في ليلة صافية ببيت السحيمي، في شارع المعز لدين الله العريق بقلب القاهرة، جلس الشاعر المصري أحمد بخيت على منصة صالونه الثقافي الأول ، يستمع لطرب وشعر المبدعين الشباب. الصالون قدم له الكاتب صبري شعراوي، والموسيقار الدكتور نبيل بهجت مدير مركز الإبداع ببيت السحيمي . وكلاهما اعتبر أن تجربة حوار أجيال المبدعين تفتقدها مصر في لحظتها الراهنة، وتذكر بهجت أحد رجال الاستخبارات الغربية الذي اعترف بكتابه أنهم كانوا يدعمون أنصاف المواهب في الدول التي يريدون القضاء على مستقبلها، حتى تموت المواهب الحقيقية. وتذكر مقدمو الصالون الذي عقد مساء أول أمس، كبار المبدعين المصريين الذين تولوا تقديم المواهب الشابة حتى أصبحت نجوما في عالم الأدب والفن والفكر، ومنهم أحمد رامي الذي أعان السيدة أم كلثوم، وكذلك نجيب محفوظ الذي خرج من عباءته عشرات العباقرة وغيرهم الكثير. قدم الصالون للمطرب الشاب محمد سمير، وقد أبدع في غنائه لرائعة أحمد شوقي "مضناك جفاه مرقده" والتي لحنها موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وفي مطلعها : "مضناك جفاه مرقده .. وبكاه ورحم عوده / حيران القلب معذبه .. مقروح الجفن مسهده / أودي حرفا إلى رمقا .. يبقيه عليك وتنفده / يستهوي الورق تأوهه .. ويذيب الصخر تنهده". ومن أبطال الصالون الشاعر حديث العمر فوزي الصاوي (فيديو) ، والذي حاز على جائزة الشعر على مستوى القاهرة لهذا العام، وقال في قصيدة له : الشعر آخر وجود للمعجزات .. جوه السكات زي صرخة قلب ثائر راح تفتح في الخريف .. أو يمام بالحلم طاير .. أنا العابر دروب المر على شانك .. أنا الغاير علي اللي ف يوم خانك .. واكونلك سوط على ضهر اللي ظلمك .. وفي وقت الفرح نصفك وفي وقت الألم دانك .. فلتنقشي شعرك على ورق الشجر .. ياام القصايد حزن فتفتي الحجر .. ياام الحنين متألفة ليكي كل القلوب م الأنبيا .. حتى الغجر .. يا حبيبتي قلبي جايلك منتشي شايل الحلم البريء لاجل ما تعدي المحن ويكتمل باقي الطريق ولو سنينك تمر عجاف اكونلك يوسف الصديق .. اصحي جسدك المنهك واشد في حيلك المهدود .. اكونلك درع يحميكي والفك عقد على الجيود بكرة من يأس الضياع يتغزل أمل الوجود " ,
أما الشاعر أحمد السندباد (فيديو) فأنشد عدد من قصائده التي حازت إعجاب الجمهور ومنها قصيدة يخاطب فيها مصر :
متوضية بدمع عنيكي وبتصلي ف محراب مهدود .. لا كنتي زوجة للعزيز ولا هو كان أصلا نبي .. يلي بحياتك تلعبي وبتوهبيها للغبي .. في كل مرة تجمعي كان يطرحك وياريته سابك مطرحك .. زي الفراشة والنيران عاشقة السقوط .. أحلامك شباك متوارب مليان متاهات وكأنه بيت العنكبوت . . بتقولي دي تبقى الحياة أحسنها موت .. اجرى عليه واتوضي تاني واركعي اسجدي .. اقري تعاويذ الإهانة صلي ف محراب الوجع سلمي يمينك شمالك كل جهاتك الأربعة .. قولي هيت لك تلاقيه هرب .. " أخيرا تحدثت الدكتورة هدى عطية أستاذ النقد الأدبي بجامعة عين شمس عن أزمة الوعي الإنساني الذي يخشى الموت، ويبتكر حيل في وجه الزمن، ويمتاز الشعراء بقدرتهم على الغوص في أزمان كثيرة عبر اللعب على أوتار الخيال والذاكرة معا ..