لله تعالى رحمة من نوع خاص لا يستطيع البشر أن يقدموها لغيرهم، فهي ليست رحمة بضعيف أو مسكين أو مساعدة مادية وإنقاذ وخلافه من أمور البشر، ولكنها رحمة محاسبية شديدة الدقة ، تعتمد علي النوايا والتسامح غير المحدود، فمن ذا الذي يعلم ما تخفي الصدور غير الله تعالى ، ولذلك فالاعمال التي ينوى الانسان فعلها بالخير يحاسب عليها حسنات مضاعفة حتى وإن لم يستطع فعلها، والعكس هكذا في السيئة ولكنها واحدة وليست أضعافا. عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « قال الله عز وجل: إذا تحدث عبدي بأن يعمل حسنة فأنا أكتبها له حسنة ما لم يعمل، فإذا عملها فأنا أكتبها بعشر أمثالها، وإذا تحدث بأن يعمل سيئة فأنا أغفرها له ما لم يعملها، فإذا عملها فأنا أكتبها له بمثلها», وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «قالت الملائكة: رب ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة -وهو أبصر به- فقال: ارقبوه فإن عملها فاكتبوها له بمثلها، وإن تركها فاكتبوها له حسنة إنما تركها من جراي».
وفي رواية أخرى- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يقول الله: إذا أراد عبدي أن يعمل سيئة فلا تكتبوها عليه حتى يعملها، فإن عملها فاكتبوها بمثلها، وإن تركها من أجلي فاكتبوها له حسنة، وإذا أراد أن يعمل حسنة، فلم يعملها فاكتبوها له حسنة، فإن عملها فاكتبوها له بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف».