تبدأ شبكة الاعلام العربية "محيط " اعتبارا من اليوم فى نشر فصول كتاب " مؤامرة الجيش" للكاتب الصحفى الكبير محمود صلاح والذى يحكى ادق اسرار ثورة 23 يوليو وما قبلها فى سرد يحكى به الكاتب بالوقائع تلك التفاصيل الشيقة . في نهاية عام 1947 وبالتحديد في شهر نوفمبر من ذلك العام . تفجرت في القاهرة أنباء عن مؤامرة لقلب نظم الملك فاروق الذي كان يحكم مصر دبرها بعض ضباط الجيش المصري وقد عرفت هذه القضية فيما بعد باسم "مؤامرة الجيش" وقد كانت ذه القضية من إرهاصات الوطنية المصرية التى انتهت بعد خمس سنوات من هذه القضية بثورة 23 يوليو التي أطاحت بالملكية وبالملك فاروق وتوارت مع السنوات أسرار وتفاصيل قضية "مؤامرة الجيش" إلا من بعض أخبار الضابط الذي دبرهذه المؤامرة بعد أن تحول إلي شخصية شبه أسطورية ، وهو الضابط الملازم أول مصطفى كمال صدقى . الذي كان يعمل في ذلك الوقت في المخابرات الحربية المصرية . والذي جاء عليه وقت من الأوقات . أصبح فيه منافسا للملك فاورق على قلب ناهد رشاد ، وصيفة الملكة والتي أصبحت فيما بعد الملكة المتوجة على مصر وقد تكون هذه مجرد قضية قديمة .. لكنها ستطل وبكل تأكيد شاهدا ضمن شهود كثيرين على تلك الفترة من تاريخ مصر وعلى حوادث ووقائع وأشخاص هذه الفترة من التاريخ .
الفصل الأول مرشد البوليس السياسى !
صباح يوم 4 نوفمبر 1947 جلس إبراهيم عطا الله باشا رئيس هيئة أركان الحيش المصري إل مكتبه . بعد أن طلب ألا يزعجه أحد وأن يتم إغلاق باب المكتب عليه وعدم السماح لأي كائن بالدخول عليه اعتدل رئيس هيئة الأركان وهو يفتح الرسالة السرية العاجل التى أخبره وكيل وزارة الداخلية في الصباح المبكر في مكالمة تليفونية أنه سيجدها على مكتبه ، وأن الرسالة خطوة وهامة .
فتح المطروف وبدأ يقرأ الرسالة السرية . .
وبدأت أسارير عطا اثله باشا تتقلص من اللحظة الأولى الق قرأ فيها سطور الرسالة !
كانت رسالة وزارة الداخلية تقول أن لديها ادلة على أن بعض ضباط الجيش المصري . كونوا جماعة تسمى الجمعية الوطنية الاشتراكية المتطرفة . تسعى لنشر المبادئ الئورية بين أفراد الجيش المصري . واشاعة الروح الشيوعية . في منشورات يقومون بطبعها وتوزيعها !
كما أن هذه الجمعية تدبر لاغتيال حضرة ´` صاحب الجلالة ´´ إبراهيم عبد الهادي باشا ريس الديوان الملكي . وحضرات ´´ اصحاب المقام الرفيع ´´ و´´ الدولة ´´ و´´المحامى´´ و´´السعادة ´´ مصطفى النحاس باشا .
إسماعيل صدقى باشا .مكرم باشا عبيد إبراهيم عطا اثله باشا أضافت الرسالة السرية : انهم يريدون القيام بحركة ئورية لقلب نظام الحكم . وغير ذلك من الجرائم بأمن البلاد . وقاموا فعلا بنشاطات لتحقيق أهدافهم . فطبعوا المنشورات الئورية . ووزعوها في اماكن مختلفة .
ومن بينها منشور عنوانه ´´ من ضباط الجيش الى حضرة صاحب الجلالة القائد الأعلى ´´ الملك فاروق´´.
وقالت رسالة وزارة الداخلية السرية : ولديا مسودة من هذا المنشور بخط قيل انه للملازم أول مصطفى
كمال صدقى أفندي . وأفراد هذه الجماعة يحتفظون بأسلحة وقنابل في أماكن مختلفة . للاستعانة بها على القيام بحركة الانقلاب الذي يهدفون (لى تحقيقه . وحدير بالذكر أنهم على اتصال ببعض المدنيين .. وبضابط كبير اعتزل لخدمة الجيش منذ سنوات !
