قال محللون سياسيون أن جماعة الإخوان المسلمين ليست بالسذاجة التي تجعلها تبني ميليشيات في مصر ولكنها تقوم بتشكيل مجموعات منظمة غير مسلحة من تابعيها لتأمين المواطنين. واستبعد " أحمد بان " الباحث السياسي في مركز النيل للدراسات السياسية لوكالة " شينخوا " الصينية، أن يكون للإخوان مليشيات خاصة بهم ولكنه أكد أنهم يستخدمون أعضائهم غير المسلحين لإحراج الشرطة للعودة مجددًا للشوارع، مؤكدًا أن الجماعة تسعى نحو الاستقرار لأنها لم تسيطر بعد على مفاصل الدولة وتحتاج لاحتواء المعارضة.
أوضح " بان " ، العضو السابق للجماعة ، أنه تم ضرب مليشيات الجماعة منذ 1965 بواسطة الرئيس الراحل " جمال عبد الناصر "، مشيرًا إلى أن الإخوان يدركون أن المليشيات سوف تؤدي إلى الوقوع في مأزق، مشددًا على أن العنف سوف يخلق المزيد من العنف الذي سوف يؤدي إلى الحرب الأهلية التي من خلالها لن يجني الإسلاميين أي فائدة.
وقال اللواء " عبد المنعم قاتو " ، خبير أمني ، أن القوات المسلحة مسئولة عن الحفاظ على الدولة داخليًا وخارجيًا لمقاومة أي تهديد بدون الحصول على إذن، مؤكدًا على أنه إذا تم اكتشاف أي مجموعات مسلحة يجب معاملتها ك " عدو أجنبي " لتشكيلها خطر أعمق للمجتمع عند مقارنتها بالأعداء الخارجيين المعروفين، باعثًا رسائل طمأنينة للمواطنين مقللا من مخاطر المليشيات المزعومة، مضيفًا أنه لا يوجد مليشيات سوى عصابات إجرامية مع أسلحة متنوعة تستغل الأحداث الحالية.
كما أكد " يسري العزباوي " ، المحلل السياسي في مركز الأهرام للدراسات السياسية ، أن الإخوان لهم علاقة مباشرة بظهور المجموعات المسلحة في مصر بالرغم من أنهم لم يمتلكوا رجال مساحين منظمين، مضيفًا " إن الجناح العسكري ليس كامل التسليح بالضرورة ".
وأوضح " العزباوي " أن الشرطة الموازية تشكل خطرًا كبيرًا إذا تم تطبيقها لأنها سوف تدفع بالجماعات الجهادية التي تعتمد على العنف وحركات " الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " في الإطار الأمني تحت ادعاء الحفاظ على سلامة المواطنين.
وأشار " العزباوي " إلى أنه وفقًا للقانون فإن الشرطة هي المؤسسة الوحيدة التي يحق لها ممارسة العنف الأمني ولكن الأفراد أو المجموعات التي تقوم بأمن المواطنين عبارة عن " اقتتال داخلي "، محذرًا من أن الوضع يمكن أن يتجاوز المجموعات الإسلامية إلى مجموعات شبه مسلحة منظمة أو البلطجية.