قال الدكتور صفوت عبد الغني، القيادي البارز بحزب البناء والتنمية، أنه لابد من الخروج من الأزمات من خلال التعاون والتشاور والتوصل لحلول عاجلة من خلال الحوار بين أطراف الأزمة وهي الرئاسة والحكومة وقوي المعارضة، ولذلك يجب أن يجلس الفرقاء معا. لافتا إلى أن المعارضة تتعامل مع أزدواجية واضحة، تقول مدنية ثم تطالب بعودة العسكر، ثم ترفض الانتخابات البرلمانية لأننا غير جاهزون لها وتطالب بانتخابات رئاسية مبكرة، قوي المعارضة أن اللجان الشعبية تقويض للدولة وهدم للمؤسسات وتؤدي لحرب أهلية، رغم أنها تحمي المواطن والوطن، أما البلاك بلوك والتخريب ومحاولات اقتحام قصر الاتحادية أعمال ثورية، يدعون للديمقراطية ثم يضربون بها عرض الحائط، وبالتالي فهذا تناقض واضح وخطير.
وطالب- خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد اليوم بمقر حزب البناء والتنمية - قوي المعارضة أن تعود للعقل والمنطق والحكم والديمقراطية وأن تؤثر المصالح الوطنية، وأن تلتزم المعارضة بالديمقراطية، وأول الديمقراطية الاعتراف بالإدارة الشعبية والشرعية وحكم الشعب وصناديق الانتخاب، سواء رضينا بهذه النتائج أم لا، فلابد من الاعتراف بالإرادة الشعبية والشرعية، ثم تعارض وتحتج لها كيفما تشاء بشكل سلمي، ولذلك عليها ألا تقاطع الانتخابات البرلمانية، وكان حكم تأجيل الانتخابات بمثابة فرصة جيدة وطيبة للمشاركة وترتيب أوضاعهم، والتوافق حول قانون انتخابات وموعد جديد للانتخابات.
كما طالب "عبد الغني" مؤسسة الرئاسة والحكومة بالقيام بمصالحة وطنية جادة بعد أن أنقسم الشعب وهناك حالة احتقان، ونحن في حاجة ماسة للمصالحة، وإجراء حوار وطني جاد يشمل كافة الأطياف السياسية وكل الكفاءات والكوادر ويكون له أجندة واضحة، فلا يصح أن تختزل مصر في رئاسة وجبهة إنقاذ، فمصر أكبر وأوسع من ذلك، وهناك زعامات وطنية لا تنتمي لأحزاب مخلصة تحب الوطن، من خلال مجلس وطني دائم لمعالجة كافة الأزمات.
وقال:" نحن ننتظر حكم الإدارية العليا الخاص بالطعن علي حكم وقف الانتخابات، ولذلك لسنا مع تشكيل حكومة جديدة إلا في حالة الضرورة، وإذا كانت الفترة بينا وبين الانتخابات طويلة، وإذا ما أصبح هذا واقعا فنري أنه من الأفضل أن يتم تشكيلها من التكنوقراط والمتخصصين الذين عليهم الخروج بنا من الأزمات، بعيدًا عن المحاصصة الحزبية التي ستجعل الحكومة متشاكسة من الفرقاء السياسيين، ولكن إذا ما كانت هناك فرصة شهرين أو ثلاثة فقط وننتهي من الانتخابات بعد الانتهاء من قانون الانتخابات، فنري أنه لا داعي لتشكيل الحكومة هذه الأيام".
وتابع:" يجب علي الحكومة والرئاسة أن تنظر بعين الرحمة والمسئولية للفقراء والمطحونين وشباب الخريجين، فالشعب يئن ويتوجع من ارتفاع الأسعار والمعيشة، ولابد أن تهتم الرئاسة بذلك، بعيدًا عن التشاكس والتناحر في أعلى السلطة، كما يجب أن تكون هناك مشاركة سياسية واسعة دون أن يقتصر ذلك بفصيل بعينه لإدارة البلاد، فهناك قوي لديها استعداد للتضحية لرفعة البلاد، فبدون ذلك لن نخرج من الأزمات الطاحنة التي نمر بها، فيجب أن يشعر كل فصيل وكل حزب بأنه صانع قرار ولا يصح أن يهمش وليس له دور".