رحبت حركة "أنصار الدين " المتمردة فى شمال مالى بالإطاحة برئيس وزراء البلاد مودبيو ديارا من قبل الجيش ، مؤكدة أنه يعد انتصارا لخيار الحل السلمي لأنه كان إحدى العقبات أمام المسار التفاوضى. وكان رئيس الوزراء السابق الشيخ موديبو ديارا قدم استقالته أمس الثلاثاء بعد تعرضه للاعتقال ومنعه من السفر إلى فرنسا من قبل عناصر بالجيش المالى مقربة من زعيم الانقلابيين مامدو صانوغو.
وأكد بيان للحركة - نشرته وسائل الإعلام الجزائرية مساء الأربعاء - أن هذه الخطوة لها دلالات قوية توحي بأن حكام بماكو بدأوا يدركون أنهم كانوا يسيرون في الاتجاه الخطأ .
وأضاف البيان أن رئيس الوزراء المخلوع كان من أشد المتحمسين للحملة العدوانية على شعبنا الأزوادى ، حيث أعلن ذلك بشكل واضح مستخفا بكافة الخطوات الدالة على حسن النية، والتى أبداها المفاوضون عن الشعب الأزوادى، ومن ضمنهم جماعة أنصار الدين فى سبيل الوصول لحل سلمى ، يجنبنا ويلات الحرب.
وكانت حركتا الأزواد وأنصار الدين اللتان تمثلان متمردى الطوارق فى الشمال قد توصلتا منذ أيام إلى اتفاق مبدئى مع الحكومة المالية بوساطة مجموعة دول غرب أفريقيا (إيكواس) من أجل الدخول في مفاوضات لإيجاد مخرج سلمى للأزمة فى البلاد.
يشار إلى أن حركتى تحرير أزواد وأنصار الدين تتنازعان النفوذ فى شمال مالى مع تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى وحركة التوحيد والجهاد المنشقة عنه منذ أبريل الماضى غداة انقلاب عسكرى أطاح بالرئيس المالى توماني تورى وانسحاب الجيش النظامى من الشمال.
وتتخوف الجزائر التى تربطها حدود مشتركة مع مالى بطول 1400 كيلومتر من أن يخلف أى تدخل عسكرى واسع شمال مالى مشاكل أمنية معقدة لها، فضلا عن نزوح عشرات الآلاف من الطوارق الماليين ، كما أنها تتحفظ على التدخل، وتدعو لافساح المجال للتفاوض بين حكومة باماكو وحركات متمردة فى الشمال تتبنى مبدأ نبذ "التطرف والإرهاب".
تجدر الإشارة إلى أن قادة مجموعة دول غرب أفريقيا (إيكواس) كانوا قد وافقوا خلال اجتماعهم بأبوجا عاصمة نيجيريا مؤخرا على نشر قوة أفريقية قوامها 3300 جندى شمال مالى وسيتم إحالة المشروع لمجلس الأمن الذى منح المجموعة مهلة 45 يوما لتقديم مخططها حول التدخل فى شمال مالى انتهت يوم 26 نوفمبر الماضى .