أكد الدكتور جمال جبريل، الفقيه الدستوري والقيادي بجبهة الضمير الوطني، أنه قلق جدًا علي العدالة، فالقضاء الآن أصبح مشاركا في الحياة السياسية، وهذا أمر خطير جدًا، والمراحل الانتقالية قد يكون هناك تدخل قضائي في السياسة، لكن الأمر لدينا وصل لدرجة في منتهي الخطورة، ورغم احترامنا للقضاء، لكن يجب أن يعاد إصلاح مؤسسات الدولة. وذكر خلال مؤتمر صحفي بقاعة التعليم المدني التابع لوزارة الشباب أن مناشدة مجلس القضاء الأعلى- الذي يعمل رئيسه بمحكمة النقض- للنائب العام الحالي بحل الأزمة هو حديث غريب، لأن الدعوة منظورة أمام محكمة النقض، وبالتالي فيعتبر هذا بمثابة حكم قبل أن ينظر الطعن علي الحكم الذي أصدرته محكمة استئناف القاهرة التي ألغت قرار تعيين النائب دون أن تدري لماذا تلغيه، ولم تستطع أن تصل لتكييف قانوني لحكمها الذي هو معيب، علي حد قوله، لافتا إلي أنه يتعجب كثيرا من صدور حكم قضائي منذ بضعة أيام بمنع تسليم أحمد قذاف الدم إلي ليبيا رغم أنه لم يصدر قرار من الحكومة بتسليمه من الأساس.
وأوضح جبريل أن أطراف مسئولة عن محاولة إحداث فتنة طائفية، التي هي مصنوعة منذ أيام الرئيس المخلوع، وما حدث في الخصوص خلاف بين المواطنين، لكن أن ينتقل البعض لمهاجمة الأقباط أثناء تشييع الجنازة من الكاتدرائية، هو محاولة دنيئة لإسقاط الدولة وليس النظام، وإفشال الدولة من خلال مسلسل من العنف والعنف المضاد كي لا تتحول مصر لدولة ديمقراطية، مؤكدًا أن الأحداث الأخيرة من أخطر المشاكل التي تواجه مصر الآن.
وأضاف:" البعض تحدث علي أن الأنظمة الفاشية لا تسقط بالانتخابات بل بالعنف، وهؤلاء لا يدركون ما هو معني النظام الفاشي، ولذلك فهم يحرضون علي العنف بشكل مباشر، كما أن صور الرئيس المخلوع بدأت تظهر مرة أخري، والبعض بدأ يذيع خطب "مبارك"، ولذلك فالأمر خطير جدًا، وكل ما يحدث يصب في مصلحة العدو الصهيوني، ولن يفيد شخص ما ليحكم، وهذا لن يضر إسرائيل بل سيفيدها".