شهد عام 2012 العديد من الأحداث الهامة في مجال الفنون التشكيلية سواء المصرية أو العربية أو العالمية؛ حيث افتتح خلالها العديد من المعارض التشكيلية، لكن الأبرز هذا العام في مصر هو استمرار رسم "الجرافيتي". بينما كان الأبرز عالميا هو بيع وسرقة أعمال فنية تقدر بملايين الدولارات. افتتح في 2012 متحف نحات مصر الأول "محمود مختار" بعد الانتهاء من عملية تطويره التي بلغت تكلفتها حوالي 80 ألف جنيه، وذلك في الذكرى 121 لميلاده. ونجح قطاع "الفنون التشكيلية" في اقتناء ميراث ثمين للفنان الكبير الراحل حسين بيكار، والذي آل لبنك "ناصر" الائتماني بعد وفاة زوجته وعدم وجود وريث له. كما اشترى هشام قنديل مدير أتيلية جدة قاعة عرض جديدة في مصر وهي "أتيلية العرب"، والذي يتم تجهيزها للافتتاح عام 2013. كما يستعد الفنان والناقد سيد هويدي لافتتاح مركز ثقافي جديد بعنوان "اللوتس للفنون" يضم قاعة عرض جديدة. وأصدر رئيس "أكاديمية الفنون"د. سامح مهران قرارا بإنشاء قاعة "25 يناير" للفنون التشكيلية، تحت إشراف د. محمد عزب. وقدم خمسة عشر نحاتا مصريا في 2012 مجموعة من المنحوتات الميدانية كبيرة الحجم في سيمبوزيوم "سوديك" الثاني، الذي أقيم في مدينة سوديك" على طريق مصر إسكندرية الصحراوي. وافتتح الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل مركز "الأهرام" للفنون الذي انطلق تحت شعار "الفن حرية.. الفن مستقبل"، بمعرض ضم مجموعة من اللوحات النادرة لرموز الفكر والأدب في مصر. أما عن رسوم الجرافيتي وهي الحدث الأبرز في عام 2012 فحرص شباب الفنانين على رسم جرافيتي جديد في شوارع مصر، وبالأخص في أماكن التظاهرات، وكان الجرافيتي الأكثر شهرة تلك الذي أعيد رسمه على جدران الجامعة الأمريكية في شارع محمد محمود بعد قامت الحكومة المصرية بإزالته، والجرافيتي الذي تم رسمه في أحداث الاتحادية. كما أقام المعتصمين أمام قصر "الاتحادية" متحف "الثورة" الذي ضم صورا لجميع الأحداث التي مر بها الثوار منذ ثورة 25 يناير 2011 وحتى الآن. افتتح د. محمد صابر عرب وزير الثقافة أطول جدارية عن شهداء 25 يناير ومذبحة بورسعيد للفنان أحمد قاعود بعنوان "عايشين" في قاعة "إيزيس" بمتحف محمود مختار، كما عرض الفنان طه القرني جدارية "الثورة" في ميدان العباسية وميدان التحرير. ومن أبرز المعارض التي أقيمت في عام 2012، "صالون الشباب 23" الذي افتتح تحت شعار "اتجاهك أنت"، وكان القوميسير العام له الفنان د. ياسر منجي، والفنانة نازلي مدكور رئيس لجنة التحكيم، وأقيم في "قصر الفنون" بالأوبرا، وأقيم في نفس القصر "المعرض العام" ومعرض للمعماري الشهير رمسيس ويصا واصف. افتتح أيضا معرض "مصر وقبرص على مر العصور" في قاعة "أبعاد" بمتحف "الفن المصري الحديث" في الأوبرا. ومعرض فنون الخط والرسم الصيني في مركز "الجزيرة" للفنون، والذي افتتح فيه أيضا معرض "ملتقى الفخار الدولي الثاني عشر". وأقام الفنان وطبيب العيون فريد فاضل معرض "مصر التي أعرفها" في قاعتي "نهضة مصر"، و"أيزيس" في متحف "محمود مختار". واستضافت قاعة "الباب" بمتحف الفن الحديث في الأوبرا معرض استيعادى للفنان د.