تستأنف محكمة جنايات الجزائر العاصمة بعد غد محاكمة جزائري ومالي متهمين باختطاف 32 سائحا أوروبيا في الصحراء الجزائرية عام 2003 وهي جرائم تصل عقوبتها إلى السجن مدى الحياة. وكانت المحكمة قد قررت فى جلستها يوم 10 أبريل الماضي تأجيل نظر القضية بسبب انسحاب دفاع المتهم الأول الجزائري عمار غربية الملقب "مقاتل ابو جبل" من منطقة بسكرةجنوب شرقي الجزائر اثر رفض طلبه المتعلق بدعوة القيادي في الجماعة السلفية للدعوة والقتال عماري صايفي المكنى "عبد الرزاق البارا" للإدلاء بشهادته باعتباره مدبر عملية الاختطاف.
والمتهم الأخر فى القضية يدعى يوسف بن محمد المكنى " أبو يوسف " وهو راعي غنم من طوارق مالي المتمركزين بمنطقة كيدال الشمالية قرب الحدود الجزائرية .
ويواجه الرجلان تهم "الانتماء إلى جماعة إرهابية مسلحة والمتاجرة بالأسلحة واستيرادها واختطاف رعايا أجانب " وهي جرائم تصل عقوبتها الى السجن مدى الحياة وفق أمين سيدهم محامي المتهم غربية.
وقد ذكرت مصادر صحيفة أن المتهمين كانا حلقة مهمة في تجارة السلاح واختطاف الرعايا الأجانب بحكم إنهما كانا من أبرز أتباع القيادي في الجماعة السلفية للدعوة والقتال عمار صايفي المكنى "عبد الرزاق البارا " (المظلي) ومختار بلمختار المدعو أبو العباس قائد ما يسمى إمارة الصحراء في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
وأشارت المصادر إلى أن هذه المحاكمة فرصة جيدة للمحامين للمطالبة بمثول عماري صايفي بما انه المتهم الأول في قضية اختطاف السياح الغربيين.
وسلمت حكومة تشاد المتهمين إلى الجزائر عام 2004 بعد القبض عليهما إثر مصالحة وقعتها نجامينا مع الجماعة الانفصالية "الحركة من اجل الديمقراطية والعدالة " التي كانت تحتجزهم.
وفي 2003 وبين منتصف فبراير ومارس خطف مقاتلون إسلاميون 32 سائحا أوروبيا كانوا يقومون برحلة في الصحراء الجزائرية الشاسعة وأفرج عن آخرهم في شمال مالي في أغسطس من السنة نفسها.
وكانت السلطات الجزائرية قالت آنذاك إن منفذ الاختطاف هو عبد الرزاق البارا " الرجل الثاني في "الجماعة السلفية للدعوة والقتال " التابعة لتنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى.
تجدر الإشارة إلى أن "عبد الرزاق البارا" معتقل في العاصمة الجزائرية منذ 2004 بعدما سلمه متمردون تشاديون إلى الجزائر مع العشرات من المطلوبين إثر وساطة ليبية.