«صالحي»: الخليج أمن قومي لطهران.. ورفضنا عروضا غربية لتخفيف الحصار مقابل إيقاف الدعم لفلسطين «عمرو»: موقف مصر واضح وعلاقتنا مع أي طرف لن تكون علي حساب امن الخليج
كتب- أحمد حلمي: نفت رئاسة الجمهورية نفيا قاطعا ما رددته وسائل الإعلام الغربية حول استعانة مصر بكوادر إيرانية أمنية ومخابراتية لتطوير المنظومة الأمنية في مصر.
صرح بذلك الدكتور ياسر علي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية عقب المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس وزيري خارجية مصر وإيران عصر أمس بقصر الاتحادية عقب لقائهما الرئيس مرسي.
وأوضح خلاله محمد عمرو وزير الخارجية أن الملف السوري تصدر المباحثات في ظل تدهور الأوضاع وتزايد أعداد القتلى يوميا، لافتا إلى أن إعادة الإعمار تحتاج الآن إلى أكثر من 50 مليار دولار، وإيران دولة فاعلة في سوريا وهذا الدور لو تم سيكون مقدرا، مشيرا إلى أن الرئيس مرسي جدد الدعوة لأحمدي نجاد للمشاركة في القمة سلامية التي ستعقد الشهر القادم في القاهرة.
ومن جانبه قال علي صالحي وزير الخارجية الإيراني: سعيد بوجودي في مصر مرة أخري كما يقولون «مصر أم الدنيا»، قائلا: «تطرقنا إلى أمور شتي من بينها الملف السوري والعلاقات الثنائية ويبدو أنها في حالة تطور.. والملف السوري هو الأهم والأصعب في المنطقة والخروج من الأزمة يحتاج إلى صبر وحكمة ودقة لكي نكون منصفين ومتوازنين .. والموقف الإيراني لم يتغير من أن أي حكومة بما فيها السورية يجب أن تلبي مطالب شعبها وسوريا الآن في وضع يحتاج الي مفاوضات بين الحكومة والمعارضة وان تبدأ قبل أن يفوت الأوان ونحن الآن نري خراب ودمار في هذا البلد العريق .. ونتمنى من صميم قلوبنا أن تجتمع دول المنطقة للبحث عن حل سوري.. سوري، ومنع أي حل أجنبي لان التاريخ يؤكد أن الأجانب لا يريدون خير لنا .. وحتى يقرر الشعب السوري ما يريد».
وأكد «صالحي» أن المبادرة الرباعية المصرية مهمة ولابد من مواصلة الأمر في هذه المبادرة واهتمت دول أخري بالانضمام للمبادرة وهي من أفضل المبادرات لأنها تشمل الدول المؤثرة في المنطقة، وستقدم حل سلمي وتمنع التدخل الأجنبي والمنطقة الآن واعية ولذلك مقتنعين انه في إطار الجهود المصرية بالتعاون مع الأخضر إبراهيمي قادرين علي الوصول للحل..
وعقب الوزير المصري، لافتا إلى أن الرئيس عندما أطلق مبادرته في رمضان الماضي ضمت الدول الاكثر تأثيرا والبعض يري أنها لا تتحرك ولكن هناك تحركات علي مستويات مختلفة وهي الآن الأقرب للوصول إلى حل، مشيرا إلى حجم الكارثة في سوريا التي نتج عنها حتى الآن نحو 60 ألف قتيل ومليوني نازح داخل سوريا ومليون نازح خارج سوريا.
وحول العلاقات المشتركة أشار صالحي إلى أن الرئيس مرسي طرح دعوة مفتوحة لأي زيارات في الفترة المقبلة إلى مصر ودعونا محمد عمرو لزيارة إيران ونأمل أن نري إخواننا المسئولين المصريين في مصر ونقلت تحيات الرئيس نجاد إلى الرئيس مرسي ودعوته لزيارة طهران خلال الفترة القادمة.
وردا علي سؤال حول الحرج في العلاقات المصرية الإيرانية في ظل ما يثار حول التهديدات الإيرانية لأمن الخليج قال صالحي: أكبر شاطئ على الخليج «الفارسي» هو شاطئ إيران، ويمثل أكبر استقرار وشريان الحياة ليس للدول المطلة على الخليج فقط، وكيف نهدد استقرار الخليج وهو مرتبط بأمن إيران.
وبالنسبة لقضية الشيعة والسنة قال وزير الخارجية الإيراني: بدأت هذه النبرة منذ خمس سنوات فقط ومن لا يريدون الخير هم من يطلقون بيننا الفتن.. وفي دولة علمانية مثل سوريا يحاولون تصوير الصراع كصراع طائفي وهو ما يأتي من الإعلام الغربي، وكيف يتناسون إسرائيل ويعتبرون إيران هي الخطر على المنطقة.
وأضاف: «إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا»، وإيران دائماً مواقفها مواقف حق، وإيران تدفع أن ثمن دعمها للقضية الفلسطينية رغم أنها دولة سنية، وجاءت لنا رسائل من الغرب أن نخفف دعم فلسطين مقابل رفع العقوبات، وإذا كان معنى كلمة سني هو إتباع سنة النبي فإيران كلها سنية، وإذا كان الشيعة معناها حب آل البيت فتتصور أن الشعب المصري كله شيعة.
وحرص محمد عمرو علي التعقيب قبل ختام المؤتمر قائلا : «امن الخليج هو امن مصر، وموقفنا واضح ولن تكون علاقتنا مع أي طرف على حساب امن الخليج» .