***
الرسالة كانت خطيرة بالفعل !
ونظر رئيمى هية أركاذ الجش أمامه فاذا بالرسالة ليست وحدها وانما هناك على المكتب أيضا مكدس بالأوراق . وكان هذا الملف يحل الكير من الأسرار والمفاجآت المتعلقة المثيرة .
أشعل عطا الله باشا سيجارة ..
وبدأ يقرأ الصفحة الأول هن الملف ..
وكان تقريرا كتبه أحد كبار ضباط البوليس السياسى .
•كتب ضابط البوليس السياسي يقول : اتصل بى جلال جمال أفندي من سلاح الصيانة بالجيش المصري . هو من شبابا المخلصين . يعمل مهدس مساعد بورشة صيانة الأنوار الكاشفة . وأخبرنى أن ضابطا برتبة ملازم أول يدعى مصطفى سرى أفندي بالمخابرات السرية . واخر يدعى عبد الرؤوف وهو أيضا ضابط بالجيش . قد اتصلا به وطلب منه تأليف شعبة من مهندسى الصيانة . تنضم لجمعيتهما المؤلفة من بعض ضباط الجيش . وذلك لأنهما يعلمان مدى محبة إخوانه له . وتأثيره عليهم وشخصيته بينهم ا
• وأضاف ضابط البوليس السري : أن هذه الجمعية تتألف من ضباط في الجيش المصري من مختلف الوحدات والرتب . وتدعو لشر المبادئ الثورية المتطرفة من أفراد الجيش . ومبادئهم أن الحركات الوطنية إلى الآن لم تؤد إل الغرض الوطنى الذي ينشده الجميع . ويرون استخدام القوة المسلحة . وأن كل الحركات الشعبية كان مصيرها الفشل لأنها لم تعتمد على القوة.
" وهم يرون أن يهيئوا الأذهان في الجيش لحركة ثورية في سبتمبر أو أكتوبر . عندما تكون قمية مصر قد عرضت على مجلس الأمن . فإذا لم تنجح القضية أمام مجلس الأمن . تقوم حركتهم الثورية باحداث انقلاب عسكري ومجابهة الإنجليز مباشرة . وإذا نجحت دولة القراشى باشا في مجلس الأمن . يرون أيضا القيام بانقلاب وتغيير الحكومة . وأخطار النقراشى باشا وحكومته بأن ما قام به يشكر عليه . ثم يقومون هم بتفيذ السياسة التنفيذية بالقوة المسلحة . وبعقلية رجال السيف ا
***
لم تقتصر التقلصات على أسارير وحه عطا الله باشا وهو يقرأ ..
لكن التوتر جعل جسد الرجل الغارق في الذهول والتحفز يبدو وكأنه قد أصبح قطعة من الخشب الصلب!
ولم يكن أمامه سوى أذ يمضى فى قراءة تفاصيل الملف السرى .
ومضى ضابط البولس يروى في تقريره الخطير قاثلا : وقد ذكر لي المهدس المساعد جمال أن هذه المجموعه تجتمع غالبا في بوفيه "ريتز " في عمارة الايموبيليا أمام البنك الأهلى . وأنهم اتفقوا على تحديد موعد لمقابلة أحد أتطاب الجمعية وهو عزيز المصرى باشا في بيته بالزيون. وأنهم بعد يومين . وبالتحديد يوو 23يوليو الموافق الأربعاء . اجتمعوا في بيت الملازم أول " مصطفى سرى " فى الدقى . وتعرف بحال في هذا الاحتماع على ستة ضباط اخرين .
وهم عبد الحميد كفافى الضابط بسلاح السواري و.نور الصالحى الملازم أول بالجيش .
ويوزباشى يدعى مصطفى ولا يعرف باقى اسمه . لكنه أسمر اللون يميل إلى السمن وطويل القامة .
وأثناء الحديث ..
ذكر بعضهم اسم البكبا شى رشاد مهنا بقسم القاهرة .. وقالوا أنه يعلم مكان الاحتماع والغرض منه وأسماء المجتمعين .
وبدأوا يتحدثون واتفقوا على قيام الحركة والانقلاب العسكري في شهر سبتمبر.
- وتساءل بعضهم : وماذا عن الملك فاروق ؟
•قال الضابط "مصطفى سرى " : سوف نترك أمر الملك موقتا .. لكن بعد ذلك يتم تقييد حريته . وتحفيض امتيازاته تدريجيا . وعموما فنحن لا نؤمن بالملكية .. ثم ماذا يكون الحال إذا خلف الملك ولى عهد " أهبل " .. هل تتحمله البلاد ؟!
•وهنا قال أنور الصالحى أفندي : بالنسبة للنحاس باشا .. هو رجل أجرم في حق الوطن . ويجب أن يضحى واحد منا ويقتله . وذلك في أثناء وحود النقراشى باشا في الخارج في نيويورك . والموكد أن مقتل النحاس باشا سوف يؤدى إلى حدوث اضطرابات بين أنصاره وبين الحكومة . فتنتشر الفوضى والذعر في البلاد .. مما يمهد لقيام حركتنا !
- صاح أحدهم : وكيف يتم تنفيذ عملية إثارة أفراد الجيش ؟
•رد عليه الملازم أول "مصطفى سرى ": يجب أن يتم ذلك على خطوات .. تؤدى في النهاية إلى إشاعة روح التذمر بين الجنود وجذبهم إلينا . العساكر حالتهم بؤس . انهم بالقميص واللباس ولا جلباب لهم وينامون بدون مخدة يجب أن نتحدث معهم في ذلك . ونبلغهم .علاحظاتنا على الطعام الذي يقدم لهم ومرتباقم الضئيلة . ونذكرهم .بمعاملة كبار الضباط السيئة لهم .. كل ذلك سوف يشيع التذمر بينهم ويسهل علينا ضمهم واستغلالهم في الحركة.
***
من هو الضابط الثائر . . " مصطفى سرى " ؟
وهل هذا هو اهه الحقيقي ؟
وهل حقيقي كما ذكر في الاجتماع الذي عقده لمجموعته في بيته أن هذه الحركة الثورية متغلغلة الجيش المصري . وأن هناك حوالي 800 ضابط في الجيش منضم إليهم ؟
عقب هذا الاجتماع بيومين . .
دق جرص التليفون ل مكتب ضابط البوليس السياسي . .
وكان المحدث هو "جمال " . . الذي جعل من نفسه مرشدا متطوعا. وكان ضابط البولس السياسى قد طلب منه أن يساير أفراد المجمرعة وأن يتظاهر بالموافقة الكاملة على العمل معهم . خاصة وأن الضابط " مصطفى سوى " كان قد طلب منه أن يسعى لتجنيد بعض زملائه من مهدسى الورش والصيانة للانضمام للحركة .
•سأله ضابط البوليس السياسي : هيه .. عندك أخبار جديدة ؟
- رد جمال : نعم يا أفندم .. أولا الضابط مصطفى سرى ليس اسمه مصطفى سرى . وانما مصطفى صدقى . هو بنفسه قال لى ذلك وأنه ضابط في سلاح المخابرات الحربية بالإسماعيلية .
• سأله الضابط قاثلا : كويس .. وماذا حدث من حديد ؟
- رد جمال : قابلته أمس في مقهى ريتز .. وقد حضر ومعه صديق له قال لي أن اسمه سعد حامد " الاسم الحقيقى سعد كامل وقت أن كان يعمل صحفيا في محلة اخر ساعة " . وقال لى أنه يعمل محاميا . وقد تذكرت أن هذا الشخص كان من المتهمين في حادث مقتل المرحوم أمين عئمان باشا لكنه خرج من القضية بكفالة .. المهم كان معهما رزمة أوراق أعطاها لي الضابط مصطفى صدقى وطلب منى توزيعها على أخوانى المهندسين والصولات في الجيش . وهى نسخ من منشورين. المنشور الأول عنوانه " إلى رجال الجيش المصري " من صفحة ونصف . مطبوع على ماكينة رونيوويحمل توقيع " ضابط الجيش " والثانى عنوانه " خطاب مفتوح ".
• قاطعه ضابط البوليس في لهفة : وماذا أيضا ؟
- قال جمال : وطلب منى الضابط مصطفى صدقى أن أسافر إلى الاسماعيلية لاقابله هناك . ويعرفنى ببعض زملائه في القنال . لم نسافر سويا إلى الاسكندرية ليقدم لي بعض زملائه هناك أيضا . ثم اتفق معي أن أعقد أول اجتماع للشعبة التى زعمت له أننى الفتها فى نادى اتحاد المهندسين للفنون والصناعات في ميدان حليم أمام حديقة الأزبكية .
