أخطاء كثيرة يرتكبها الساسة انطلاقا من فهمهم لنظرية المؤامرة ،ومع تسليمنا بوجود هذه النظرية تاريخيا على الأقل إلا أن الذي يجب ألا نسلم به هو ان تصبح هذه النظرية هي الوحيدة التي يمكن ان نفسر بها كل الأحداث صغيرها وكبيرها. واللافت للنظر أن السلطة الحاكمة ومن ورائها التيار الاسلامي ومريديه ومشيعيه قد أفرطوا في استخدام هذه النظرية لتفسير كل ما يقعون فيه من أخطاء لدرجة انه لو تعثر أحدهم في السجادة لإتهمها بالتآمر على حياته وما قيل عن خطف الرئيس خير دليل.
واللافت ايضا انه يجري تبرير كل أخطاء واخفاقات الحكومة وقيادات الدولة بوجود " الفلول" وأصبحت الفلول هي الكلمة الأكثر ترددا في أدبيات المفكرين والساسة الاسلاميين ومن يدور في فلكهم وهذا الاستخدام المفرط للكلمة أصبح شبيه بكلمة " ارهابي " التي ابتدعها النظام السابق لوصف كل ما له علاقة بالاسلام والاسلاميين وهو نفس الأسلوب الذي تستعمله اسرائيل لوصف من يعارض سياستها الاستيطانية بأنه معادي للسامية بل وزادت قيادات الاخوان الحديث فظهر مصطلحات من قبيل " أيتام مبارك" و" أرامل مبارك" وغيرها.
لقد أصبح كل من ينتقد الاسلاميين والرئيس واداء الحكومة يواجه تهمة " الفلولية" ولا ننكر أن هناك من يريد ان يعرقل مسيرة الثورة ومسيرة الرئيس وحكوماته المتعاقبة لكن يجب ألا يعتبر كل اخفاق في الدولة سببه الفلول.
هناك اراء مستنيرة تنتقد الحكومة وادائها السيئ ومشهود لها بانها لم تكن يوما من ابواق مبارك بل كانت على راس منتقديه وعانت الامرين نتيجة معارضتها للنظام ولا يجب ابدا أن يتم التعامل مع ارائها بسطحية او بسذاجة او أن تمر بها الدولة مرور الكرام.
يا سادة هناك مصريون مخلصون لدولتهم لم تتلوث أيديهم بأموال مبارك ولم يدخلوا في صفقات مع النظام البائد وكل همهم مصلحة البلاد فلا يجب ان ننال من نزاهتهم ووطنيتهم وأن يكون التخوين وسوء النية هو صاحب الصوت الأعلى في كل الحوارات والمناقشات.
نحن لا ندافع عن الفلول لكن كل ما نريده من أصحاب السلطة والجاه أن يستمعوا للاصوات العاقلة دون احكام مسبقة فربما يكون لديهم ما يأخذ بيد الدولة الي بر الأمان الذي نبحث عنه منذ سنتين.
الآراء المنشورة في الموقع تعبر عن توجهات وآراء أصحابها فقط ، و لا تعبر بالضرورة عن الموقع أو القائمين عليه