لأن الثورة المصرية كانت ولاتزال مؤدبة وبنت حلال فأنها لم تغير الكثير في المشهد الإعلامي الذي كان جاثماً على قلوب المصريين قبل الثورة، تحول معظم الإعلاميين الموالين لمبارك وباتوا موالين لاستمرار نظامه فقط طالما تأكدوا أن عودته شخصيا باتت مستحيلة، ولأنهم ليسوا بشجاعة لميس جابر التي تعرف يوميا بأنها من الفلول، إليك مجموعة من الادعاءات التي لو رددها الإعلامي وهو يخدعك عبر شاشة التلفزيون ستعرف سريعا أنه فلول هو أو من يحاوره إذا كان مردداً للإدعاءات نفسها. لن يقول أبداً على حسني مبارك أنه رئيس مخلوع، ولو على سبيل الخطأ، سيتمسك دائما بوصف الرئيس السابق، وفي بعض الأحيان سيقول الرئيس مبارك ولن يدخل في جدال حول كلمة المخلوع وهل تنطبق فعلا على الرئيس المحبوس أم لا (لاحظ أن التلفزيون المصري مقر الفلول الأكبر هو من بدأ بتطبيق هذه القاعدة وفي وقت مبكر للغاية) “ليس كل من كان في الحزب الوطني فاسداً وهناك منهم من كان يدعو للإصلاح” عبارة سيرددها اعلاميو الفلول وهم يشيدون بالثورة في الوقت نفسه. “لا يعقل أن نقول أن العقود الثلاثة التي حكم فيها مبارك كانت كلها سلبيات”، لكنه – الإعلامي الفل- لا يجتهد أبداً في ان يجمع 10 ايجابيات يمكن أن تنسب لمبارك نفسه. فلول النظام السابق من الإعلاميين وضيوفهم هما الأكثر بكاءا على عجلة الإنتاج، وكأنهم عمال في مصانع الدولة التي خربها نظام مبارك، سيتكلمون دائما عن العجلة التي يجب أن تسير، لكنهم لن يربطوا ذلك بالتطهير الذي من المحتم أن يحدث أولاً. يهاجم بعنف كل اعضاء الوطني ورجال مبارك المجتمعين داخل سجن طره ويتحسس عند الكلام عن اي شخصية من النظام السابق لم يطالها القانون بعد( مثلا لن يفتح أي برنامج ملف فساد وزارة الصحة في عهد حاتم الجبلي لكن لو تم القبض عليه باي اتهام يمكن وقتها فتح النار عليه) . الاحترام الدائم لعمر سليمان واحمد شفيق باعتبارهما المرشحان المحتملان للرئاسة والمنتميان في نفس الوقت للنظام السابق دون الالتفات طبعا لأي انتقادات توجه إليهما منذ قيام الثورة وحتى الآن. سيقول لك أن مبارك أخطأ في التوريث، وأنه ابعد رجاله المخلصين مثل أسامة الباز، لكن في الوقت نفسه لن يحمله كل خطايا عهده وكأنه يجب علينا أن نغضب من جمال وسوزان لكن مبارك لازال يستحق ولو قليل من الاحترام. كلما تزايدت الوجوه المؤيدة لمبارك من نوعية “احنا اسفين يا ريس” يتم التعامل معها باعتبارها تمثل تيار جماهيريا يستحق فتح النوافذ الإعلامية له، بالتالي تتحول الثورة على يد فلول الإعلام إلى خلاف سياسي لا فعل ثوري هدفه هدم القديم وبناء الجديد. امتداد للنقطة السابقة سيقول لك دائما أنه ضد الإقصاء الذي هو ليس من شيم المصريين، ولن يرجع بذاكرته لما قبل الثورة وكيف كان هو نفسه يمتنع عن استضافة وجوه سياسية ممنوعة من نظام مبارك، بالتالي كان على النظام البائد أن يقصي من يشاء، لكن الثورة لأنها “مؤدبة وبنت حلال” لا يصح أن تقصي رموز هذا النظام وتتركهم يلعبون في عقول ونفوس البسطاء من الناس. على نفس المنوال يطالب بالتوقف عن تصنيف السياسيين بعد الثورة إلى وطنيين وفلول، ويقول أن الوقت قد حان كي يتحد الشعب لمواجهة المستقبل الغامض، مع أنهم من تعاملوا مع مصطلح القلة المندسة باعتبارها شرعيا والصقوه بكل من يخالف النظام، ومع ان وجودهم بعد الثورة هو الذي يزيد من مستقبل البلد غموضاً. يطالبك دائما بالتصالح مع الشرطة لكنه لا يتطرق أبداً لاي تجاوزات تصدر عن الشرطة حتى لو كانت تلك التجاوزات هي تسهيل الاعتداء على اهالي الشهداء . ليس هذا فحسب بدأ بعضهم في وصف الشهداء بالضحايا، وذلك بعد نجاح حملة “مش كلهم شهداء في منهم بلطجية” . يخفيك الفل الإعلامي دائما من الفوضى الخلاقة التي لم يقرأ هو عنها قبل الثورة، لكنه حفظ المصطلح وربط بينه وبين ما يحدث في الربيع العربي، على اعتبار أن الحياة تحت قيادة نظام فاسد أفضل ألف مرة من الثورة التي لا يعرف أحد مصيرها. أخيرا : انظر دائما إلي عين من يتكلم بهذه الادعاءات، وتذكر ما كان يقول قبل الثورة، ستدرك سريعا بأنه لا يريد للثورة أن تستمر لأنه سيخسر كل ما حصل عليه في ظل النظام السابق. للتواصل مع الكاتب عبر فايس بوك برجاء زيارة الرابط التالي http://www.facebook.com/abdelrahman.notes