أكد بيل جيتس رائد البرمجيات والعمل الاجتماعي أنه يمكن القضاء على شلل الأطفال خلال خمس سنوات القادمة، وذلك إذا تحقق وجود التزام دولي بتمويل كبير، وبذلك يمكن تحقيق "أحد المنجزات الأخلاقية والعملية الكبيرة في زماننا". ويحذر جيتس في مقاله نشرها اليوم في مجلة "كايرو ريفيو للشئون الدولية"، من أن فيروس شلل الأطفال إذا لم يتم القضاء عليه عالمياً، فلن تكون هناك أية دولة في مأمن من إعادة الإصابة به. وسيقوم كل من جيتس رئيس مجلس الإدارة المشارك في مؤسسة بيل وميلندا جيتس، وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد بن سلطان آل نهيان، وبان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة باستضافة القمة العالمية للقاح التي ستقام في أبو ظبي يومي 24 و25 أبريل.
وتهدف القمة إلى تقديم الدعم ل"عقد اللقاحات"، إحدى مبادرات منظمة الصحة العالمية التي تهدف إلى دعم نظم الوقاية الفعالة. وكتب جيتس في مقاله في "كايرو ريفيو" أنه "لا يمكن الاكتفاء بتثبيت نسبة شلل الأطفال على مستوياتها الحالية، حتى وإن كانت متدنية"، مناشداً المتبرعين الدوليين أن يمولوا بالكامل خطة المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال في ست سنوات. "إذا لم نحافظ على الاستثمار في هذه الخطط، ستعاود الحالات زيادتها لتصل إلى عشرات الآلاف سنوياً في العديد من الدول، خاصة ونحن على وشك الوصول بشلل الأطفال إلى الانقراض تماماً". وأضاف جيتس أن الابتكارات - مثل تلك الموجودة بتكنولوجيا مسح المرض – تساعد في التغلب على العقبات الباقية في طريق القضاء على شلل الأطفال، كما يمكن تطوير آليات تفيد الصحة العالمية بشكل عام. يقول جيتس: "نحن نبني أنظمة، ونطور تكنولوجيا، وندرب العاملين بشكل يمكننا من مساعدة من لا يتلقون أي مساعدة".
وأضاف: "عند القضاء على شلل الأطفال، يمكننا استخدام نفس النُظم والتكنولوجيا والأفراد للوصول إلى حلول منقذة للحياة، خاصة اللقاحات الدورية لأمراض مثل الحصبة و فيروس الروتا".
وأشاد جيتس بالمتبرعين الكبار لدعم القضاء على شلل الأطفال، مثل الشيخ محمد الذي ساهم ب 50 مليون دولار عام 2011، وكذلك بنك التنمية الإسلامية الذي قدم بدعم هام لدولتين (بالإضافة إلى نيجيريا) التي مازال فيها شلل الأطفال وباء.
وقد تضمنت مساعدات البنك 227 مليون دولار كتمويل لحملة اللقاح في باكستان، وثلاثة ملايين دولار كمنحة لأفغانستان. "هذا النوع من التعاون المبتكر بين الممولين التقليديين، والدول التي تتقدم سريعاً، والاقتصاديات الناشئة يمكن أن يجعلنا نقترب أكثر من القضاء على شلل الأطفال، والوصول لكل الأطفال باللقاحات التي يحتاجونها بغض النظر عن مكان معيشتهم." وأشار جيتس إلى أنه على الرغم من التأثير المدهش للقاحات، فإن الملايين والملايين من الأطفال – خاصة في الدول الفقيرة – لا يحصلون عليه.
كما قام جيتس بتقديم التعازي في العاملين في مجال اللقاحات ومجالات الصحة الأخرى الذين قتلهم المسلحون في نيجيريا وباكستان، و قال إنهم كانوا يحاولون وقف المرض وتسهيل المعاناة لجعل حياة الآخرين أفضل. "هؤلاء أبطال، وهناك طريقتين لتكريم ذكراهم؛ أن نفعل كل ما بوسعنا لضمان سلامة من يستمرون في العمل في هذه الحملات، وأن ننهي المهمة التي وهبوا حياتهم من أجلها. إذا استجاب العالم، فسوف نتمكن من القضاء على شلل الأطفال خلال خمس سنوات – لتكون أحد المنجزات الأخلاقية والعملية الكبيرة في زماننا".