في مقاله الذي يتم نشره اليوم في عدد ربيع 2013 من مجلة "كايرو ريفيو للشئون الدولية"، يقول رائد البرمجيات والعمل الاجتماعي "بيل جيتس" إنه يمكن القضاء على شلل الأطفال خلال خمس سنوات إذا تحقق وجود التزام دولي بتمويل كبير، وبذلك يمكن تحقيق "أحد المنجزات الأخلاقية والعملية الكبيرة في زماننا". ويحذر "جيتس" من فيروس شلل الأطفال إذا لم يتم القضاء عليه عالمياً، فلن تكون هناك أية دولة في مأمن من إعادة الإصابة به. سيقوم كلٌ من: "جيتس" – رئيس مجلس الإدارة المشارك في مؤسسة بيل وميلندا جيتس، وولي عهد أبوظبي "الشيخ محمد بن زايد بن سلطان آل نهيان"، و"بان كيمون" – الأمين العام للأمم المتحدة – باستضافة القمة العالمية للقاح التي ستقام في أبو ظبي يومي 24 و25 أبريل، تهدف القمة إلى تقديم الدعم ل "عقد اللقاحات" إحدى مبادرات منظمة الصحة العالمية التي تهدف إلى دعم نظم الوقاية الفعالة. وذكر "جيتس" في مقاله في "كايرو ريفيو" الصادرة عن الجامعة الأمريكيةبالقاهرة، أنه "لا يمكن الاكتفاء بتثبيت نسبة شلل الأطفال على مستوياتها الحالية، حتى وإن كانت متدنية، مناشداً المتبرعين الدوليين أن يمولوا بالكامل خطة المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال في ست سنوات، حيث قال: "إذا لم نحافظ على الاستثمار في هذه الخطط، ستعاود الحالات زيادتها لتصل إلى عشرات الآلاف سنوياً في العديد من الدول، خاصة ونحن على وشك الوصول بشلل الأطفال إلى الانقراض تماماً". ونوه "جيتس" إلى أن الابتكارات - مثل تلك الموجودة بتكنولوجيا مسح المرض – تساعد في التغلب على العقبات الباقية في طريق القضاء على شلل الأطفال، كما يمكن تطوير آليات تفيد الصحة العالمية بشكل عام، فيقول "جيتس": "نحن نبني أنظمة، ونطور تكنولوجيا، وندرب العاملين بشكل يمكننا من مساعدة من لا يتلقون أي مساعدة". وأكد أنه عند القضاء على شلل الأطفال، يمكننا استخدام نفس النُظم والتكنولوجيا والأفراد للوصول إلى حلول منقذة للحياة، خاصة اللقاحات الدورية لأمراض مثل الحصبة وفيروس الروتا. كما أشاد "جيتس" بالمتبرعين الكبار لدعم القضاء على شلل الأطفال، مثل الشيخ محمد الذي ساهم بمبلغ 50 مليون دولار عام 2011، وكذلك بنك التنمية الإسلامية الذي قام بدعم هام لدولتين (بالإضافة إلى نيجيريا) التي مازال فيها شلل الأطفال وباء، إذ تضمنت مساعدات البنك 227 مليون دولار كتمويل لحملة اللقاح في باكستان، وثلاثة ملايين دولار كمنحة لأفغانستان. لافتًا إلى أن هذا النوع من التعاون المبتكر بين الممولين التقليديين، والدول التي تتقدم سريعاً، والاقتصاديات الناشئة يمكن أن يجعلنا نقترب أكثر من القضاء على شلل الأطفال، والوصول لكل الأطفال باللقاحات التي يحتاجونها بغض النظر عن مكان معيشتهم.