قال "بيني جانتز، رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي, أن الحروب في المستقبل المنظور ستكون قائمة على فكرة « التصعيد » وليس الحروب بين الجيوش النظامية للدول المختلفة. أفاد موقع « ديبكا » الإسرائيلي المحسوب على أجهزة أمنية من بينها الموساد، أن « جانتز » حذر, في ندوة ألقاها في « المركز المتعدد المتخصصات في هرتسيليا», من أن كل أسبوع تقريبًا تقع حادثة بإمكانها جر المنقطة إلى الاشتعال. أكد الموقع أن الجيش المصري , الذي سيكون المفتاح لصراع كبير , يقف متأخرًا في هذا الشأن لأنه ليس في حالة تسمح له بالدخول في حرب نظرًا للمحنة السياسية والاقتصادية التي تمر بها مصر، وسوف يأخذ القادة في اعتبارهم , وفقًا لهذه النظرية , الحالة المنخفضة لدولتهم وانعدام التأهب اللوجسيتي و يرفض ببساطة إصدار أي أمر للشروع في الدخول في حرب ضد إسرائيل.
أضاف الموقع أن أي « تصعيد » في سوريا يمكن أن ينتشر بسرعة إلى لبنان والعراق أو هضبة الجولان، وأي حادثة عنيفة في مصر ربما تصدر عن أو تمتد إلى ليبيا أو سوريا أو الجزائر، موضحًا أن هذا الاحتمال تم التلميح له في المحاضرة، فقال « جانتز » أن العامل الوحيد الدائم الذي رأته إسرائيل في العامين الماضيين أن لا شيء دائم.
كما أضاف أن مصر أيضًا لم تحقق الدوام، مؤكدًا أن الساحات القديمة والمألوفة تتغير ويتم استبدالها بالأكثر حداثة ووزنًا، مشيرًا إلى أن التهديدات لم تختفي وإنما افترضت أشكال جديدة « وعندما نواجههم في المستقبل سوف يتطلب منا الأمر قوة معززة ».
أوضحت المصادر العسكرية التابعة للموقع أن تميز « جانتز » بين « حرب » و « تصعيد » ينبع من أن التمييز الذي بدأ صناع القرار والدوائر العسكرية في إسرائيل القيام به لدعم الاعتقاد الخاطئ بأن الحرب الشاملة لم تعد واردة في الوقت الحاضر.
ومن ثم يرى الموقع أن تفكير « جانتز » عن التصعيد كان يقصد به المليشيات الإسلامية في سوريا و « حزب الله » في لبنان والسلفيين المتحالفين مع القاعدة في سيناء، مشيرًا إلى أن لا أحد فيهم لديه القدرة على شن حرب على الأبعاد الكلاسيكية للماضي.
أضاف الموقع أن ما يغفل هذا النوع من التفكير أخذه في الاعتبار أنه بينما أن الجيوش العربية الوطنية النظامية التي هاجمت إسرائيل في الماضي متداعية بالفعل فالمليشيات في دولهم تتكاثر بشكل خطير، مشددًا على أنهم يخرجون من حدودهم الوطنية متغذين بأسلحتهم وقواتهم البشرية ويتم تمويلهم من مصادر داخل وخارج الشرق الأوسط.
استكمل « جانتز » أن إسرائيل لا تستعد لمحاربة جيش نظامي ولكن في التحدي القادم فهم لا يزالوا بحاجة إلى الزحف من خلال الجحور من غزة والوصول إلى جميع المباني في الضفة الغربية.
قال الموقع أن « جانتز » أهمل الإشارة إلى إيران، وهذا ربما قد يكون سببه أن وجود النووي الإيراني يمثل احتمال شن حرب شاملة مع جيش وطني وبالتالي فهو استثناء للنظرية التي تتجسد في محاضرته.
أما بشأن سوريا أوضح « جانتز » أن الوضع أصبح استثنائيًا وغير مستقرًا على الرغم من أن احتمال نشوب حرب تقليدية ضد الجيش السوري منخفض، واصفًا القوات التي تحارب الرئيس السوري « بشار الأسد » بالمنظمات الإرهابية وأنه من المحتمل أن توجه أنظارها بعد ذلك صوب إسرائيل، مشيرًا إلى أن الموارد الإستراتيجية الهائلة الخاصة بالجيش السوري من الممكن أن تقع في أيدي من وصفهم بالإرهابيين.