لماذا يكره الفلول الثورة؟ ولماذا يعترضون على الأفعال الثورية؟! وهل حقاً أن الشعب المصرى يستحق ما كان فيه من قمع واستبداد وفقر وفساد؟، وهل حقاً أن الثورة تسببت لمصر فى خسائر فادحة، وأنها قوضت استقرار الدولة وهيبتها؟ كى نجيب عن هذه التساؤلات يجب أولاً أن نُعرف وبدقة أنواع الفلول، فهناك فلٌ أصيل وفلٌ تابع، الفل الأصيل هو الذى كان ذراعاً للنظام السابق، وهم من كبار البرلمانيين وقيادات الحزب الوطنى وبعضهم من كبار القيادات فى الدولة والإعلام وأجهزة الدولة المختلفة، وهناك فلٌ تابع وهم المعاونين لتلك القيادات وهؤلاء ستجدهم أيضاً فى الإعلام والمؤسسات والأجهزة الحكومية وخلافه ولكنهم ليسوا من القيادات ويُقال أنهم استفادوا فوائد لا حصر لها، أراضى وأعمال سمحت لهم بتكوين ثروات طائلة. وهناك أيضاً فلٌ بالوراثة، وهؤلاء هم أبناء الطبقة الفلولية الكبرى الذين وجدوا أنفسهم فلول أبناء فلول بلا اختيار، وقد نشرت جريدة الأهرام فى عددها الصادر يوم 17 سبتمبر أن ابن أحد الوزراء حصل على مساحة 202 ألف متر فى إحدى المناطق السياحية المتميزة ومن المنتظر أن يعيدها، ترى، هل سيتم محاسبة من سمح بحصوله على هذه الأرض إرضاءاً ومجاملة لأبيه؟!.. ملحوظة من هؤلاء من تمردوا على الفلولية وانضموا للثورة وينقسمون إلى قسمين، فلول تائبة وهؤلاء نزلوا إلى ميدان التحرير وهتفوا للثورة بجانب الثوار وفلول "ناصحة" تحاول الإفلات بجلدها من الحساب وهؤلاء نزلوا إلى ميدان التحرير ايضاً وهتفوا للثورة وكلاهما كثفا ظهورهما فى الإعلام أيام رمضان فى محاولة لكسب تعاطف الرأى العام .. وهناك اشباه فلول وهم من رقصوا على السلالم فلا اللى فوق شافوهم ولا اللى تحت سمعوهم ولا زالوا يرقصون على السلالم ربما يصعد أحد القيادات على السلالم يوماً ما فيراهم. أما المُستقلين فهم من اضطروا للعيش فى كنف الفلول بلا اختيار وهؤلاء هم السواد الأعظم من الفلول الذين ارتبط وجودهم ذاته بالفلول وإلا ماتوا جوعاً. والفلول جميعاً على اختلاف طوائفهم يكرهون الثورة لأنها هزت المجتمع وقوضت استقرارهم وأصبحوا فلولاً بعد "عز"، لاحظ أنهم دائماً يتحدثون عن ضرورة الاستقرار ودوران العجلة. وبينما كان المواطن العادى لايجرؤ أن يشير إليهم بإصبعه خوفاً من قطعه، أصبح الآن وبكل قوة وأحياناً بقسوة يصفعهم بحقائق فلوليتهم دون خجل أو مواربة وأحياناً بلا "رحمة " لاحظ أنهم الآن يتحدثون عن الرحمة والاحترام ويطالبون بها بعد أن حرموا هذا الشعب منها لسنين طويلة غير عابئين بهيبة المواطن الذى هو ركن الدولة وأساسها والذى منحهم السلطة لتسيير أمور الدولة حفاظاً على تحقيق منافعه والحفاظ على كرامته وهيبته بين الأمم والذى بالمناسبة هو مواطن مثلهم لكنهم فيما يبدوا نسوا ذلك وتعاملوا مع المواطن المصرى على أنه مفارق لهم وأنه من طينة غير الطينة، ترى هل لحصول أغلب الوزراء على جنسية مزدوجة سبب فى ذلك؟! وهم يكرهون الفعل الثورى لأنهم لم يكونوا أبداً قادرين عليه ولهذا استفّلوا وروجوا لفكرة إن "مفيش فايدة" وأن هذا الشعب لن يثور ولا يقدر على الثورة أصلاً، " نسوا ملحمة العبور وهزيمة الجيش الذى لايقهر" واشاعوا فكرة أنه يستحق ما هو فيه وأنه لايوجد بديل لهم، ولأن الأفعال الثورية تفضح هذا الكلام وتحطم أسطورتهم فهم يكرهون تلك الأفعال لأنها تذكرهم بكل التنازلات التى اضطروا لتقديمها لينعموا برتبة الفلول. وعن تعريف لفظ الفلول ذُكر فى لسان العرب أن فَلَّ القومَ يفُلُّهم فلاًّ: أى هزمهم فانفَلُّوا وتَفَلَّلوا. وهم قوم فَلٌّ: أى منهزمون، والجمع فُلول وفُلاَّل. وأَصل الفَلُّ من الكسر، فيقال انْفَلّ سِنُّه أى إنكسر سنه. حمى الله مصر وشعبها من الفلول ودعوات الفلول وأساطيرهم...