•سأله ضابط البوليس السياسي : اسمع .. ما هى بالتحديد أوصاف هذا الضابط مصطفى سرى أو مصطفى صدقى كما تقول الآن؟
- قال جمال : هو طويل القامة .. أبيض اللون او يميل إلى البياض .. رياضى الجسم .. شعره بين الأصفر الذهبى والأسود .. عيونه عسلية .. وعموما تقاطيع وجهه حلوة !
• سأله ضابط البوليس السياسى : هل هذا كل شئ ؟
- رد جمال : كل شى .
•قال له الضابط قبل أن ينهى المكالمة : إذن.. نلتقى بعد بكرة في الموعد الذى سبق أن اتفقت معك عليه على أن نلتقى فيه اسبوعيا . بعيدا عن مكتبى بوزارة الداخلية !
***
فى الموعد المحدد ..
التقى الرجلان
ضابط البوليس السياسى .. والمرشد جمال .
جلس الاثنان في الظلام دخل سيارة الضابط . التى كانت تقف إلى الرصيف .أمام إحدى الأشجار الكبيرة..
- بدأجمال الحديث قائلا : امبارح عرفت اسم الضابط عبد الرؤوف الذي شاهدته فى بيت مصطفى صدقى . اسمه عبد الرؤوف نور الدين وهو ملازم أول يميل إل السمنة . ويهوى الملاكمة .
• سأله ضابط البوليس السياسى : وايه تانى ؟
- قال جمال : قال لى مصطفى صدقى أنه مسافر الى الإسماعيلية ولكن في مهمة أخرى . وأحضر لى بعض الكتب السياسية كنت قد طلبتها منه . بزعم رغبتى في مزيد من الثقافة الثورية . لكنى وجدتها من الكتب التى ألفها فتحى رضوان قبل الحرب عن غاندي وديفاليرا وموسولينى . وقال لى أن أقرأها وسيحضر لى غيرها . وتحدثنا عن " نشرة الشرارة " التى يصدرها أحمد عطية . وطلب مصطفى صدقى منى عندما سافر له إلى الإسماعيلية ان أرتدى الملابس المدنيه . وأن أحضر أقدم نفسى كصديق أو قريب له. لكن أهم ما أخبرنى به الضابط مصطفى صدقى أن عطا الله باشا كون ثلاث لجان تحقيق . للبحث عن
الضباط الذين طبعوا المشنورات التى وقعها " رجال الجيش "
•سأله ضابط البوليس السياسى: وهل اتفقت معه على السفر إلى الاسماعيلية بشكل نهائى؟
-رد جمال : نعم . لكنى لا أعرف كيف أسافر لأنه ليست عندى إجازات . . هل يمكن يا أفندم أن تسهل لى الحصول على إجازة . . بدون أن يعرف طبعا أحد من رؤسائى ؟
•وقال له : لا تحضر إلى الإسماعيلية فانهم استدعونى للقاهرة باشارة تليفونية وانتدبوا ضابطا غيري . وأنا لا أعرف لماذا ألغوا المأمورية . عموما أنا سمعت أن هناك ثلاثة من وكلاء النيابة يحققون في مسألة منشورات " رجال الجيش". وانهم قاموا بفحص ماكينات الطباعة "لرونيو " في الجيش . ولهذا لابد من أن نطبع منشوراتنا في مطبعة خارج الجيش .
- قال له جمال متظاهرا بالحماس : أكيد . . لابد أن نفعل ذلك .
• قال له الضابط مصطفى صدقى : هذا كل أملنا فيك . .أذن نلتقي مساء اليوم لنناقش مسألة المطبعة.
- رد جمال : لا تحمل هما لهذا الموضوع . . سوف أذهب بك إلى مطبعة .
انتهت المكالمة . . بالاتفاق على اللقاء في المساء .
ووضع جمال السماعة وأخذ يفكر . .
واخيرا وعندما نظر في المكتب ولم يجد أحدا من زملائه متواحدا . مد يده إل سماعة التليفون . واتصل بضباط البوليس السياسى . وأخبره بما حدث .
ثم قال له : يا أفندم . . أنا مش عارف اخذ أي اجازه من شغلى . يا ريت حضرتك تتصرف . وتنتدبون فى وزارة الأشغال أو الصحة . . أهو لحون عندي وقت كامل آتحرك مع الجماعة دول !