غزة: وثق تقرير فلسطيني صدر اليوم السبت 4524 حالة اعتقال لمواطنين فلسطينيين من قبل الجيش الإسرائيلي منذ بدء العام الجاري، بمعدل 16حالة اعتقال يوميا، منهم 412 حالة خلال شهر أكتوبر/ تشرين أول الجاري. وبحسب صحيفة "القدس العربي" اللندنية ، أظهر التقرير الذي أعده مدير دائرة الإحصاء في وزارة الأسرى في السلطة الفلسطينية عبد الناصر فروانة، إن الضفة الغربيةوالقدس شهدتا اعتقال 3456 مواطنا فلسطينيا، بينما جرى اعتقال 1068 مواطنا في قطاع غزة، غالبيتهم اعتقلوا خلال الحرب الأخيرة على القطاع من 27 ديسمبر/ كانون أول 2008 – 18 يناير/ كانون الثاني 2009. وأشار فراونة إلى أن التقرير الحالي "يدور عن إجمالي عدد حالات الاعتقال وليس عن أعداد المواطنين الذين تعرضوا للاعتقال، وعلى الجميع أخذ ذلك بعين الاعتبار، حيث أن هناك الكثير من المواطنين تعرضوا للاعتقال أكثر من مرة، وسُجلوا في كل مرة برقم جديد". وأوضح أنه ورغم استمرار حالات الاعتقال فان أعداد المعتقلين الذين يتحررون من السجون أكثر بكثير من المواطنين الذين يبقون في السجون لفترات طويلة، معتبرًا أن ذلك ما يفسر انخفاض عدد المعتقلين القابعين في السجون والمعتقلات الإسرائيلية إلى قرابة 8200 أسير بينهم 33 أسيرة. وأشار الباحث الفلسطيني المختص في شئون الأسرى، إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يميز في اعتقالاته، فشملت النساء والأطفال والشيوخ والمرضى، مبينا أن الغالبية العظمى من تلك الاعتقالات كانت في الضفة الغربية وتصاعدت أواخر سبتمبر/ أيلول وخلال أكتوبر/ تشرين الأول الماضيين في القدس. ولفت إلى أن حدة الاعتقالات تراجعت في قطاع غزة بعد الحرب حيث لم يُسجل سوى 68 حالة اعتقال منذ انتهاء الحرب ولغاية اليوم، فيما نُفذت الاعتقالات بأشكالها التقليدية المتعددة كاقتحام البيوت أو الاختطاف من الشارع ومكان العمل، أو من على الحواجز العسكرية المنتشرة بكثافة في الضفة الغربية. وأعرب فروانة، وهو أسير سابق، عن قلقه من استمرار حالات الاعتقال وارتفاع معدلها وما يصاحبها من ممارسات تعسفية وانتهاكات جسيمة وأحيانا اعتداءات جسدية، مناشدا المؤسسات الحقوقية والإنسانية إلى متابعة تلك الانتهاكات وتوثيقها والعمل بكل جدية لوضع حد لها. وأكد أن جميع من اعتقلوا تعرضوا لأحد أشكال التعذيب النفسي والإيذاء المعنوي أو الجسدي أو الإهانة أمام الجمهور وأفراد العائلة، وأن الغالبية تعرضوا لأكثر من شكل من أشكال التعذيب، في حين أن غالبية من اعتقلوا خلال الفترة المذكورة قد أطلق سراحهم بعد أيام أو بضعة أسابيع وشهور.