وصل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اليوم الأربعاء، إلى العاصمة الجزائرية في زيارة تستمر يومين. واستقبل الرئيس الفرنسي، لدى وصوله مطار هواري بومدين بالعاصمة، نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة والوزير الأول عبد المالك سلال وأعضاء حكومته.
ويرافق هولاند في زيارته وفد كبير من الوزراء ورجال الأعمال والمثقفين والصحفيين الفرنسيين.
ومن المقرر أن يبحث الرئيس الفرنسي، خلال زيارته للجزائر، مشكلة مالي إلى جانب تقوية العلاقات واستعادة التبادل التجاري بين البلدين.
وينتظر أن يجري الرئيس الفرنسي، في اليوم الأول من زيارته للجزائر، مباحثات مع نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، ثم يلتقي فيما بعد بممثلين عن الجالية الفرنسية، قبل أن يشرف على مراسيم التوقيع على عدد من الاتفاقيات الثنائية في المجالين الاقتصادي والثقافي.
وتعتبر اتفاقية إنشاء مصنع لصناعة السيارات للعلامة الفرنسية "رينو" من أهم هذه الاتفاقيات.
وأعلنت الشركة، في بيان لها، عشية زيارة هولاند للجزائر، أن المفاوضات مع الطرف الجزائري التي استمرت ثلاث سنوات أفضت إلى الاتفاق على إنشاء مصنع "رينو" بالجزائر بمحافظة وهران (450 كلم غرب العاصمة)، وينص الاتفاق حسب المصدر على أن المصنع سوف ينتج 25 ألف سيارة في السنة على أن يتم رفع طاقة الإنتاج إلى 75 ألف سيارة سنويا، فيما بعد.
ويوقِّع الاتفاق، خلال الزيارة، عن الجانب الفرنسي جون كريستوف كيغلر، مدير العمليات بالشركة لأوروبا والمغرب وأفريقيا، وعن الجانب الجزائري وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة شريف رحماني.
وتأتي زيارة هولاند إلى الجزائر هذه المرة وسط جدل غير مسبوق في الساحة السياسية الجزائرية.
وأعلن ممثلو 14 حزبًا سياسيًّا جزائريًّا، في مؤتمر صحفي، مساء أمس الثلاثاء، مطالبتهم الرئيس الفرنسي بضرورة تقديم اعتذار صريح عن جرائم بلاده خلال الحقبة الاستعمارية للجزائر وذلك بمناسبة خطابه المنتظر أمام غرفتي نواب البرلمان غدا الخميس.
ويلقي الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمام نواب غرفتي البرلمان الجزائري غدًا خطابًا، وصفه المراقبون، بأنه سيكون تاريخيًّا وسط توقعات بأن يتضمن لأول مرة "اعترافًا" أو "اعتذارًا" عن الماضي الاستعماري الفرنسي في الجزائر.
وقالت الأحزاب ال 14 إنها ستنتظر فحوى خطاب هولاند لتعلن عن موقفها من الزيارة ككل، وقالت إنها "لن تقبل سوى بتقديم اعتذار من الرئيس الفرنسي خلال الخطاب" أو أنها سوف تدرس الخطوات المناسبة للرد على الزيارة.
وكان رؤساء الأحزاب ال 14 قد أعلنوا في وقت سابق رفضهم أن يكون ضمن الوفد المرافق للرئيس الفرنسي خلال زيارته المرتقبة للجزائر يومي 19 و20 ديسمبر أي "عملاء جزائريين استعملهم الجيش الفرنسي كمقاتلين وجواسيس خلال حرب الجزائر".
وتأتي زيارة هولاند للجزائر في محاولة لبعث العلاقات الثنائية بين البلدين التي عرفت توترًا في عهد الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي.