استيقظ سكان العاصمة السورية دمشق فجر اليوم الأحد على دوي انفجارات عنيفة سمعها بوضوح سكان وسط العاصمة السورية، فيما أفادت لجان التنسيق المحلية عن مقتل 129 شخصا في مدن سورية عدة مع انتهاء يوم السبت. ويقول مراسل وكالة أنباء الشرق الاوسط فى دمشق إنه من المرجح أن تكون التفجيرات ناجمة عن قصف عنيف لعدد من مدن وبلدات ريف دمشق والتى تشهد اشتباكات عنيفة منذ أكثر من أسبوعين.
وقال شهود عيان للمراسل إن بلدة النشابية بريف العاصمة شهدت أمس قصفا عنيفا بالطائرات الحربية مما دفع السكان المتبقين فى البلدة الى مغادراتها واغلاق جميع المحال التجارية، فيما شهدت بلدات الحسينية وحجيرة ومزارع عقربا إشتباكات عنيفة.
وعلى الصعيد ذاته، شهدت البساتين الواقعة بين حيي القابون وبرزة بدمشق أمس اشتباكات عنيفة بين وحدات من الجيش ومسلحين وتمت مشاهدة أعمدة دخان كثيفة تتصاعد من المنطقة، كما دارت اشتباكات في المنطقة الممتدة من السيدة زينب حتى سوق الخضار في بلدة حجيرة فيما سقط العشرات من القتلى والمسلحين فى اشتباكات دارت بين بلدتي جوبر وزملكا.
وغداة إعلان المجلس العسكري المعارض مطار دمشق "منطقة عسكرية"، كثف مقاتلو الجيش الحر عملياتهم للسيطرة على المطار، حسب ما قال المركز الإعلامي السوري.
وفي الأثناء، أغلقت القوات الحكومية جميع مداخل العاصمة مع اندلاع اشتباكات بين الجيشين الحر والحكومي في القدم والمتحلق الجنوبي، وأعلن ناشطون انقطاع التيار الكهربائي عن معظم أحياء العاصمة دمشق.
استخدام الكيماوي
ووسط المخاوف من استخدام النظام في سوريا الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين ، أكدت وزارة الخارجية السورية في رسالتين بعثت بهما إلى رئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة، أن سوريا "لن تستخدم السلاح الكيماوي إن وجد لديها"، بحسب ما جاء في بيان صادر عن الوزارة السبت.
في المقابل بث ناشطون سوريون صوراً لأطفال ونساء قالوا إن وجوههم أحرقت بقصف قوات النظام لبلدة السفيرة بحلب بالأسلحة الكيميائية. كما أعلن الجيش الحر عن إستيلائه على معدّات واقية من الأسلحة الكيميائية كانت بحوزة مجموعة من قوات الأسد في طريقها لتنفيذ مهام خاصة في المدن السورية .
في غضون ذلك، حضت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية الحكومة السورية على توقيع اتفاقية حظر هذه الأسلحة، بعيد تحذير الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، من "جريمة شنيعة" في حال لجوء دمشق لمثل هذا النوع من الأسلحة.
وفي حين نفت موسكو وجود نية سورية لاستخدام قوات الجيش السوري أسلحة كيماوية، دعا المجلس الوطني السوري المعارض دول العالم إلى التحرك قبل "كارثة" لجوء الجيش إلى هذه الأسلحة.
مجلس عسكري
وسياسيا ، أعلنت جماعات المعارضة السورية المسلحة عن اختيار ضابط سابق ليرأس مجلسا عسكريا أعلى تم اختيار اعضائه من الجماعات المسلحة المقاتلة وحظي بدعم من الدول الغربية.
وذكرت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" أن تشكيل هذه القيادة العسكرية يستبق موعد مؤتمر "مجموعة أصدقاء سوريا" الذي سيعقد في المغرب الشهر الجاري.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر في المعارضة السورية قولها إن 30 عضوا عسكريا ومدنيا في القيادة المشتركة انتخبوا العميد سليم ادريس الضابط السابق والذي ترجع اصوله الى بلدة وسط محافظة حمص التي شهدت بدايات الانتفاضة ضد نظام الاسد، في اجتماعات حضرها ممثلون لدول غربية وعربية.
واضافت الوكالة ان القيادة الموحدة الجديدة ضمت الكثير من العناصر المقربة من الاخوان المسلمين والسلفيين واستبعدت الضباط الكبار ذوي الرتب العالية المنشقين عن نظام الاسد.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن الامين العام للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية مصطفى الصباغ تأكيده أن الائتلاف سيعلن قبل مؤتمر "مجموعة اصدقاء سوريا" المقرر في مراكش في 12 من الشهر الحالي، ولادة "مجلس عسكري اعلى" تم تشكيله من غالبية المجموعات الميدانية المقاتلة ضد النظام.
ونقلت الوكالة عن مسؤولين عسكريين، تقول إنهم شاركوا في اجتماعات مطولة في انطاليا في تركيا في بحضور ممثلين عن 12 دولة بينها الولاياتالمتحدة وفرنسا وقطر وتركيا وانتهت بانشاء القيادة العسكرية الجديدة، قولهم إن جميع التشكيلات العسكرية المقاتلة ممثلة في هذا المجلس، باستثناء جبهة النصرة الاسلامية المتطرفة.
كما نقلت عن مسؤول في القيادة الجديدة قوله إن هذه التشكيلة هي بمثابة "قيادة اركان عامة تضم قادة الثوار من عسكريين ومدنيين، وهي ستتولى قيادة هذه القوى بقرار مركزي موحد"، مضيفا ان العميد سليم ادريس سيكون "رئيسا لهذه القيادة الجديدة".
وكانت المعارضة السورية توصلت الى تشكيل "الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية" من غالبية اطياف المعارضة وبرئاسة الشيخ احمد معاذ الخطيب في 12 تشرين الثاني/نوفمبر اثر ضغط عربي ودولي كثيف.
مواد متعلقة: 1. كلينتون قد تعترف بالمعارضة السورية خلال مؤتمر مراكش 2. المعارضة السورية تختار الأحد رئيس الحكومة المؤقتة 3. ائتلاف المعارضة السورية يحذر من محاولات تقسيم سوريا