ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية نقلا عن كبار المسئولين الأمريكيين أن معلومات استخباراتية جديدة بشأن فرع تنظيم القاعدة في شمال أفريقيا تشير إلى أن الجماعة المتشددة تسعى لتنفيذ هجمات على أهداف غربية أخرى في المنطقة بعد اعتدائها الدموي على مجمع الغاز الطبيعي في الجزائر. وقالت الصحيفة - في سياق تقرير بثته اليوم الجمعة على موقعها الإلكتروني – إن الدفع بتصعيد هجمات متتالية - ينظر له كدليل على أن القاعدة تشجعت وزادت عزيمتها بعد هجوم يوم السادس عشر من يناير الماضي والمعركة المترتبة عليه مع أجهزة الأمن الجزائري التي قتلت عشرات الرهائن والمتشددين.
وأضافت الصحيفة أنه بحسب مسئول استخباراتى أمريكي رفيع المستوى فإن موجة جديدة من المعلومات طفت على السطح في الأسابيع التي تلت الاعتداء ، حيث قال "ما شاهدناه هو معلومات استخباراتية تشير إلى الرغبة في تنفيذ المزيد من الهجمات".
وأوضحت الصحيفة أن المسئول وغيره من المسئولين، الذين تحدثوا شريطة عدم ذكر أسمائهم، أكدوا أن وكالات الاستخبارات الأمريكية لم تجد دليلا على مؤامرة معينة يجرى التدبير لها، بل على العكس من ذلك، وصفوا مخطط القاعدة بالواسع و"الطموح".
وأشارت الصحيفة إلى أن المعلومات الاستخباراتية أثارت القلق بين مسئولي مكافحة الإرهاب الأمريكيين بشأن الخطر الذي يشكله خليط الجماعات المتشددة المسبب للاضطرابات في شمال أفريقيا خاصة الجماعة المعروفة بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والتي كانت تعتبر في السابق إحدى أضعف نقاط الشبكة الإرهابية.
ونسبت الصحيفة إلى المسئولين الأمريكيين قولهم إنه برغم تركيزها على الأهداف الغربية فإن الشبكات في شمال أفريقيا لا تزال بالأساس تمثل خطرا إقليميا .
ونقلت الصحيفة عن أحد المسئولين الاستخباراتيين الأمريكيين رفيعى المستوى قوله "ربما قامت القاعدة بحث تلك الجماعات على إيجاد طرق لتنفيذ هجمات في الولاياتالمتحدة لكن معظم تلك الجماعات ليس لديها القدرة على القيام بذلك".
ولفتت الصحيفة إلى أن المحللين بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سى آى إيه" يجمعون معلومات عن الهجوم الذي وقع في منطقة نائية من الجزائر بالقرب من الحدود مع ليبيا.
ونوهت الصحيفة إلى أن المسئولين اعترفوا أيضا بأن فهمهم للهجوم وكذلك تركيب الشبكات المتشددة في المنطقة تأثر بنقص القدرة الاستخباراتية الأمريكية في شمال أفريقيا والتعاون المحدود من حكومات أخرى بما فيها الجزائر.