تعزيز علاقة الموطن المصري بحضارة بلاده ووضع سياحة السفاري ضمن أولوياته التدفق السياحي لمصر يصل ل 12 مليون سائح بنهاية 2012 حوار: دعاء محمود قال مجدي سليم رئيس قطاع السياحة الداخلية بوزارة السياحة في حواره ل "محيط" أن السياحة الداخلية استطاعت أن تثبت دورها خلال الأزمة الاقتصادية التي أعقب ثورة 25يناير في ظل عزوف السياح الأجانب وتخوفهم من زيارة مصر أثناء الأحداث، مشيرا الى أن السياحة الداخلية كانت ولا زالت المعول الأساسي للقطاع.
أضاف سليم أن السياحة الداخلية حققت تقدما كبيرا علي السياحة الدولية بفضل السائح المصري الذي تربطه علاقة وثيقة مع تاريخ وحضارة بلده، ولطالما نعمل جاهدين على توطيد تلك العلاقة والتي تبعث بداخله الانتماء واعتزازه بتاريخ مصر الثقافي والحضاري.
وتوقع سليم أن يصل حجم السياحة الوافدة لمصر حوالي 12 مليون سائح بنهاية عام 2012، كاشفا عن خطة للقطاع خلال الفترة المقبلة تركز علي وضع سياحة السفاري من ضمن أولويات المواطن المصري.
بداية ما أهمية السياحة الداخلية لمصر؟ أري أنها قاعدة هامة من قواعد القطاع السياحي، وأن دول العالم أجمع تهتم بالسياحة الداخلية بالتوازي مع السياحة الدولية، وتشير الإحصائيات إلى أن 61% من سكان العالم يقومون بالسياحة داخليا، والكثير من الدول الكبرى علي رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية والصين تهتم في المقام الأول بهذه النوعية من السياحة.
هل يوجد تقسيم جغرافي لقطاع السياحة الداخلية ؟ لا يوجد تقسيم جغرافي للقطاع ولكن لدينا 36 مكتب سياحي داخلي يساهم بشكل كبير في الترويج للسياحة الداخلية.
هل لديك إحصائية بأعداد وإيرادات السياحة المحلية؟ أؤكد أن السياحة المحلية في مصر تتفوق علي السياحة الدولية في أعداد السائحين، لكن ذلك غير واضح لعدم وجود احصائيات متكاملة وشاملة عن السياحة المحلية، نظرا لصعوبة حصرها علي عكس السياحة الدولية التي يسهل حصرها من خلال تحديد أعداد وجنسيات السائحين الوافدين الي مصر والتي يمكن معرفتها منذ دخول السائح للمطار وحجوزات الفنادق أيضا، ومن ثم تقديم احصائية شهرية بهذه الأرقام والتي تمكن المسئولين من معرفة مستوي السياحة الدولية في مصر وهو ما لا يتوافر للسياحة المحلية.
أما بالنسبة للإيرادات لا يمكن تحديدها وحصرها هي الأخري وذلك لأنها تصل مباشرة الي الشخص الذي يقدم الخدمة، فهناك العديد من العائدات التي لا نستطيع حسابها ضمن إيرادات السياحة الداخلية.
وأيضا هذا النوع من السياحة لا يشترط التنقل من خلال مطارات بل إنه يتم عن طريق وسائل المواصلات الأخري، ولا يشترط وجود حجوزات فندقية، فالكثير من المصريين يلجأون لقضاء إجازاتهم في شقق مفروشة أو سكن خاص بهم أو بأقاربهم.
علي الرغم من ولع العالم الخارجي بزيارة مصر والتعرف علي أثارها الإ ان كثير من المواطنين المصريين لا يهتموا بالثقافة الأثرية وزيارة المقاصد السياحية ما تفسيرك؟ نعم هذا ما يحدث ولكن عدم ولع كثير من المواطنين لزيارة الأماكن السياحية بمصر يرجع لعدة عوامل منها الناحية الاقتصادية والعامل الثقافي والتعليمي وانعدام فكرة الأجازات والتكاسل في بعض الاحيان، وايضا الواقع الأليم من مؤسساتنا الإعلامية لعدم قيامها بدور إيجابي في تنمية الوعي، وتشويق وترغيب المواطن المصري للتعرف علي أثار وتاريخ بلده.
حقيقي هناك تقصير كبير من كافة الأجهزة التي أدت لعدم توطيد الصلة بين المواطن المصري وتفاعله والمقومات السياحية بصفة عامة، فالاهتمام من قبل المواطنين بالتعرف علي أثار وتاريخ بلدهم يقوي لديهم الانتماء ويغرس القيم الراقية ويشعرهم بقيمة الحفاظ علي ما حولهم من طبيعة ونهر النيل والأثار وكيفية التعامل بأسلوب حضاري مع السائح القادم إلينا.
