إطلاق شائعات وحرق معنوي للمناهضين و"جهاز مخابرات موازي" يقدم المعلومات بدعم من خيرت الشاطر ومكتب الإرشاد تتأهب أعداد غفيرة من جماعة الاخوان المسلمين كل صباح للدخول علي موقعي التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر"، لخوض الحروب الالكترونية التي تعد إحدى الوسائل المهمة التى برع "الإخوان المسلمون" فى استخدامها طويلاً ضد خصومهم حتى إبان وجود النظام السابق، حيث يزخر تاريخ الجماعة باستخدام أساليب تلجأ إليها بين الحين والآخر، لحرق خصومها السياسيين، وشن حملات "فضح وتجريس" شديدة التركيز على نقاط الضعف فى الخصم المراد تشويهه عبر حزمة من البيانات يوفرها قسم المعلومات داخل الجماعة، والتى يطلق عليه شباب الإخوان فى مجالسهم الخاصة "جهاز المخابرات الموازى". تستخدم كتائب الإخوان الإلكترونية في حملاتها عدة آليات يمكن ملاحظتها من خلال متابعة ردود الأفعال والحملات التى تشنها عناصر الجماعة على شبكات التواصل الاجتماعى مثل "الفيس بوك وتويتر"، وذلك من خلال الآتى: نشر التعليقات أعداد كبيرة من "اللجان الإخوانية الإلكترونية" تندرج تحت مايسمى "المجموعات العشوائية" تقوم بمهمة نشر التعليقات على الأخبار فى المواقع والجرائد التى تبث على الشبكة العنكبوتية، أو على مواقع وصفحات خصوم الجماعة أو منتقديها أو الرافضين لسياسة "أخونة الدولة" التى تتبناها الجماعة منذ وصول الرئيس محمد مرسى إلى سدة السلطة، حيث يمكن متابعة حمى التعليقات على أى خبر يبث على شبكة التواصل الاجتماعى أو المواقع الإلكترونية، حيث تجد مجموعات موجهة تخوض حربا منظمة ومتزامنة وأغلبها يدور فى فلك نفس الفكرة ويردد نفس الاتهامات للشخص المستهدف، وتكون مهمة هذا القطاع من الكتائب الإلكترونية هو التصدي للأخبار التي تنتقد السياسة الإخوانية بردود جاهزة وقوالب مصممة خصيصًا من قبل "إدارة الفكر" داخل "جهاز المخابرات الموازي" للرد علي مواقف بعينها، ومما يفضح هذا الأسلوب ويأتي بثمار عكسية هو عدم تركيز الاعضاء اثناء التعليق، مما قد يترتب عليه تكرار نفس التعليق علي نفس الخبر بطريقة رتيبة فاضحة، وذلك لاعتماد الكتائب في بعض الحالات علي أعداد من المتطوعين سواء فى القاهرة أو المحافظات المختلفة. ترويج الأخبار دشنت الكتائب الإخوانية عقب اندلاع ثورة 25 يناير عددًا من الصفحات والشبكات الإخبارية لتولي مهمة نشر وترويج الأخبار الداعمة للسياسة الإخوانية، ويقوم علي هذه الصفحات أعداد كبيرة من شباب جماعة الإخوان المسلمين يدافعون بقوة عن مبادئ الجماعة ونشر أفكارها وتبرير مواقفها المختلفة، تحت عباءة العمل الصحفى، رغم وقوعهم في أخطاء صحفية جسيمة ، ولكن الهدف الرئيسي من هذه الصفحات هو الدفاع عن الإخوان، ومما يثرى هذه الصفحات أن من يقوم عليها جميعا شباب إخوانيون تدفعهم الرغبة للدفاع عن مباديء الجماعة بعيدًا عن المهنية الصحفية او الموضوعية، وتعتمد أعداد لا بأس بها من مرتادى مواقع التواصل في استقاء الأخبار على هذه الصفحات، وقد تضاهي او تفوق عدد المتابعين للجرائد والصحف المرخصة من المجلس الأعلي للصحافة، ويتم تمويل هذه الصفحات مركزيا من قيادات مكتب الإرشاد، فضلًا عن اعتمادها - لحفظ ماء الوجه - على خدمة الرسائل القصيرة "sms" والتي تدر بعض الأموال عليها. تتبني هذه الصفحات نشر الأخبار التي تدعم أفكار الجماعة ، وتصيد أخطاء الخصوم في محاولة لزرع الكراهية ضد منتقدي منهجها.