عبد الغفار. كما أقيم معرض الفنان صالح رضا في قاعة "أفق واحد" بمتحف محمد محمود خليل وحرمه، ومعرض "طوغان و60 سنة كاريكاتير" للفنان الكبير احمد طوغان في مركز "رامتان الثقافي" بمتحف "طه حسين". وافتتح وزير الثقافة معرض "99 لوحة تنطق بكلمات الله" للفنان صالح بصلة بقاعة "صلاح طاهر" بدار الأوبرا المصرية. أقيم أيضا خلال عام 2012 معرضين للفنان عبد الوهاب عبد المحسن عن البحيرة إحداهما في فندق كمبنسكي، والآخر كان بعنوان "ناس البحيرة" في "أتيلية الإسكندرية". كما أقيم معرض للفنان أيمن السمري بعنوان " الرحلة "في قاعة "الباب" بمتحف الفن الحديث، ومعرض للفنان أحمد شيحا بعنوان "مصر أولا" في قاعة "صلاح طاهر" بالأوبرا. ومعرض للفنان فاروق وهبة في قاعة "الهناجر" بالأوبرا.
ونظم قسم الفنون بالجامعة الأمريكية بالقاهرة معرضًا فنيًّا لتكريم الشهيد الفنان أحمد بسيوني. كما أقيم معرضا للشهيد الفنان زياد بكير بقاعة "الهناجر". وانطلقت الدورة الأولى من مسابقة "هاني الجويلي للتصوير الفوتوغرافي" والتي نظمها "نادي 35 مللي" لطلبة الجامعة الألمانية بمصر في "الهناجر" أيضا. وأقام الفنان رضا عبد الرحمن معرض استيعادي بعنوان "خطواتي" في قاعة سلامة. وعرضت قاعة "دروب" الأعمال الصغيرة لأكثر من مائة فنان وفنانة. واستضافت قاعة "خان المغربي" معرض لمجموعة من الفنانين الشباب حديثي التخرج في كليات الفنون تحت عنوان "عشرين وشوية"، ومعرض "تحية ومحبة.. ل حجازي"، في الذكرى الأولى لرحيل فنان الكاريكاتير الكبير أحمد حجازي، والذي أقامت ساقية الصاوي معرضا آخر له لذكرى رحيله. وعرض مركز "درب 1718" للثقافة والفنون المعاصرة مقتنياته التي جمعها خلال الأربع سنوات الماضية للعديد من الفنانين التشكيليين من جميع أنحاء العالم في معرض. واستضاف جاليري "مصر" معرض "بروليتاريا" للفنان فتحي عفيفي. وأقامت قاعة "آرت كورنر" معرض للفنان والناقد عادل ثابت بعنوان "أهل المغني". كما أقامت قاعة بيكاسو عدة معارض من بينها معرض "أجيال 1" لفنانين شباب، ومعرض للفنان عبد العال حسن، وسمير فؤاد، وللفنانين تحية حليم وأنجي أفلاطون وجاذبية سري. واستضاف جاليري "المسار" معرض للفنان الراحل الكبير منير كنعان تحت عنوا "البيان الأخير للفنان الثوري". كما أقام معرض "روائع الفن" لنخبة من الفنانين التشكيليين، ومعرض "بهجوري في الثورة" للفنان جورج بهجوري. واستضاف مشروع "أرشيف فنان" الذي يستضيف فنان شاب في مركز "سعد زغلول" الثقافي لتناول تجربته، الفنانين رانيا فؤاد، أحمد الشاعر، وهيثم نوار. كما أقام الفنان د. عادل السيوي معرض جديد في قاعة " Inception" بباريس. وشهد الجناح المصري في الدورة الثالثة عشرة لبينالي "فينسيا" للعمارة في 2012 إقبالا جماهيريا كبيرا؛ حيث جذب التصميم المعماري الذي صممه وأشرف على تنفيذه قومسير الدورة م. جمال عامر جمهور البينالي. وأقيم قي مركز "الحرية للإبداع" بالإسكندرية معرض للفنان د. حمدى عبد الله بعنوان "أساطير معاصرة "، ومعرض للفنان مصطفى عبد الوهاب، وآخر للفنان الكرواتي "أنتي سارديليتش". كما أقام الفنان ورسام الكاريكاتير عمرو فهمي معرض "فريسكا" في مركز "محمود سعيد" للمتاحف بالإسكندرية. ونظمت مكتبة "الإسكندرية"، بالتعاون مع سفارة الأرجنتين