هل توجد عروض أو امتيازات تقدم للمصريين كنوع من التشجيع للإقبال علي المقاصد السياحية؟ طالما هناك كساد فالعروض كثيرة وبأسعار منخفضة إلا في أوقات الذروة كالأعياد علي سبيل المثال ولا ننسي أننا في مصر مرتبطين بسياسة العرض والطلب والمطبقة من جانب دول العالم أجمع ففي حال زيادة الطلب علي السلعة المتميزة يزداد سعرها.
وأعتقد أن لدينا ثقافة سيئة وهي عدم اللجوء للجهة الشرعية التي من خلالها نحصل علي عروض جيدة وأيضا الإصرار علي التواجد في فنادق الخمس نجوم والتي لا تختلف عن فنادق 4 و3 نجوم .
ولكن.. ما تفسيرك لعدم الإقبال من قبل المصريين علي فنادق3و 4 نجوم؟ السبب هنا هو فكر ووعي المصريين الذين لا يفضلون إلا فنادق خمس نجوم وبذلك لا يوجد تشجيع للمستثمرين بإقامة مثل هذه الاستثمارات والسبيل الوحيد هنا لزيادتها هو توعية الشعب المصري بأهمية هذه الفنادق وما توفره من نفقات مالية مع توفير مستوي خدمة مقبول وفي هذه الحالة سيزيد إقبال السائحين عليها، وبالتالي هو ما يدفع المستثمرين لتوجيه رءوس أموالهم لمثل هذه الاستثمارات.
هل تأثر حجم الإشغالات السياحية بالفنادق خاصة في ظل الأحداث الجارية؟ نعم تأثرت فإن حجم الإشغالات السياحية بفنادق القاهرة قد تراجعت متأثرة بما يحدث ونسبة الإشغالات تراوحت ما بين 20 إلى 22%، كما تراجعت الحركة بمحافظتي الأقصر وأسوان ما بين 20 – 25 % أيضا.
وفيما يتعلق بالمناطق الساحلية فإن محافظتي جنوبسيناء، والبحر الأحمر شهدتا نسبة إشغالات جيدة بالفنادق تتراوح ما بين 70 الى 75% لابتعادهما عن العاصمة القاهرة مقر الأحداث .
عاني قطاع السياحة الداخلية الفترة الماضية من الإهمال هل سيشهد تحسن ويتم الاعتماد عليه الفترة المقبلة؟ حقيقة منذ الثورة أحيط القطاع بأهمية كبري من العاملين بالمجال السياحي ولا نستطيع أن ننكر اننا أغفلنا القطاع حقه الفترة الماضية، كان ولابد من الاهتمام بالسياحة الداخلية بالتوازي مع السياحة الخارجية ولكن مع ظهور الأزمة وانخفاض الأعداد السياحية الوافدة، أدركنا أهمية السياحة الداخلية ويجب ان نعترف فعلا بأخطائنا، واستطاعت بالفعل السياحة الداخلية أن تمثل بديلا تعويضيا عن السياحة الدولية.
ما الإستراتيجية التي تعتمد عليها هيئة تنشيط السياحة ؟ إن استراتيجية الهيئة تعتمد على محورين رئيسيين يمثل الأول منها استمرارية المشاركة فى الفاعليات الدولية كالمعارض والمهرجانات السياحية على المستويين المحلى والخارجي بصفة منتظمة، والثاني الاستمرار فى السياسات التى من شأنها زيادة الوفود السياحية مثل سياسة دعم الطيران العارض والحملات الترويجية المشتركة واستضافة الوفود الاعلامية وسياسة دعم المهرجانات الموجودة فى مصر بشكل كبير .
وماذا عن خطة قطاع السياحة الداخلية الفترة القادمة؟ خطة القطاع تدور حول عدة محاور، متمثلة في الأجندة السياحية فلدينا 35 حدث سياحي سنوي نحرص علي المشاركة به، فمثلا المهرجانات كتعامد الشمس علي وجه رمسيس، والأحداث الرياضية كرالي الفراعنة، والثقافية كمهرجان الأفلام الدولي، وتمثل مشاركتنا فرصة للترويج لمقاصد مصر السياحية.
والمحور الثاني يتمثل في التركيز علي سياحة السفاري وان ندخلها ضمن أولويات المواطن المصري، وهكذا سياحة الصحاري والتي ننظر لها بعين فاحصة الأيام القادمة، ولن نغفل عن السياحة العلاجية لدورها الفعال وبداية ظهورها في الواقع السياحي من خلال وجود فنادق تعتمد علي كل مكوناتها من البيئة وتوفير الطاقة واستخدام الطاقات البديلة.
أما المحور الثالث يرتكز علي زيادة الوعي السياحي من خلال الاتصال المباشر بالجماهير من خلال وسائل الإعلام والمكاتب السياحية لرفع مستوى الوعى لدى المواطنين بأهمية القطاع السياحى، و تم تشكيل لجنة «الوعى السياحى » التى تضم فى عضويتها بعض قيادات وزارة السياحة وهيئة التنشيط والهيئة العامة للاستعلامات المصرية بشأن وضع ملامح الحملة القومية لرفع الوعى السياحى لدى المواطنين وتشكيل مجموعات عمل بخطة زمنية محددة لتحقيق الحملة على أرض الواقع.
