الرئيس المخلوع حسني مبارك كان ضحية التضليل الذي قام به وزير الإعلام الأسبق ورئيس مجلس الشوري صفوت الشريف .. هكذا قال الإعلامي " تامر أمين " في حوار صحفي أجري معه مؤخرا وأبدي فيه تعاطفا مع مبارك ، ولأنه تربي وترعرع في عزبة الشريف فقد حق له أن يرد الجميل لمن جعل منه مذيعا لامعا وترك له الحبل علي الغارب ليفعل ما بدي له في قلعة ماسبيرو التي ورثها كابرا عن كابر فهو ابن الوز كما أسميته من قبل وإبن الوز عوام . ونقول لتامر ( إن التضليل لا يستطيع شخص واحد ممارسته تجاه القيادة السياسية ) إلا أذا كون جبهه قوية من المحاربين والفتيان المحترفين يأتمرون بأمرة وينفذون قراراته وسياساته ، غير ان الضرورة تقتضي في هذا المقام وجود خبراء وحكماء حول الوزير يسترشد برأيهم ويأتمنهم علي أسراره ، وقد كان علي رأس من اعتمد عليهم صفوت الشريف الإعلامي الكبير أمين بسيوني والد الأخ تامر فهذا الرجل المخضرم كان هو الذراع اليمني للوزير الداهية حسب وصف المذيع المدلل له وطبيعي ان الداهية لا يستعين إلا بداهية مثله وبالفعل ظل بسيوني سنوات بجوار وزيرة يخطط ويرسم ويناور ويمارس دورا سياسيا أكثر منه إعلاميا ! أمين بسيوني في عهد صفوت الشريف تولي منصب رئيس الإذاعة ثم رئيسا لمجلس الأمناء بإتحاد الإذاعة والتليفزيون وآخر مناصبه في عهد الشريف ايضا كان رئاسة مجلس إدارة شركة نايل سات وما أدراك ما نايل سات والقنوات الفضائية والأقمار الصناعية والرحلات المكوكية من القاهرة الي باريس ، ولن نتحدث عن الأرباح والعمولات والبدلات فربما يكون الرجل بريئا منها ، حيث ما كان يأتي من حصاد كل هذه المفردات يذهب الي جيب صفوت وحده ولندع الأوراق الرسمية تكشف لنا الحقيقة فالوزير رهن التحقيق وكل شيئ سيظهر وينجلي . نعود الي تامر امين الذي ينتقد ويشير بأصابع الإتهام الي معلمه ومن سخر له كل الإمكانيات فصعد إلي أن صار علي رأس اكبر برنامج تليفزيوني في المنطقة العربية " البيت بيتك " الذي تحول فيما بعد الي "مصر النهاردة "، وفي الحقيقة ان الإسم كان علي مسمي فمصر في وقتها كانت تعبيرا عن لحظتها وواقعها .. المذيع الشاب الذي لم يتجاوز الأربعين كان لديه من القوة والنفوذ ما جعله يحاكم الوزراء والمحافظين علي الهواء مباشرة ويخاطبهم بمنطق القوي ، فيما يردون هم مذعورين ولا ينطقون إسمه إلا مسبوقا بكلمة " يافندم " خوفا ورهبة مما يلحق بهم من بطش . والسؤال الآن ما هو السر الذي يعطي مذيعا شابا الحق ويمنحه الجسارة الي حد أن يتحول في نظر المسؤلين الكبار الي بعبع ؟! أليس النفوذ والجبروت والظهر القوي سببا مباشرا في هذه الجرأة غير المسبوقة ؟! والسؤل الثاني وأرجو ان تسامحوني علي كثرة الأسئلة .. لماذا لم يتذكر تامر أمين أن مبارك كان مضللا وأن الذي قام بتضليله هو صفوت الشريف الأن وما معني أن يكون السيد تامر علي علم بمسألة الضلالة واللعبة السياسية التي تمارس من خلف ظهر رئيس الجمهورية ويقبل أن يكون جزءا منها أو علي الأقل مشاركا ولو من بعيد في مسألة التدليس الأعلامي وخداع الرأي العام ؟! ثم إن فرية الترشيح لمنصب رئيس قناة الأخبار من جانب وزير الإعلام أسامة هيكل له هي محض دعاية يريد المذيع الهمام أن يروج بها لنفسه لأن الذي رفضته الجماهير وتظاهر ضده الاعلاميون زملاؤة لإبعادة عن البرنامج الرئيسي الذي كان يقدمه من الصعب ان يقبلوة رئيسا للقناة الإخبارية الرسمية ، الشيئ الآخر أن محاولة الإيهام بوجود صداقة تربطة بوزير الإعلام الحالي هو نوع من المماحكة لإثبات انه ما زال علي الحجر عله يستطيع تعويض شيئا من المجد الفائت ، وفي تقديري أن هيكل أذكي من أن يسمح بهذا التسلق فهو يعلم إن مثل هذه المحاولات تؤلب عليه الرأي العام الإعلامي داخل ماسبيرو ، خاصة أن الناس علي شعرة والانفجار لا يستبعد حدوثه في أي لحظة ، والنصيحة المخلصة التي يمكن أن نتطوع بها للسيد الوزير هي أن يبعد عن الشر ويغني له فأعظم الحرائق من مستصغر الشرر.