تتعرض خطوط السكة الحديد والقطارات بمختلف المحافظات لعمليات نهب منظمة على أيدي بعض البلطجية والمجرمين المحترفين الذين استغلوا ظروف البلاد وحالة الانفلات في خلع القضبان و"الفلنكات الخشبية" و"البلنجات الحديدية" وملفات ال"a t c " النحاسية ووحدات الإشارات "السيمافورات" المسئولة عن تسيير حركة القطارات وتأمينها لبيعها في السوق السوداء بآلاف الجنيهات، وتسببت تلك السرقات والبلطجة فى تكبد الهيئة العامة للسكة الحديد ما يزيد على 100 مليون جنية خلال العام الماضى. لم يتوقف الأمر عن هذا الحد بل اعتاد البلطجية سرقة طفايات الحريق من العربات والتي يتم استخدامها في حالة الطوارئ الأمر الذي يهدد بكارثة تحلق فوق رؤوس الركاب خاصةً بعد أن انتشر الباعة الجائلين داخل المحطات والقطارات يبيعون المشروبات الغازية والساخنة على مرأى ومسمع من رجال الشرطة ومسئولي القطارات ويحملون اسطوانات البوتاجاز دون أدنى مشكلة علماً بأن حادث قطار الصعيد 2002 كان بسبب "أنبوبة" بوتاجاز والذي راح ضحيته 361 راكباً وأصيب ما يقرب من 66 شخصاً.
وأكدت مصادر مطلعة لشبكة الإعلام العربي "محيط" أن عدد من البلطجية والمجرمين يقتحمون بصفة مستمرة خط بضائع "الواحات البحرية – التبين" بالأسلحة النارية والبيضاء ويقومون بخلع القضبان و"الفلنكات الخشبية" و"البلنجات الحديدية " التي تربط الخطوط ببعضها ويعتدون على العمال ويسرقون مهماتهم مستغلين غياب شرطة النقل والمواصلات، وأن الوصلة ما بين محطة التبين ومصنع الحديد والصلب وشركة النصر للكوك "5 كيلو متر"تتعطل دائما بسبب البلطجية الذين استولوا على الخط.
وأشارت المصادر إلى أن خسائر السكة الحديد وصلت العام الماضي فقط 100 مليون جنيه من أعمال السرقة ،فضلاً عن خسائر الشركات والمصانع من تعطيل عجلة الإنتاج، وقد تقدموا بالعديد من الشكاوى والاستغاثات لوزارة الداخلية وشرطة النقل والمواصلات إلا أنها لم تلقى استجابة.. ومازال الوضع كما هو عليه.
من جانبه قال المهندس حسين زكريا رئيس هيئة السكة الحديد ل"محيط" إنه تم التنسيق مع شرطة النقل والمواصلات لتكثيف التواجد الأمني داخل المحطات والقطارات وعلى خطوط السكة الحديد لتأمين الخطوط والركاب من أعمال السرقة بالإضافة لعمل نوبتجيات لحماية الورش والأحواش.
وأضاف أن الهيئة اتخذت عدداً من الإجراءات لمواجهة أعمال السرقة على رأسها تأمين الورش والمحطات والأحواش بوضع كاميرات مراقبة تعمل طوال ال24 ساعة لحماية العربات والجرارات من السرقة ، تشرف عليها شركة السكك الحديدية للخدمات المتكاملة وأعمال التأمين والنظافة ، بالإضافة لتغيير أماكن تركيب الكابلات وتمريرها داخل الأسقف بدلاً من مرورها أسفل العربات وتعرضها للسرقة وكذلك تغيير خامات الكابلات النحاسية إلى الألومونيوم لتوفير تكاليف أعمال التجديد والصيانة مع استبدال إطارات الشبابيك بإطارات حديد صعبة الكسر ومنخفضة التكاليف.