وتضمنت التوعية السياحية على المستوى الداخلى رؤية محلية لخدمة السياحة مع اختيار الوسيلة والرسالة الإعلامية المناسبتين لشرائح المجتمع المستهدفة .
وما مضمون الرسالة المراد توصيلها من خلال هذه اللجنة؟ الرسالة مفادها أن لسياحة نشاط إنساني يتم من أجل الترفيه واكتساب الخبرات وأن السفر فيه فوائد كثيرة وأننا كشعب مضياف لابد أن نحسن ضيافة زائرينا مع خلق وتعميق المواطنة وحب الآخرين وإدراك أهمية السياحة بالنسبة لنا .
هل تري أن قرارات وزير السياحة هشام زعزوع بإعادة هيكلة البيت السياحي وحركة التنقلات التي شهدتها الوزارة مؤخرا اكتملت أم قيد الاكتمال؟ في البداية هذه التنقلات هي رؤية خاصة للوزير في أن يتعاون مع مجموعة من العاملين بشكل أخر أو إعادة تنظيمهم بما يتناسب مع رؤيته ولا نستطيع الحكم علي هذه القرارات فورا لأنها لم تأخذ إلا وقت قصير فهذه التغيرات لم يمر عليها إلا 4 شهور.
لكن التغيرات مؤثرة وتأثيرها لم يتضح بشكل جلي هذه الأيام وإلي ان تمر فترة زمنية قد نستطيع ان نقيم هذه التغيرات سواء كانت ناجحة واكتملت أو أن هناك خطوات اخري تعقب هذه التغيرات لكي نصحح المسار.
حاليا ما يشغل الرأي العام وسبب اندلاع الأحداث الأخيرة هو القرار الصادر من الرئيس محمد مرسي بخصوص"الإعلان الدستوري" لحل هذه الأزمة هل من المفترض أن يتراجع الرئيس أم تتراجع المعارضة؟ الاستقرار هو نقطة البداية لعودة البلاد لطبيعتها ما يحدث حاليا يؤدي إلي تراكم المشاكل والعودة للخلف مرة أخري ويؤدى إلى تراجع أعداد السياح والإنتاج وعدم توافر فرص العمل، فوضعنا الحالي لا نحسد عليه.
وأنا في الواقع أؤيد ولا بد من الاتفاق بين الشعب المصري علي هذه الخطوة التي سوف تنتهي فورا مع الدستور سواء كان بالإيجاب أو الرفض ولكني أعتقد أن الإيجاب سيكون هو الغالبية العظمي.
والتوصل لاتفاق بين طوائف الشعب المختلفة سيؤدي للاستقرار وعودة السياحة وتشجيع الاستثمار.
وما تأثير هذه الأحداث الأخيرة علي قطاع السياحة بشكل عام؟ مما لا شك فيه أن السياحة صناعة رقيقة ترتبط ارتباطا وثيقا بالاستقرار والأمن ولذلك فالسياحة تأثرت بشكل بالغ نتيجة هذه الأحداث منذ قيام ثورة 25 يناير وما أعقبها من توترات ومناخ غير صالح للتدفقات السياحية بشكل أكبر.
بطبيعة الحال المؤثرات كثيرة جعلت جميع الدول المصدرة للسياحة ترسل تحذيرات لرعاياها من السفر لمصر، مما اثر بشكل كبير في تقلص أعداد السياح وظهر ذلك في إحصائيات عام 2011 والتي وصلت أعداد السياح فيها إلي 8 مليون سائح، بعد أن جاءت بنتائج محمودة وصلت إلي 14.7 مليون سائح عام 2010، لكن هذا العام منذ بدايته هناك مؤشرات للتحسن التدريجي إلا إن تتابع الأحداث لم تتوقف وجاءت أيضا بأحداث أكثر ذعرا للأجانب من ضمنها أزمة الوقود، أزمات خاصة بقطع الطرق، مما أثر بشكل كبير علي مناطق الجذب السياحي .
ولكن عام 2012 شهد تحسنا تدريجيا ومع شهر سبتمبر الماضي بلغت الأعداد الوافدة 8.5 مليون سائح ومتوقع مع نهاية هذا العام ان يصل لحوالي 11.5 إلي 12 مليون سائح واعتقد أنها نسبة مرضية للدخل السياحي في ظل ما تشهده البلد من أحداث. مواد متعلقة: 1. محافظ البحر الأحمر يبحث مع قنصل بريطانيا سبل تنشيط السياحة 2. العاملون ب «السياحة» يشتكون من تجاهلهم في الدستور الجديد 3. وزير الآثار: مصر تشهد انخفاض حاد بالسياحة الدولية للمتاحف