في لحظات وبكل شفافية حتى وإن كانت تفتقد المهنية، يمكنك التعرف على أخبار المظاهرات والاعتصامات دون تحيز إلى أي طرف، هكذا يعمل المواطن الصحفي في صحافته الشعبية على مواقع التواصل الاجتماعي . "أحرار" أحد الصفحات الإخبارية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، يؤكد مؤسسها إبراهيم المصري ( مصور ومخرج) أن الفكرة لم تكن وليدة اللحظة بل كان عضواً في شبكة إخبارية تطوعية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، خرجت من رحم الثورة كانت تنقل الأحداث لحظياً، استقالت منها مع مجموعة من زملائي اعتراضاً على تغيير سياسيتها واتجاهها، فأنشأنا شبكة "أحرار" ، قام بالتأسيس 12 فرداً وفي خلال شهرين إنضم إلينا 100 مراسل من مختلف المحافظات .
المواطن الصحفي
يفيد المصري بأن "أحرار" تعتمد على المواطن الصحفي المتواجد في الأحداث، ويتم نقل الأخبار إلى إدارة الصحفة وتوثيقها بال " نيو ميديا" سواء كانت كاميرا ديجيتال أو موبايل، ويتم إرسال الصورة فورا من الموبايل إلى بريدنا الإلكتروني، فنسبق جميع وسائل الإعلام التي أصبح بعضها يعتمد في أخباره على شبكات المواطن الصحفي على مواقع التواصل الاجتماعي.
"ممبراً للجميع" .. هذا هدف شيكة أحرار وشعارها كما يقول إبراهيم المصري، كمحاولة لتطهير الإعلام وعرض الخبر بلا تحيز، خاصة مع تسيس الأخبار وتوجيهها حسبما حدث بعد الثورة، خاصة وأن أغلب مستخدمي "الفيس بوك" لهم هدف جاد وليس مجرد تواصل اجتماعي فقط، من هنا استغللنا فكرة التواصل مع الناس عبر نقل شبكتنا للأخبار .
خدمة عامة
بينما يرى، عبد الله المدني أحد مؤسسي شبكة أحرار ( مدير تسويق)، أن حجم التطور التكنولوجي الكبير الذي حدث مخؤاً جعل الملعومة تغيير قرارات سياسية ودولية هامة، ولدى الجمهور العادي المستقبل للمعلومات أيضاً، خاصة وأن حجم المعلومات الداخل إلى مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي كبير ذات مصادر متعددة، ومن هنا تأتي أهمية الصحافة الشعبية على الانترنت.
مشيراً إلى أن سبب عمله مراسل متطوع في شبكات الصحافة الشعبية على "الفيس بوك"، رغبته في محو الأمية السياسية لدى الكثيرين، معتبراً ذلك خدمة عامة يوصل بها معلومة للشاب المصري ليكون متابع دائماً للأحداث .
هروباً من سياسة المنع
من جانبه ، يوضح عبد الرحمن عز ( 25 عاماً) أحد مؤسسي شبكة أحرار، ، أن الصحافة الشعبية التطوعية على شبكات التواصل الاجتماعين وسيلة شبابية مبتكرة قبل ثورة 25 يناير، هروباً من سياسة المنع والتحجيم والتضليل الاعلامي التي كان يمارسها النظام السابق، وهذا يحسب للشباب المصري الذي ابتكر استخدام موقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك" استخداما سياسياً، منذ بداية الدعوة لإضراب 6 إبريل عام 2008، ومراقبة الانتخابات البرلمانية في 2010.
عبد الرحمن كان أحد أعضاء حركة 6 إبريل ، وكان يمارس الصحافة الشعبية والتوعية عبر حسابه الشخصي على الفيس بوك، إلى أن اشترك في أول شبكة إخبارية على "فيس بوك" وهي "رصد"، مؤكداً أن المواطن الصحفي المتطوع ليس بمنأى عن المخاطر التي يتعرض لها الصحفي المهني حيث أصيب في جمعة الغضب بطلق خرطوش في عينه أثناء تصويره عنف الشرطة مع المتظاهرين على الكوبري، ويقول: "لولا الاعلام الشعبي ووعي الشباب بتصوير تلك الأحداث بأبسط الإمكانيات ولو الموبايل، لغابت الحقيقة عن الشعب حتى الآن وسط زيف إعلامي يمارسه الكثيرون".