رأت مجلة "دير شبيجل" الألمانية أن إسرائيل تضرب عرض الحائط بالانتقادات الغربية بتماديها في سياسة التوسع الاستيطاني على الأراضي الفلسطينية المحتلة، على نحو يجعل الحديث عن الرجوع إلى وضع سابق، أو عن بناء دولتين جارتين ضربا من العبث. ورصدت المجلة - في سياق تعليق أوردته في موقعها الإلكتروني اليوم الخميس- محاولات الحكومة الإسرائيلية في الوقت الراهن تحويل الضفة الغربية إلى منطقة ذات نفوذ يهودي بعد مرور 2500 عام من سقوط الدولة اليهودية الأولى، قائلة إن الأحزاب السياسية الحاكمة في الدول الديمقراطية الأوروبية قد تلجأ أحيانا في سبيل حشد أصوات تضمن لها تحقيق أغلبية في الانتخابات البرلمانية إلى اتخاذ قرارات لا مبرر لها .
ورجحت المجلة أن يكون لاتخاذ قرارات من هذا القبيل في منطقة الشرق الأوسط تبعات درامية أبعد مدى منها في العالم الغربي وأوروبا التي تنعم بالسلام؛ ذلك لأن النزاعات في أوروبا عادة ما يتم تسويتها بالتوفيق بين وجهات النظر، أما في الشرق الأوسط فإن الغلبة دائما تكون للقوة، والعرب المجاورين لإسرائيل يعرفون ذلك تماما كما يعرفه الغرب، فالتجربة علمتهم ألا يندهشوا من أي خطوة تقبل عليها إسرائيل.
وذكرت مجلة "دير شبيجل" الألمانية إن من عبث الأقدار أن عددا من الفلسطينيين المشتغلين بالبناء ممن لا يجدون عملا في الوقت الراهن يشاركون في بناء المستوطنات الإسرائيلية التي تقوم على أراضيهم .
ورأت المجلة أن المعطيات الحالية تشير إلى استحالة حل الدولتين وتجعل حل الدولة الواحدة هو البديل الوحيد الممكن؛ دولة تضم اليهود والعرب معا، مشيرة إلى أن هذه الرؤية تحمل في طياتها خطرا على اليهود إن لم تبدأ إسرائيل في تقديم تنازلات للفلسطينيين الذين تتزايد أعدادهم على نحو يجعل اليهود أقلية بتلك الدولة مستقبلا ، غير أن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لا تولي أهمية للمستقبل بقدر ما يهمها الوضع الراهن.
واختتمت المجلة تعليقها بالقول إن الحكومة الإسرائيلية إذا كانت تتعاون مع الشرطة الفلسطينية في رام الله، إلا إن هذا التعاون لا يحقق سلاما حقيقيا، وإن كانت تحاصر حركة حماس في قطاع غزة إلا أنها لن تتمكن بهذا الحصار من انتزاع العداء الذي تضمره لها الحركة، وإذا كانت مستمرة في التوسع الاستيطاني بالضفة الغربية لتأمين أصوات مستوطنيها، إلا أنها إنما تلعب بذلك لعبة "كسب الوقت"، وهي لعبة جد خطيرة. مواد متعلقة: 1. اسرائيل تصادق على بناء 1500 وحدة استيطانية شمال القدس 2. اسرائيل تكسر الهدنة وتقتحم خان يونس 3. اسرائيل توافق علي بناء 2610 وحدة استيطانية في القدس الشرقية