في تصريحات خاصة ل"محيط" قال الروائي عزت القمحاوي أنه سعيد بفوزه بجائزة نجيب محفوظ، لأن لجنة بمستوى راق من النقاد تحمست لروايتي. ولأن الجائزة تحمل اسم عميد الرواية العربية وتحافظ عليه من خلال جدية الأداء. يتابع: نشرت روايتي "بيت الديب" بينما كانت مصر في ثورة على نظام رعى التطرف بفساده، وها هي تفوز بجائزة نجيب محفوظ مع ثورة مصر على تطرف تبادل مع نظام مبارك الكرسي والزنزانة، مصر ستنتصر والتطرف سيفشل في النيل منها.
وتعليقاً على الأحداث السياسية الحالية قال القمحاوي: بخصوص ما يجري من أحداث سياسية، فقد كان رد فعلي هو الغضب منذ استيلاء المجلس العسكري على السلطة وتوجيه الأمور في اتجاه تمكين الإخوان، أما الآن فالشعور الأبرز هو الدهشة من السرعة التي تتحرك بها جماعة الإخوان للاستيلاء على السلطة، من خلال السيطرة على المؤسسات التي تستجيب وانتزاع الأخرى بالقوة من خلال قرارات رئاسية غير شرعية ومن خلال العنف الذي تمارسه الجماعة بعد أن أصبحت التكهنات حول ميلشياتها حقيقة واقعة.
والغريب أن هذه الجماعة لا تتعلم حتى من تجاربها هي، فقد حاولت ابتلاع ثورة 1952 وكانت النتيجة المواجهة الشهيرة مع عبدالناصر ومحاولة اغتياله التي انتهت باعتقالهم. وبين المحاولتين لابتلاع بلد بكامله لهم تاريخ طويل من ابتلاع نقابات وأحزاب كانت تنتهي دائما بطردهم أو إغلاق النقابة والحزب. ولكن الأمر مختلف هذه المرة فهم يحاولون الاستيلاء على ثورة شعبية وليس حركة جيش. وإذا كانوا قد فشلوا مع حركة الجيش ففشلهم مؤكد مع الثورة الشعبية. وما ارتكبته قيادات الجماعة باعترافاتها العلنية حتى الآن مثل التباهي بالتنصت على الاتصالات والتحريض على القتل يؤسس لسجنهم في إطار أية محاكمة عادلة.
يذكر أنه جاء في حيثيات اللجنة لفوز "بيت الديب" بالجائزة، أن رئيسة لجنة التحكيم الأستاذة بقسم الدراسات العربية في الجامعة الأمريكية تحية عبدالناصر، وهي حفيدة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، أشارت إلى أن أعضاء اللجنة المكونة من النقاد شيرين أبوالنجا واللبناني عبده وازن والمترجم همفري دايفيز ومنى طلبة، رأوا في الرواية "إبداعاً في تصوير حياة الريف المصري، ضمن حقبة زمنية طويلة تمتد من الحكم العثماني حتى الحرب على العراق".
وجاء في تقرير اللجنة عن رواية "بيت الديب" أن "القمحاوي عبّر عن التداخل والاندماج بين الشخصي والسياسي في لوحة سردية واحدة. وعلى الرغم من رؤية الرواية الشاسعة فإنها تنجح في موازنة وجهي المعادلة لتخلق ديناميكية محكمة تجسد الكثير من روح تجربة البلاد المعاصرة".
يُشار إلى أن الجامعة الأمريكية تمنح جائزة نجيب محفوظ في عيد ميلاد الأديب المصري الراحل الحاصل على جائزة نوبل للآداب عام 1988.
وللقمحاوي عدة كُتب وروايات، من بينها المجموعات القصصية: "حدث في بلاد التراب والطين" و"مواقيت البهجة"، ومن الروايات: "مدينة اللذة، "وغرفة ترى النيل" و"الحارس" و"الأيك في المباهج والأحزان" و"الغواية" و"العار من الضفتين عبيد الأزمنة الحديثة في مراكب الظلمات". مواد متعلقة: 1. عزت القمحاوي ل"محيط": فوز "شفيق" يعني القضاء على الاستقرار 2. الروائي عزت القمحاوي يزعم: نعيش انقلابا عسكريا كامل الأركان 3. صاحب "بيت الديب" يفوز بجائزة محفوظ للرواية