صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قص علي أصحابه نبأ ثلاثة من المسلمين لجأوا إلي غار يستريحون فيه، فإذا بصخرة كبيرة تنحدر تجاه مخرج الغار فتحجبه تماما وتغلقه، فحاول الثلاثة إزاحتها مرارا لكن دون فائدة، إلي أن توسلوا إلي الله تعالي أن يخرجهم من هذا الغار، ولكن كان توسلهم هذا ملئ بالتذلل والخشوع، بأن روى كل واحد منهم ما قدمه لوجه الله في أصعب المواقف راجيا من الله أن يشفع لهم بهذه الأعمال، وبالفعل تقبل الله منهم؛ فانزاحت الصخرة تدريجيا مع كثرة التوسل إلي الله، حتي نجاهم الله وخرجوا من الغار سالمين. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضْىَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَال: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُوْلُ: "انْطَلَقَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ مِمَّنْ كَاْنَ قَبْلَكُمْ، حَتَّى آوَاهُمُ المَبِيْتُ إِلَى غَارٍ فَدَخَلُوْهُ، فَانْحَدَرَتْ صَخْرَةٌ مِنَ الجَبَلِ فَسَدَّتْ عَلَيْهِمُ الغَاْرَ؛ فَقَالوا: إنَّهُ لَا يُنْجِيْكُمْ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ إِلَّا أنْ تدْعُوا اللَّهَ بِصَالِحِ أَعْمَالِكُمْ.
أغبق: أي لا أقدم في الشرب قبلهما أهلاً ولا مالاً من رقيق وخادم. والغبوق: شربُ العشي، ( فلم أُرِحْ عليهما): أي لم أرجع، (بَرَقَ الفَجرُ): أي ظهر نورُه، (يتضاغون): أي يصيحون من الجوع، (فأردتُها على نفسها): بمعنى راودتها، أي طلبت منها ما يطلبُ الرجل من امرأته، (ألمت بها سنة): أي نزلت بها فاقة وفقر وحاجة.