استنكر الدكتور طلعت عفيفي وزير الأوقاف المصرية ، ما ورد من إساءة بالغة في مقال لرئيس تحرير جريدة الأهرام المصرية، للشيخ يوسف القرضاوي، مؤكدا له ان تلك السقطات والكلمات التي وردت في مقاله لن تنقص من قدر العلامة القرضاوي ، ومشددا أن الوزارة تختار أكفأ الأئمة لخطبها. وجاء نص الرسالة كالتالي: السيد الأستاذ / رئيس تحرير جريدة الأهرام – الموقر تحية طيبة . . . وبعد إيماءً إلى ما نشر بجريدتكم الغراء الصفحة الأولى عمود واحد يوم 29 /12 / 2012 م ( آن للبرادعى والقرضاوى أن يخرسا ) نود التفضل بالإحاطة بما يلى :- تحرص وزارة الأوقاف فى هذه الآونة على تفعيل دور المساجد الكبرى وربط الناس بها من خلال خطاب متميز يستمع الناس إليه من دعاة أكفاء مشهود لهم بالعلم والصلاح وفى هذا الإطار وجهت الوزارة دعوة إلى فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين واحد ابرز علماء الأزهر المعاصرين ليلقي خطبة شهرية في الجامع الازهر ، فلبي الدعوة مشكورا . وقد تفاعلت الجماهير المسلمة الواعية مع هذه الدعوة ، فامتلأ الأزهر عن أخره ، كما امتلأت الشوارع المحيطة بالمسجد من محبي الشيخ القرضاوي ، والراغبين في الاستفادة من علمه وفضله . وقد تناول الشيخ العلامة في أخر خطبة ألقاها الجمعة 28/2/2012 موضوع المصالحة الوطنية بين المصريين بكل طوائفهم وتوجهاتهم ، وذلك فيما كتبه الأستاذ نادر أبو الفتوح فى الصفحة الخامسة. لكننا فوجئنا فى الصفحة الأولى من جريدة الأهرام نفسها بمقال كتبه رئيس التحرير عبد الناصر سلامة أغفل كل هذا ، وراح يهاجم الشيخ القرضاوى فى تعاطفه مع الثورة السورية التى راح ضحيتها الآلاف من الشهداء ، وآلاف الجرحى ، وراح الكاتب يصف الثورة السورية بأنها انتفاضة طائفية واضحة وليست ثورة شعبية بأى حال ، ويصف الشيخ القرضاوى بأنه تشغله الطائفية السنية والشيعية والعلوية ، واتهمه بأنه يجعل من مصر لحساب دولة قطر رأس حربة للتدخل فى شئون دولة أخرى ،وأنه استطاع التأثير باسم الدين على مجموعات من البسطاء الذين تأسرهم الخطب الوعظية والجمل الحماسية . وقلباً للحقائق، وتلبيساً على الناس وتزويراً وضع الكاتب الشيخ القرضاوى مع الدكتور البرادعى فى سلة واحدة ، واتهمهما بالخرف والزهايمر المصاحب لكبر السن ، على نحو ماحدث مع الرئيس المخلوع الذى بلغ من الكبر مابلغ فلم يقدر على قيادة الدولة بدنياً وعقلياً ، فسقطت بذلك الدولة . وأرى ألا نشغل أنفسنا بالرد على مثل هذه المغالطات ، فالمقال كله من أوله لآخره ملئ بها ، وقد عرضت جانباً مما جاء فيه ، والجواب واضح من عنوانه كما يقولون . لكننا وبكل إجلال واحترام لشيخنا القرضاوى نقول : أنت فى قلوبنا وعقولنا وسنظل بإذن الله تعالى أوفياء لكل من كان سبباً فى هدايتنا ، وكل من وثق صلتنا بخالقنا ولن تنال مثل هذه السفاسف من مكانتك شيئاً ، وصدق من قال “ماضر شمس الضحى فى الأفق ساطعة أن لايرى نورها من ليس ذا بعد ” وأقول لكاتب المقال : كلامك عن ثورة الشعب السورى هو الذى يؤصل للطائفية التى تزعمها ، وكلماتك بشأن الشيخ القرضاوى لن تنقص من قدره شيئاً ولكنها تسحب من رصيدك أنت ، على حد قول الشاعر كناطح صخرة يوماً ليوهنها فلم يضرها وأوهى قرنه الوعى . وأما ثورة أهل سوريا على سفاحها وجزارها بشار الأسد وعصابته فإنها ثورة على الظلم والغشم الذى تباشره الأنظمة الفاسدة فى بلادنا وسيكون مصير الظالمين فى سوريا كمصير الظالمين فلى ليبيا ومصر واليمن وغيرهم . وأدعوك إلى التخلى عن دغدغة المشاعر عن طريق عبارات مطاطة كقولك ( مصر تحكمها الآن سلطة رسمية تنفيذية وتشريعية وقضائية يجب أن تنطلق منها وبها كل المواقف السياسية، داخلية كانت أو خارجية ) وقد جاءك الرد على مثل هذه العبارات فى نفس يوم نشرها على لسان رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى حين أيد فى خطابه أمام مجلس الشورى جهاد شعب سوريا ، ووقوف المصريين وراءهم حكومة وشعباً حتى تتحقق لهم الحرية والكرامة التى ينشدونها . فهل يكفيك هذا التوجه من رأس النظام فى مصر ، أم أن الرؤى الخاصة واتباع الهوى هو الذى يقودنا إلى هذه الجهة أوتلك ؟ . اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. د/طلعت عفيفى وزيرالأوقاف