كتب الروائي الدكتور يوسف زيدان تعليقاً على الجدل الدائر حول الدستور أن الوقوع فى فخ "التصويت على الدستور" بالموافقة أو بالرفض، هو استسلامٌ لحلقة أخرى من حلقات الإلهاء العام . . الإلهاءُ بمُسَوَّدة "المسلوق" عن الإعلان الرئاسى المسمى "الدستورى"، الذى هو بدوره إلهاءٌ عن فشل الديقراطية فى بلد أغلبه جُهال، وهو إلهاءٌ عما فعله العسكر بمصر ، لإلهاء البلاد عن الثورة بتحويلها إلى فورة، لإلهاء الناس عن الأهم بغير المهم، هذا بلاغٌ للناس التى احتارت عقولها من كثرة هبوب الأعاصير المُفتعلة ، الكاسحة للعقول و الأفهام. وفي تعليق آخر على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" قال زيدان فى علم "المنطق" هناك ما يسمى "قياس الإحراج" وهو طرحُ قضيةٍ تقود إلى نتيجتين أحلاهما مُرٌّ . و تطبيق ذلك على الحالة المصرية الراهنة: إذا وافق على الدستور المقترح أغلبُ المصريين فى الخارج و الداخل وداخل العشوائيات المعدمة المزدحمة، صار القياد التشريعى لمجلس الشورى ذى الأغلبية الإخوانية السلفية. و إذا رفضه عموم المصريين، عادوا إلى الإعلان الدستورى الذى فاجأ به الرئيسُ الجميع. . و أما إذا رفض المصريون الأمر كله، جملةً و تفصيلاً، فقد صاروا مهدّدين بانفجار العنف الدينى الذى تم التلويح به قبل إعلان نتيجة الإعادة فى انتخابات الرئاسة. و الله يعلمُ أن هذا كله باطلٌ ، فى قلبه باطلٌ !.
وفي سياق متصل، قال صاحب "البوكر" أن مؤيدي الإخوان والسلفيين فى مصر عددهم قرابة أربعة ملايين "وهم الذين أعطوا صوتهم لمحمد مرسى فى أول دورة انتخابية"، وهم يمثّلون مع أطفالهم نسبة عشرة بالمائة من مجموع المصريين. ولن يستقيم حالُ مصر، إلا إذا اقتصرت "السلطة" التى بيد الإخوان و السلفيين، على مقدار هذه النسبة فقط.
يذكر أن زيدان بسبب اضطراب القاهرة أجّل محاضراته اليوم وغداً إلى موعد لاحق، فقد كان مقرراً أن يلقي محاضرة اليوم الثلاثاء في كلية الهندسة بجامعة القاهرة والتي كان عنوانها عن "إعادة قراءة للمرحلة الأندلسية"، وكذلك ندوة طب عين شمس "جماليات اللغة العربية"، بالإضافة إلى ندوة الصالون الشهرى بساقية الصاوى المقرر عقدها الأربعاء الأول من كل شهر وكان عنوانها: "التساندية، و تفسير ما يجرى فى مصر". مواد متعلقة: 1. يوسف زيدان: دمج السياسة بالدين صناعة أمريكية تهدف للعب بالعقول 2. يوسف زيدان: مصر تعاني "غباء إداري" .. وبن لادن ليس منفذ هجمات سبتمبر 3. يوسف زيدان يكتب خمس رسائل للرئيس