فتح المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف النار على معارضي الجماعة وقيادتها، زاعماً أن أجهزة مسئولة بالدولة في مصر تملك معلومات حول تلقي عدد من وسائل الإعلام مبلغ يقدر ب«6.5» مليار جنية كثمن للهجوم على الإخوان والرئيس محمد مرسي. ووجه عاكف رسالة شديدة اللهجة في حوار مع مجلة «المواجهة» إلى وسائل الإعلام التي وصفها بالمشبوهة التي تروج الأكاذيب ضد جماعة الإخوان المسلمين، بضرورة التوقف عن ممارسة تلك الألاعيب، مشدداً على أن منصب المرشد العام للجماعة أكبر بكثير من مكانة رئيس الجمهورية.
ونفى المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين على الرغم من ذلك أن يكون الدكتور محمد بديع المرشد الحالي للجماعة هو من يدير مقاليد الحكم في مصر، منوهاً أن مهامه تنحصر في إدارة جماعة الإخوان بصفته مرشداً لها، حيث أن منصب مرشد الجماعة أكبر من منصب رئيس الجمهورية من حيث المهام، لأنه ينشغل بقضايا ومشاكل مصر، شأنها شأن العالم كله، أما رئيس الجمهورية فهو يسهر على مشاكل الشعب من أجل النهوض بها لصالح الوطن.
وشن عاكف هجوم شديد اللهجة على القيادي الإخواني السابق ثروت الخرباوي، ساخراً بأنه لا يعرفه حتى يعلق على حديثه في كتابه «سر المعبد» بخصوص قيام التنظيم الدولي لجماعة الإخوان بحكم مصر، لأنه شخص مفسد وكذاب يروج لصحافة مصر المشبوهة التي تتقاضى ما يقارب ال 6.5 مليار جنية لتشويه صورة الجماعة ورئيس الجمهورية.
ووصف عاكف حديثه عن الإعلام بأنه ليس هجوماً، لأن أجهزة مسئولة في الدولة رصدت الأموال المتدفقة على البلاد من أجل تشويه صورة أداء الرئيس وجماعة الإخوان، والتي تصل تلك الأموال إلى 6.5 مليار جنيه، ذهبت باتجاه وسائل الإعلام وحدها، قائلاً أن الإعلام بات يمثل الآن بؤرة فساد وتشنيع، وصلت إلى حد تصوير مجموعة من البلطجية، الذين جاءوا إلى مكتب الإرشاد من أجل الاعتداء على منشآت الجماعة بالثوار الشرفاء، وتصوير شباب الإخوان بصورة سيئة.
وقلل عاكف من مخاطر انشقاق بعض قيادات الإخوان عن صفوف الجماعة لأنها ستظل باقية بهم أو دونهم، بقوله أن أبناء الإخوان هم الذين تركوها، وليس هم الذين أجبروهم على ذلك، لأنهم لديهم مبدأ واضح هو من أراد أن يخدم الدين يظل في عباءة الجماعة، ومن أراد أن يفعل ذلك خارج التنظيم فليفعل، فأبناء الإخوان ليسوا بكاذبين ولا نصابين، مشيراً إلى أنه على الرغم من اختلاف الأشخاص فهم باقون من أجل خدمة الدين.
ورحب عاكف بمن يريد العودة من قيادات الإخوان المنشقة، طالباً منهم أن عليهم أن يتذكروا بأن الجماعة لم ترد عليهم رغم ما تعرضت له من شتائم، حيث سارت على نهج الهضيبي حين كتب عن فصل بعض القيادات، لأنهم لم يتجاوبوا مع أسلوب الجماعة في الدعوة، وهذه هي أخلاق الإخوان التي يحاربها الكثيرون.
وأكد أن الجماعة ليس لديها أهداف أو أطماع بعد وصولها للحكم، موضحاً أنه لا أهداف ولا طموحات سوى إرضاء الله في أبناء الوطن، لأنها تسير وفقاً لقيم ومبادئ، ووفقاً لمشروع محدد، يهدف إلى خدمة الإنسانية كلها، بعيداً عن الأهداف الشخصية أو المؤقتة.