بالقاهرة، معرضًا للصور الفوتوغرافية القديمة لمدينة بيونس آيرس (1883- 1941). كما نظم إقليم القناة وسيناء الثقافي مجموعة من المعارض بمناسبة الاحتفال بالعيد القومي لمحافظة بورسعيد. وفي الفيوم افتتح مهرجان صناعة "الخزف والفخار" بقرية "تونس". معارض في الوطن العربي وعلى النطاق العربي أقيم أيضا العديد من المعارض من بينها معرض "لوحة في كل بيت" و"مختارات عربية" في "أتيلية جدة" بالسعودية. كما أقيم مهرجان "الفنون الإسلامية" في متحف "الشارقة" بالشارقة. واستضاف جاليري "الأيام" في دبي عدد من المعارض من بينها معرض الفنان اللبناني وليد المصري تحت عنوان " مركز الإدراك " و معرض "الصمت" للفنان السوري خالد تاكريتي. كما افتتح في صالة "مركز رؤى 32 للفنون"، في العاصمة الأردنية عمان معرض "حوار الطبيعة" للفنان العراقي ضامن نصيف جاسم. الفنون التشكيلية في الغرب ومن أبرز الأحداث التي تمت في الدول الأوروبية عام 2012 تخفيض ميزانية "مجلس الفنون" ببريطانيا ومحاولة بيع ما اشتراه من تحف وأعمال فنية. ورفض متحف "كوركوران" في واشنطن الانتقال إلى مقر جديد وعرض مقتنياته للبيع. ومن الأحداث الطريفة استعانة متحف " Hermitage Museum" أحد أكبر متاحف "بيترسبيرغ" في روسيا بأكثر من مائة قطة لحماية المطبوعات والأعمال الفنية من القوارض والفئران. وأقيم مركز "جورج بومبيدو" بباريس معرض للفنان العالمي سلفادور دالي في المرحلة الأخيرة من حياته الفنية. كما أقيم معرض للفنان الشهير بابلو بيكاسو بعنوان "بيكاسو بلاك آند وايت" في متحف "سولومون آر. جاجينهايم" بنيويورك. واستضاف متحف "الفن المعاصر" بنيويورك معرض يتعرض لأهم أعمال الرسام الأسباني "فرانشيسكو جويا". وافتتح ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز في الجاليري "الوطني" في لندن معرض للفنان الإيطالي الشهير ليوناردو دافنشي. كما عرضت مؤسسة سويسرية نسخة أكثر شبابًا للوحة "الموناليزا" في جنيف، يُعتقد أنها النسخة الأصلية للوحة الأشهر في العالم، التي رسمها ليوناردو دافنشي. ومن الأحداث الهامة أيضا في 2012 افتتاح متحف "اللوفر" جناح "فنون الإسلام" في باريس بالوقت الذي يعيش العالم الإسلامي صدمة الفيلم المسيء للرسول عليه الصلاة السلام. وأعادت وزارة الخارجية البولندية لوحة فنية ثمينة لفنان عصر النهضة الإيطالي "رافائيل. كما استعاد متحف "أمستردام" إحدى لوحات الفنان التشكيلي الهولندي "فان جوخ"، والتي كان قد رسمها في عام 1882. وتم في 2012 سرقة تمثالان إحدهما من الرخام والثاني من الطين النضج من حديقة "دلا لافيلا ميدتش" مقر الأكاديمية الفرنسية في روما، والتمثال الأول نصفى لامرأة يرجع تاريخه للعصر الإمبراطوري، أما الثاني فيرجع إلى القرن الثاني قبل الميلاد. كما سرقت منحوتة "ذهبية دوجلاس" الحائزة على جائزة "تيرنر"، وتقدر ب 500000 جنيه إسترليني من دار "كريستيز" للمزادات. بالإضافة إلى سرقة لوحة لسلفادور دالي تقدر بحوالي 150 ألف دولار أمريكي من أحد المعارض ب"مانهاتن" بنيويورك. وشهد عام 2012 عرض بعض لوحات الفنانين المصريين في مزادات عالمية للفنون التشكيلية؛ حيث شارك قاعة "المسار" المصرية في مزاد "كريستيز" في دبي