سلطت الصحف المصرية الصادرة، اليوم السبت، الضوء على الجدل القائم حالياً حول الحكم القضائي الخاص برد رخص 5 مشروعات لإنتاج حديد التسليح إلي الدولة. كما أبرزت حالة أحمد عز النفسية والطريقة التي استقبله بها حبيب العادلي، في سجن طرة بعد إدانته في قضية تراخيص الحديد والحكم عليه بالسجن المشدد لمدة عشر سنوات.
أبرزت صحيفة «المصري اليوم» تصريحات رفيق الضو، العضو المنتدب لشركة السويس للصلب، والتي هدد فيها باللجوء إلى التحكيم الدولي بعد صدور قرار قضائي أمس الأول بإعادة رخصة الشركة للدولة على خلفية قضية تراخيص الحديد الذي حكم على أحمد عز فيها بالسجن عشر سنوات
وقال الضو: "إن الشركة حصلت على رخصة من الحكومة في 2008 وبناء عليها استثمرت أكثر من 6 مليارات جنيه في السوق"، مشيراً إلى أنهم كشركة لهم وضع خاص لأنهم اشتروا مصنع السويس من الحكومة في 2006 بشرط إجراء توسعات للمصنع وتطويره والحفاظ على العمالة.
وأضاف: "إنه وفقاً لأحكام القانون الجنائي لا ينبغي أن يتضرر أحد من أحكام القضاء إذا لم يكن من بين المتهمين ، والشركة لم تكن طرفاً في القضية ولم يعط لنا أي فرصة للرد أو الدفاع عن أنفسنا، وننتظر حيثيات الحكم وتفسيره حتى يتسنى لنا دراسة الخطوات والإجراءات القانونية".
في ذلك السياق، تعهدت الحكومة أمس, بالحفاظ علي حقوق العمال والاستثمارات, في مشروعات الحديد الجديدة, مع التزامها الكامل بتنفيذ الحكم القضائي الصادر أمس الأول, وتضمن رد رخص 5 مشروعات لإنتاج حديد التسليح إلي الدولة.
وذكرت صحيفة «الأهرام» تحت عنوان «الحكومة تتعهد بالحفاظ علي حقوق العمال والاستثمارات في مشروعات الحديد» أن الاتجاه السائد هو التوصل إلي صيغة تتيح عدم توقف هذه المشروعات مع اتخاذ الإجراءات التي تضمن التنفيذ الكامل لحكم القضاء.
كما تشتمل الصيغة على ضمان الحفاظ علي الحقوق المالية للدولة في هذا المجال, وعدم ضياع أي موارد مستحقة للخزانة العامة.
كما علمت الأهرام, أن الاجتماعات ستبدأ مع أصحاب 3 شركات, وهي شركة السويس للصلب, وطيبة للحديد, والمصرية للحديد الأسفنجي, وسوف يتم في مرحلة لاحقة, عقد اجتماعات مع مجموعة العز ولديها رخصتان.
وعن أحمد عز، أوردت صحيفة «الشروق الجديد» خبراً تحت عنوان «العادلي مستقبلاً عز في مزرعة طرة: أهلا بالباشا الكبير»، حيث أوضحت أن حبيب العدلي، وزير الداخلية الأسبق، استقبل أحمد عز بعد حصوله على حكم بالسجن المشدد 10 سنوات، قائلاً: "أهلاً بالباشا الكبير".
وأشارت «الشروق» إلى أن أحمد المغربي، وزير الإسكان الأسبق، احتضن أحمد عز وجلسا معاً لفترة لحين الانتهاء من إعداد الزنزانة المخصصة لعز.
وكان عز وعمرو عسل قد عادا في الثالثة بعد ظهر، أمس الأول، في سيارة الترحيلات من المحكمة في حالة حزن شديد - وبحسب الصحيفة - لم ينطق عز بأي كلمة في أثناء عودتهما، وحاول أن يبدو متماسكاً أمام الحرس.
وفي الصحيفة ذاتها، عنون الصحفي الكبير، عماد الدين حسين، مقاله ب«عز وجمال .. من ضحية من»؟
وقال الكاتب: "عندما دخل عز سجن طرة بعد نجاح ثورة يناير قيل إنه أخبر بعض الأقارب أنه سيخرج بعد فترة لن تزيد على ثلاثة شهور، الآن وبعد أن تحولت الشهور الثلاثة إلى سنوات عشر، ماذا ترى أنه فاعل؟!!".
وأضاف الكاتب: "من الطبيعي أن عز استفاد كثيراً من صداقة جمال مبارك، التي منحته ليس فقط احتكار صناعة الحديد، ولكن احتكار صناعة القرار، وفي المقابل فربما استفاد جمال مبارك من عز ليكون واجهته الاقتصادية أو لينفق على بعض الأنشطة الحزبية أو عمليات التلميع التي خدمت مسلسل التوريث".
واختتم الكاتب مقالته قائلاً: "لو كنت مكان عز - لا قدر الله - لأصدرت بياناً من سطور قليلة أعلن فيه إعادة كل أسهم شركة حديد الدخيلة إلى الدولة مرة أخرى، ورد كل الأموال التي حصلت عليها من دون وجه حق،
ثم أطلب من المصريين أن يقبلوا اعتذاري عن كل الجرائم التي ارتكبتها .. لو حدث ذلك فربما قد يسامحه الشعب ذات يوم".
