذي خلفه الزلزال والأمواج.
27 فبراير 2010: ضرب زلزال عنيف تشيلي بلغت قوته 8.8 درجة على مقياس ريختر، تسبب في أضرار كبيرة في المباني والمنشآت الصناعية وأودى بحياة مئات الأشخاص.
15 أغسطس 2007: بيرو تتعرض لزلزال مدمر بقوة 8 درجات، أودى بحياة أكثر من 500 شخص وأصيب أكثر من 1500 آخرين.
12 سبتمبر 2007: جزيرة سومطرة الإندونيسية تتعرض من جديد لزلزال بقوة 8 درجات ونصف، أوقع عشرات القتلى.
30 سبتمبر 2009: هزة أرضية في جزيرة سومطرة الإندونيسية بلغت قوتها 7.6 درجة على مقياس ريختر تسببت في أضرار كبيرة. قتلت ما لا يقل عن 1100 شخص.
8 أكتوبر 2005: هزة أرضية قوية تضرب باكستان بلغت قوتها 7.6 درجة على مقياس ريختر، وأودت هذه الهزة بحياة 73 ألف شخص بينهم 17 ألف طفل، في حين تفيد إحصاءات أخرى إلى أن عدد القتلى بلغ أكثر من 100 ألف شخص، كما تشرد أكثر من 3 ملايين.