بعملين، الأول لوحة للفنان المصري د. عادل السيوي بعنوان "قمر الزمان"، والثاني منحوتة "القط" للفنان أحمد عسقلاني. كما أعلنت نفس الدار عن عرض لوحتي "الزار" و"الصيادين في رشيد" للفنان الرائد محمود سعيد في مزاد "الأعمال الفنية العربية والتركية والإيرانية المعاصرة". وأضاف "متحف الفن الوطني للفن الحديث" في قطر، إلى مجموعته، لوحة الرسام الفرنسي بول سيزان "لاعبي الكوتشينة"، والتي اشتراها المتحف بمبلغ 250 مليون دولار؛ لتصبح أغلى لوحات العالم. ومن اللوحات العالمية التي تم بيعها لوحة " الصراخ " لإدوار مونش بدار "سوثبي" بمبلغ 119.9 مليون دولار، "لاعبو البطاقات" للفنان سيزان بمبلغ 140 مليون دولار، "الأزرق والأحمر الملكي" لروثكو بمبلغ 75.1 مليون دولار، "زنبق الماء" لكلود مونيه بمبلغ 43.7 مليون دولار، "تمثال الحرية" للفنان أندي وارهول بمبلغ 43.8 مليون دولار، "الارتجال" لكاندينسكي بمبلغ 23 مليون دولار، "آلة الخياطة" لسلفادور دالي بمليوني يورو، "رأس إمرأة" لبيكاسو ب445 ألف يورو. ومن الأحداث المثيرة للدهشة حرق أنطونيو منفريد مدير متحف "كاسوريا" للفن المعاصر جنوب إيطاليا مجموعة من الأعمال الفنية احتجاجا على الدعم الهزيل الذي تحصل عليه متاحف الفنون. الفنانون الفائزون في 2012 أما عن الفنانين الفائزين في عام 2012 بالجوائز، فكان أبرزهم حصول النحات عبد الهادي الوشاحي على جائزة الدولة التقديرية في الفنون، وفوز النحات طارق الكومي بجائزة الدولة التشجيعية. ونالت مصر عدد من الجوائز في مجال الصورة العربية؛ حيث فاز المصور المصري أحمد عبد المجيد بالجائزة الكبرى في الدورة الثانية من مسابقة "منتدي الشارقة للصورة العربية" عن صورته "واحد ضد الجميع" الملتقطة إبان ثورة 25 يناير. كما حصل المصور حسين محمود الشافعي على جائزة المركز الثاني في مسابقة "ظلال المدن". وفازت المصورة ريهام سيد درويش بالجائزة الثانية لمسابقة "تضاد". كما حصل الفنان أيمن لطفي على جائزة "بين هول" في التصوير الفوتوغرافي والخاصة بأقوى الأعمال في الإضاءة، وذلك خلال مشاركته في الدورة الرابعة من بينالي الصين الدولي 2012 للصورة المعاصرة، والذي أُقيم بمدينة "جينان" أكتوبر الماضي. وفاز الفنان شادي أديب بالجائزة الأولى في التجهيز في الفراغ، كما حصلت الفنانة نادية سري على جائزة خاصة في مجال التصوير بالألوان المائية، وذلك خلال مشاركة الفنون التشكيلية المصرية في الدورة الرابعة لبينالي " كيتو " الدولي بالإكوادور. وأول مرة منذ عشر سنوات حصلت الفنانة البريطانية إليزابيث برايس (46 عاما) على جائزة "ترنر" الفنية، التي تقدر قيمتها ب25 ألف جنيه إسترليني؛ لإنجازها فيديو بعنوان "حريق ولورث". وقد حصلت على الجائزة في متحف "تات" البريطاني. وشهدت الساحة التشكيلية عام 2012 رحيل عدد من الفنانين من بينهم النحاتة عفاف عبد الدايم يوم 13 ديسمبر الماضي عن عمر يناهز الواحد والسبعين عاما، الفنان فاروق وجدي الذي رحل في 16 سبتمبر، الفنان زهران سلامة الذي رحل في أول أيام عيد الفطر إثر جلطة في المخ عن عمر يناهز الثلاثة والسبعون. والفنانة الشابة آمال قناوي التي توفت في 22 أغسطس عن عمر يناهز الثمانية والثلاثون عاما.