غزة : حمل عضو المكتب السياسي لحركة حماس محمود الزهار الاحتلال الإسرائيلي اليوم السبت مسئولية نقل ساحة المواجهة إلى الخارج عبر اغتيال القيادي في الحركة محمود المبحوح في إمارة دبي الإماراتية قبل 10 أيام. ونقلت صحيفة " القدس" الفلسطينية عن الزهار قوله في تصريحات للصحافيين عقب زيارته مقر المستشفي الميداني الأردني في غزة: "إن إسرائيل أرادت عبر عملية الاغتيال جعل الساحة الدولية ساحة للصراعات، وهي بالتالي تصبح المسئولة وحدها عن ذلك". وأضاف الزهار: "جربت إسرائيل، واكتوت بنار المواجهة الخارجية في صراعها مع منظمة التحرير وهي تعرف أن حماس لا تقل قدرة عن الوصول لأهدافها في أي مكان وأي وقت". وتابع: "لكننا حتى هذه اللحظة نحافظ على أن ساحة المعركة وقواعد اللعبة تنحصر فقط داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة"، مؤكدا أن الحركة تترك الرد على عملية الاغتيال لقادم الأيام "ليكون بشكل إيجابي". واعتبر الزهار أن اغتيال المبحوح وغيره من القيادات الفلسطينية داخل الدول العربية "تقدم رسالة بأن إسرائيل لا تحترم سيادة أي دولة عربية، ومصالحها مقدمة على مصالح كل الشعوب ولذلك يجب إعادة تقييم العلاقات معها". كانت حماس اتهمت الجمعة بشكل رسمي جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" بالوقوف وراء اغتيال المبحوح ،فيما أعلنت شرطة دبي "أنها تمكنت من التعرف على المشتبه بتورطهم في ارتكاب الجريمة ". يذكر أن المبحوح من مؤسسي الجناح العسكري للحركة "كتائب القسام" أثناء الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وكان يبلغ من العمر 50 عاما، وكان يعيش في العاصمة السورية دمشق وكان يحمل وفق ما يتردد جواز سفر باسم شخص سوري قديم. ولم تعلق إسرائيل حتى الآن على هذه الاتهامات. وفي سياق منفصل ، اكد الزهار على ان توجه حماس تجاه المصالحة الوطنية الفلسطينية أمر لا مفر منه. ونقلت قناة "الجزيرة" الإخبارية عن الزهار قوله: "ان حماس ستوقع على وثيقة المصالحة على الفور إذ ما ضمنت لها كلا من مصر والجامعة العربية بصفاتهم الراعي والمشرف على تطبيق المصالحة أخذ ملاحظات الحركة في الاعتبار". وأوضح الزهار في مؤتمر صحفي أن حماس ذهبت إلى المصالحة بهدف القضاء على حالة الانقسام التي تسود الشارع الفلسطيني بين الضفة الغربية وقطاع غزة ولكن بعقلا مستنير ورؤية واضحة. وأضاف أن عملية بحث ملاحظات حماس مع القاهرة مستمرة وأن الحركة تبذل كل ما في وسعها لإنجاح جهود مصر بشأن المصالحة لأن ذلك يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني. ودعا الزهار القاهرة إلى عدم التشدد وتطبيق ما تم الاتفاق عليه وعدم نُصرة طرف على حساب طرف لأن مصر يجب أن تكون وسيطً نزيه وليس طرف في الخلاف. وطالب حركة فتح السعي تجاه المصالحة وإعلاء مصلحة الشعب الفلسطيني على حساب المصالح الشخصية والفئوية. وكانت حماس قد رفضت التوقيع على الورقة المصرية النهائية للمصالحة وقالات إن لها بينما وقعت حركة فتح عليها.