نشر الفكر الإخوانى من ضمن الأساليب الأخرى "نشر الفكر الاخواني" وذلك من خلال تجنيد شخصيات لمجموعة "العناصر المثقفة" وهي مجموعات منتقاة من الشباب المتخصصين فى التواصل مع الشبكات الاجتماعية مهمتها توجيه قذائف طويلة المدى باسلوب مثقف مقابل مرتبات مجزية ، عناصر هذه المجموعات المثقفة، غير معروف عنها تحيزها للجماعة ، ويلجأون إلى تفسير مواقف معينة من ضمنها قرارات وخطابات الرئيس، والدفاع عن سقطات القرارات التي قد تقع فيها القيادات الإخوانية، من خلال أسلوب وفكر يبدو مستنيرا، كما تدخل أيضا هذه العناصر المثقفة في مساجلات ومناقشات مع أطراف أخري مناهضة للإخوان او غير منتمية لأي تيار، بحيث ينعدم التوافق بين طرفي المناقشة، فهناك طرف إخواني مستعد ومتأهب للردود والتبريرات المنطقية ، وطرف آخر غير مستعد ولا يمتلك المعلومات التي تجعله يماشي الردود، مما ينتج عنه خروج المناقشة إما باقتناع الفرد بهذا الفكر وإما عدم دخوله مرة اخري في مناقشة سياسية، مما يقلل عدد المنتقدين للإخوان. ويشار أيضا الي قيام هذه المجموعات المثقفة والتي يتابعها عدد كبير جدا من غير المنتمين لأي تيار بنشر مقتطفات من كتب عن حياة الامام حسن البنا دون الاشارة الي المصدر، مما يدفع البعض للبحث عن هذه الكتابات ومتابعتها ، لجذب أعداد وعناصر أخري، وإن لم تفد هذه المحاولات في ضم أعداد جديدة للجماعة فيكفيها انها ترسم صورة جميلة عن التيار الاخواني، باعتباره تيارا وسطيا يسعى للحق بعيدا عن التشدد. الحرق السياسي للشخصيات تقوم إدارات الكتائب الإخوانية بتنوعها بمهمة أخرى وهي الحرق السياسى للشخصيات، بحيث تبدأ الخطوة الأولي لهذه المهمة عبر قيام المجموعات المركزية بالتواصل مع مندوب لهذه المجموعة فى كل محافظة من محافظات الجمهورية لتوجيه الشباب فى القواعد والشعب لتحديد الشخصيات المستهدفة بالحرق السياسى إذا تجاوزت الخطوط الحمراء، ثم تدخل فيما بعد مراحلها الثانية وهي تحديد المحاور التي يتم حرق الشخصية السياسية من خلالها وقد يتطلب الأمر تصميم الصور المفبركة او الساخرة لبعض الشخصيات في مواقف معينة، وتأتي فيما بعد المرحلة الثالثة وهي توزيع المهام علي المجموعات الثلاثة "الشبكات الاخبارية" و"المجموعات العشوائية"و"العناصر المثقفة" بحيث تقوم كل مجموعة وفق طبيعة عملها بتوجيه انتقادات للجهات والشخصيات المعارضة للفكر الإخواني ، وقد تستدعي الضرورة تصيد الأخطاء للمنتقدين امثال حمدين صباحي ومحمد البرادعى وعبدالمنعم أبو الفتوح وحازم أبوإسماعيل وعبد الحليم قنديل وذلك لأن الجماعة لا تريد صعود نجم اي سياسي او قيادي من اي تيار آخر مما يدفعها دوما لتشويه خصومها من السياسيين بين وقت وآخر. ولا تتوقف الحرب الإلكترونية على خصوم الإخوان من غير الإسلاميين، بل إن هذه الحرب تشمل عددا من الرموز الإسلامية التى توجه انتقادات موضوعية للإخوان وتبدى غضبا شديدا من تجاهل الجماعة خاصة بعد وصول مرسى لسدة الرئاسة يتصدرهم الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح والشيخ ياسر برهامى وأشرف ثابت ويونس مخيون وقادة الجماعة الإسلامية الشيخ عبود الزمر والمهندس عاصم عبدالماجد، حيث نال الأخيران قسطا من جهود كتائب الإخوان الإلكترونية. الجهات الراعية للكتائب الإخوانية تدير هذه الكتائب الإلكترونية شخصيات نافذة وقيادات داخل مكتب الارشاد اما بصورة مباشرة مع مجموعة "ادارة الفكر" التي تصمم القوالب والردود والتعليقات وتشرف على عمل هذه الكتائب بشكل مركزى وترسلها الي أعضاء اللجان الإلكترونية المنتشرة علي مواقع التواصل الاجتماعي، او بصورة غير مباشرة مع المجموعات الثلاث الممولة "الشبكات الإخبارية" و"العناصر المثقفة" و"المجموعات العشوائية" ومندوبيهم بالمحافظات، بحيث يؤول الأمر في نهاية المطاف للشركات التابعة للمهندس خيرت الشاطر الذي يمتلك مجموعة ضخمة من شركات الاجهزة الإلكترونية، فضلا عن امتلاك الجماعة عددا من المواقع الالكترونية مثل "موقع اخوان اون لاين" و"موقع حزب الحرية والعدالة"، حيث يتم الدفع بعناصر من داخل هذه المؤسسات لدعم الشبكات الإخبارية وتدريب العناصر داخل هذه الكتائب علي الاستخدام الإلكتروني لمواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك وتويتر"، وكيفية نشر المعلومات والتعامل مع التيارات المختلفة علي الشبكة العنكبوتية. هذه الكتائب تقوم على الطابع السري في العمل، وتعتمد على ما توفره إدارة المعلومات الإخوانية ووحدة إطلاق الشائعات، وهو ما ظهر جليا وواضحا خلال الحرب التى شنت إبان الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة على الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح وحمدين صباحى وفي بداية الثورة علي الدكتور محمد البرادعي، حيث تم ترديد مجموعة من الشائعات التى أثقلت كاهل المرشحين السابقين وأضعفت شعبيتهم بتعليمات مباشرة من مكتب إرشاد الجماعة.