عرضت جريدة الواشنطن بوست مقالا لكتاب بعنوان " ونستون سبنسر تشرشل أخر الأسود : الفترة من 1940 إلى 1965 " لكل من الكاتبين لباول ريد ووليام مانشيستر . ومن الجدير بالذكر أن ذكرى ميلاده كانت يوم 30 نوفمبر ، ولذا نجد الجريدة تبدأ بأنه كان بطل من الطراز القديم البليغ والمهيب بشكل مفرط فيه .
يبدأ بسرد حياة تشرشل منذ عام 1940 عندما أًصبح رئيسا لوزراء بريطانيا وينتهي بوفاته عام 1965 .
كان الكاتب قد انشغل بالكتاب حتى عن ما أصابه من اعتلال لصحته عام 1998 حتى توفي عام 2004 تاركا الكتاب لصديقه الصحفي باول ريد ليكمل البحث والكتابة .
والكتاب كما يصفه محرر المقال لا يبدو تكرارا لما كتب قبله عن تشرشل ونستون تلك الشخصية السياسية المخضرمة والتي كانت لها حظ أيضا في العلوم الأخرى مثل الأدب الذي حصل في مجاله على جائزة نوبل ، بل هو إضافة جديدة وبه اكتشافات جديدة عن تشرشل خاصة وأنه كتب في وقت متأخر عن زمنه .
وقد وصف المؤلفين تشرشل بالأسد البطل لأنه وقف على رأس انجلترا في حربها ضد هتلر في الفترة التي بدأت في منتصف يونيو 1941 ليجعل من هذه الفترة التي بلغت 400 يوما " أفضل فصل في حياته بل في قصة الشعب الإنجليزي " .
وقد حلل شخصية تشرشل في هذه الفترة الطبيب النفسي أنطوني ستور في مقال له عام 1973 موضحا أنه كان يحلم بدور البطل القادر على توجيه بلاده في احلك الظروف وقد جاءته الفرصة ففعلها بشكل غاية في العقلانية .
وبعد دخول الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الحرب ساءت وتضاءلت بسالة الأفراد وأصبح النصر لقوات الحلفاء أمر لا مفر منه ، ولكن القضية كانت قضية وقت ليس أكثر .
كان على تشرشل وقتها أن يفهم كيف غيرت اختراع القنبلة الذرية مجرى وطرق الحرب وبالتالي العلاقات الدولية في العالم أجمع .
قاد نضال الشعب البريطاني مطورا الصناعة ومحافظا على الأمن الغذائي ، مقسما الأعباء والمنافع تقسيما عادلا ، عاملا على تحسين الصحة ، وهو ما جعل الشعب البريطاني يأمل في نهضة بناء بعد النصر على أعدائه .
خسر تشرشل وحزب المحافظين انتخابات ما بعد الحرب عام 1945 ، الأمر الذي اثار استغراب الكثير شاعرين بأن الشعب البريطاني أما أن يكون غير ممتنا لما فعله هذا الرجل من أجله أثناء الحرب وأما أن يكون بالانتخابات خيانة لتسقطه بعيدا عن كرسي رئاسة الوزراء مرة ثانية .
ويضاف إلى عقليته الهائلة في إدارة شعبه وقت الأزمة ، موقفه الأخلاقي عند انسحاب الالمان عندما وبخ وزيره لقيامه بحرق المدن الألمانية الأمر الذي قد يؤدي إلى انتشار مزيد من أعمال الارهاب .
وختاما فتشرشل هو قصة مغامرة رائعة وجد فيها المؤلفين أسد مغوارا يستحق الكتابة باعتباره حلقة فريدة في التاريخ غنية بالتفاصيل التي تستحق إلقاء الضوء عليها .
حرر هذا المقال بجريدة الواشنطن بوست جيرارد ديجروت أستاذ التاريخ بجامعة ساند اندروز باستكلندا ، ومؤلف كتاب " القنبلة : الحياة " .