على صعيد الصحافة العربية، طغت أحداث الربيع العربي الساخنة على عناوين وموضوعات الصحف الصادرة، اليوم السبت، حيث تناولت أحداث جمعة «ماضون حتى إسقاط النظام» والتي خلفت 34 قتيلاً في يوم دموي جديد عاشه الشعب السوري.
كما سلطت الصحافة العربية الضوء على الأزمة اليمنية المستمرة منذ عدة أشهر والسجال المتواصل حول المبادرة الخليجية بالإضافة إلى التصريحات الأمريكية بشأن إمكانية التوقيع على المبادرة الخليجية.
ففي الشأن السوري كتبت صحيفة «النهار» اللبنانية تحت عنوان «تظاهرات الجمعة تستمر وتُجبه أيضاً بالرصاص وأردوجان للأسد: عصر أنظمة الطغيان ولّى»
حيث أشارت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان الذي يزور ليبيا ، شدد لهجته ضد الرئيس السوري بشار الأسد الذي واصل نظامه قمع تظاهرات الاحتجاج بالقوة منذ ستة أشهر، قائلا إن عصر أنظمة الطغيان قد ولّى.
وقال في معرض إشادته بانتصار الثورة في ليبيا التي أطاحت العقيد معمر ألقذافي من السلطة: "لقد أثبتم للعالم انه لا نظام يمكن أن يسير ضد إرادة شعبه. وهذا ما يجب أن يفهمه أولئك الذين يقمعون الشعب في سوريا".
وأضاف: "على هذا النوع من القادة أن يفهم أن زمنه قد ولى لان عصر انظمه الطغيان قد ولى".
وفي ذات الشأن، كتبت صحيفة «الاتحاد» الإماراتية تحت عنوان « 36 قتيلاً ب جمعة ماضون حتى إسقاط النظام» ، موضحة أن سوريا شهدت يوما داميا أمس في «جمعة ماضون حتى إسقاط النظام».
حيث تحدث ناشطون حقوقيون عن سقوط 36 قتيلاً وإصابة العشرات بجروح برصاص قوات الأمن، إضافة إلى اعتقال مئات المدنيين.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان "إن 8 أشخاص قتلوا، وأصيب 11 بجروح ثلاثة منهم بحالة حرجة خلال عملية مداهمات وملاحقات أمنية في مدينة حلفايا قرب حماة، كما قتل اثنان في عمليات مداهمة مماثلة في قرية خطاب في المحافظة".
وهنا طالعنا الكاتب علي أحمد البغلي في صحيفة «القبس» الكويتية بمقالة تحت عنوان «الشيطان يعظ»
حيث استوحى الكاتب عنوان المقال من اسم فيلم عربي قديم عن قصة للكاتب المصري نجيب محفوظ والتي تشير إلى أن الشيطان على الرغم من معرفة الناس بشره إلا انه أحيانا يتقمص دور الواعظ؛ وطبق الكاتب هذا المثال على ما قام به النظام السوري إذ قال:
"إن النظام السوري الذي تقطر أياديه من دماء ما يجاوز الألفين من الشهداء، من أبناء شعبه المطالب بالحرية والمساواة والديمقراطية ونبذ الفساد، خرج لنا الأسبوع الماضي في اجتماع المجلس الوزاري لوزراء الخارجية العرب في القاهرة بما اسماه مبادرة إصلاحية!
وتعالوا نستعرض معا بنود تلك المبادرة المضحكة: رفع حالة الطوارئ في البلدان العربية التي لا تزال تطبقها، وإلغاء محاكم أمن الدولة في الدول التي لديها مثل هذه المحاكم.. والدعوة إلى حوار وطني شامل تتشارك فيه الفعاليات كافة للوصول إلى صيغة دستورية، تضمن مشاركة الجميع وسيادة القانون وعدم التمييز وتأكيد الحقوق الأساسية للإنسان،
ووضع دساتير تضمن جميع الحريات، وضمان إنشاء مجالس شعب، وتطبيق أسس الحكم الرشيد والمساواة، وصياغة قوانين فورية لحرية الإعلام وحق التظاهر السلمي».
المبادرة التي قد يتوهم المطلع عليها أن من قدمتها هي الكونفدرالية السويسرية، وليست الجمهورية السورية، وان من خطها هو جان جاك روسو وليس بثينة شعبان ووليد المعلم، تم رفضها من قبل مجلس الجامعة احتراماً لنفسه، لأنه حتى الشيطان نفسه سيخجل من تقديمها! فإخواننا المصريون يقولون إن {الحداية لا ترمي الكتاكيت!}"
أما على صعيد الأزمة اليمنية، كتبت صحيفة «عمان» تحت عنوان «تظاهرات مؤيدة وأخرى معارضة للرئيس اليمني».
حيث احتشد آلاف اليمنيين أمس في صنعاء و17 ميداناً في عدد من محافظات اليمن في جمعة "الوعد الصادق والإنذار الثوري" للتأكيد على مطلب إسقاط النظام.
كما تجمع أنصار الحزب الحاكم في ميدان السبعين في صنعاء للتأكيد على دعمهم للرئيس علي عبد الله صالح في جمعة "رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه".
هذا وأعربت الولاياتالمتحدة عن رغبتها في التوقيع "خلال أسبوع" على خطة مجلس التعاون الخليجي للخروج من الأزمة.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند إن الاتفاق ممكن وذلك بعد أربعة أيام على تفويض الرئيس اليمني علي عبد الله صالح نائبه التفاوض مع المعارضة لنقل السلطة.