وصور المرشد السابق للجماعة، من يدعوا للمظاهرات بالغوغائيين الذين لا يعبرون عن الشعب بأي حال من الأحوال، لأنهم في كل الأحوال هم غير مؤثرين سيضربون بالجزمة وفي مقدمتهم قيادتهم إذا تطاولوا على الجماعة، معلناً أنه على ثقة في أن وزارة الداخلية وجهاز المخابرات العامة يعلمان مَن وراء تلك التظاهرات، والرئيس مرسي نفسه يعرف من وراءهم.
وواصل عاكف إطلاقه للقذائف اتجاه المعارضة، مؤكداً أنه لو كان حاضراً في أحداث المقطم أمام مكتب الإرشاد، لأعطى أوامر بالقبض على كل المتظاهرين والقيام بربطهم في الأشجار، واقتيادهم إلى قسم الشرطة وهم مقيدين بالحبال.
وأعرب عاكف عن موافقته التامة عن اعتداء شباب الإخوان على الفتيات والناشطات السياسيات، طالما أنهم يذهبون إلى مقرات الإخوان ليشتمون قياداتها، مشدداً على أن الأحداث التي تنشب في البلاد، من شغب وضعف الأمن وزعزعة استقرار الوطن، تقف وراءها جهات يعلمها محمد مرسي، والمخابرات المصرية، وأجهزة الأمن، لكن الإعلان عن ذلك حالياً سيكون خطيراً على أمن ومصالح البلاد، لكن في حال عودة مجلس الشعب من جديد، واكتمال مؤسسات الدولة، سيكون على ثقة بأنه سيعلن من يقف وراء تلك الأحداث، لأن مجلس النواب المقبل سيسعى لمصلحة الوطن.
وسخر المرشد السابق للإخوان المسلمين من الدكتور محمد البرادعي رئيس حزب الدستور، القيادي بجبهة الإنقاذ، متسائلاً ما هو منصبه أو دخله في الموضوع ليطالب الرئيس محمد مرسي بإقالة حكومة الدكتور هشام قنديل بقوله «أنت مالك».
وقال هذه الناس لا تفهم أن من حق مرسي، كونه مسئولاً عن إدارة البلاد، أن يعين وزارة أو يعزلها، فضلاً عن غير ذلك من أعمال الإدارة، وعليهم أن يتعاونوا معه من أجل الوطن، وإذا لم يرضوا عن أدائه، يكون صندوق الانتخابات هو الخيار الوحيد.
وعن حكم القضاء الإداري بإلغاء الدعوة للانتخابات البرلمانية، أوضح أنه ضرب له تعظيم سلام، ولكنه بلا قيمة، لأن إحالة قانون الانتخابات إلى المحكمة الدستورية العليا، رغم ترحيب مؤسسة الرئاسة وحزب الحرية والعدالة بالقانون، هو إضاعة للوقت، لأن مصر بحاجة إلى الانتخابات في أقرب وقت ممكن، مدافعاً عن الرئيس بأنه لم يخالف القانون والدستور، وكل هذا كدب.
واستهزئ عاكف بالشائعات التي تتردد عن علاقة الإخوان بحماس والتنظيمات السرية، مؤكداً على أن تلك المعلومات هي استمرار للكلام الفارغ الذي يردد عن أن حماس هي من قتلت الجنود المصريين في رفح، لأن الإخوان تم تربيتهم في أفغانستان وأمريكا وأوروبا وأستراليا، على منهج القرآن وحسن البنا لذلك لا يمكن أن يفعلوا ما يخالف ذلك.
ولفت عاكف إلى أن الناس هي التي تسعى للتحدث إلى أعضاء الجماعة، مستشهداً بأنه عندما كان مرشداً عاماً للجماعة، لم يكن يجرؤ أحد من الأمريكان على أن يأتي ليتحدثوا معهم أو لتبادل الرؤى حول أوضاع البلاد، لأن الإخوان كانوا يطلبون أن يجرى تنسيق اللقاء عبر وزارة الخارجية المصرية، وهو ما قوبل بالرفض، ولكن بعد الثورة أتى إلى قيادات الجماعة الجميع من رؤساء دول ودبلوماسيين ووزراء.