قال مثقفون عرب وفنانون ، أن زيارة المصريين لمخيمات اللاجئين السوريين أثبتت لهم وحشية نظام بشار، وتقصير الدول العربية مع هؤلاء الأشقاء، ومن الروايات المفجعة التي نقلوها أن أم شاهدت قتل أبنائها الستة أمام عينها على يد الجيش النظامي التابع لبشار. وأكدوا أن النظام السوري يقصف مواطنيه بالطائرات الحربية والقنابل العنقودية. وقد نظمت مؤسسة المورد الثقافى مؤتمراً صحفياً مساء أمس الأربعاء، للإعلان عن نتائج زيارة وفد المثقفين والفنانين العرب لمخيمات اللاجئين السوريين فى تركيا. وهي الزيارة التي نظمتها مؤسسة المورد الثقافي، وكان عدد الوفد 17 أحدهم فلسطيني والآخر لبناني، وباقي أعضاء الوفد من المصريين.
وأكدت "مشيرة صالح" الناشطة السياسية والاجتماعية ل"محيط" أن امرأة سورية تدعى "أم مرعي" تعيش في مخيم "كلس" التركي، طلبت من الناشطة المصرية أن توصي الصحفيين بان يكتبوا في جرائد مصر على لسان أم مرعي أنها تقول للرئيس محمد مرسي "اخص عليك"، كيف سولت لك نفسك ان تعانق أحمدي نجاد ويده ملطخة بدم الشعب السوري، قائلة أننا لسنا أرقام، فحين تقرأون في شريط الأخبار أن مئة سوري قتل، هذا يعني أن هناك 100 بيت "انقهر"، و100 أسرة تشردت و100 أرملة، و100 امراة ثكلى.
كذلك روت لنا الناشطة وهي تبكي عن الطفل السوري الصغير الذي اشترك في ورشة الرسم، وكنا نطلب من كل طفل أن يكتب اسمه على اللوحة لتشترك في المعرض فإذا بطفل يكتب اسمه بخط غير واضح، وحين حاولت أن استوضح منه اسمه، صمت طويلاً ثم قال بخجل "بشار"، حتى أن الإعلامية ريم ماجد حاولت التخفيف عنه وأخبرته أنه اسمه لا يتحمل وزر أفعال بشار. وأكدت أن الأطفال السوريين لم يعودوا يفكرون سوى في الحرب والقصف فقط.
من جانبها قالت سوسن شبايك مخرجة مسرحية أنها كانت في عزاز داخل سوريا، وهناك تحدثت مع بنات اعمارهن 17 و 18 عام وروين لها أنهن يحلمن بدخول كليات الطب والإعلام، رغم أن جامعة حلب ليس بها طب، ويتحدثن عن أحلامهن باعتبارها واقع، رغم أن الجامعة متوقفة، وحلب تقصف، وتعلق قائلة: لم أعرف هل أشفق عليهن أن استمد منهن القوة.
قال تامر السعيد المخرج السينمائي أن أكثر ما أثّر به هو أن الأطفال هناك ليس لديهم رفاهية الحلم والتخيل، فهم يعيشون بؤس الواقع فقط، ويعانون من القمع والتطرف، فقد استطلع النظام أن يقتل حق الطفل البسيط في أن يحلم ويلعب ويتخيل.
وفي المؤتمر الصحفي قال تامر السعيد أن الزيارة كانت مليئة بالمفاجآت أولاها أن السوريين هم الذين أمدونا بالقوة، وبعد الزيارة أدركت أننا كعرب مقصرين في حقهم، فنحن أول وفد عربي نزور اللجئين منذ سنة ونصف.
وتحدثت بسمة الحسيني مدير مؤسسة المورد الثقافي عن احتياجات السوريين، فهم يحتاجون إلى الخدمات الطبية، وجراحين وأدوية، وألبان أطفال كذلك لديهم نقص في الخدمات التعليمية، فالمدارس متوقفة، وأهابت الحسيني بكل المنظمات غير الحكومية والناشطين المهتمين بالتعليم أن يخلقوا أفكاراً جديدة من أجل التغلب على نقص الخدمات التعليمية بسوريا.
كذلك تعاني سوريا من غياب الثقافة والفن هو غياب للوعي والأمل والحياة، فغياب تلك المور يخلق فراغاً لا يملأه سوى الأفكار المنعزلة والمتشددة.
الناشط والشاعر حمدي زيدان قال أن ما رأيناه في امخيمات هو دليل على المجازر التي ارتكبت بحق هذا الشعب، ودليل على الطائفية الشعب السوري هو الضحية، والنظام زكى الطائفية وأدخل التيارات الجهادية لسوريا.
وروى أعضاء الوفد أن الحياة في مخيم " كلس" التركي أحسن حالاً من باقي المخيمات فقد صرفت عليه الحكومة التركية حوالي 4 مليون، فالمخيم به مياه وتدفئة وكهرباء متواصلة، و3 مراكز تجارية. اما على الحدود فهم يعيشون في العراء أو خيام صغيرة من قاش، تغرق في مياه الأمطار، الإمدادات غير كافية.
من جانبه ، قال د.ياسر علام الناقد الأدبي أن الفنانين والرموز الثقافية في مصر لم تقدم شئ للسوريين، رغم ا ميادين الشرف مفتوحة للجميع وقد سأل السوريون عنهم حين زرناهم.
الصحفية علا الساكت قالت أن الجميع في سوريا يسألون عن الموقف الرسمي المصري، هم لا يرغبون علاج او ملابس بل يرغبون في مساندة مصر لهم، علينا أن نستضيف أطفال للدراسة، وأن ننظم وفود باستمرار لزيارتهم بدعم الحكومة المصرية.
وأهابت الساكت بزيارة الأطباء النفسيين إلى سورييا لعلاج الأطفال، فحجم العنف الذي تعرضوا له كبير، وروت حكاية سمعتها من طفلتين سوريتين أنهم قصفوا وهم في بيتهم وكان أقصى ما يتمنوه هو أن يموتوا في حضن والديهم.
المخرجة المسرحية سندس شبايك قالت أن حالة الأطفال النفسية سيئة فحين طلبنا منهم الرسم، كانت مشاهد الحرب هي المسيطرة عليهم، فحالتهم النفسية أسوأ بكثير من حالتهم المعيشية.
وفي النهاية دعا أعضاء الوفد إلى ان تتسع المبادرة وأن يحدث نوع من التنسيق بين الفنانين العرب والفنانين السوريين اخل وخارج سوريا لدعم الشعب السوري.
يذكر أن أعضاء الوفد هم: خالد حوراني فنان تشكيلي من فلسطين، حنان الحاج علي ممثلة مسرحية، بسمة الحسيني مديرة مؤسسة المورد الثقافي، عبدالرحمن محمود علي ناشط سياسي ومدون، حمدي رضا فنان تشكيلي، ياسر علام ناقد مسرحي وكاتب، محمد عبدالعال "مادو" موسيقي، حمدي زيدان شاعر وناشط ثقافي.
تامر السعيد مخرج سينمائي، مصطفى يوسف مخرج سينمائي، سندس شبايك مخرجة مسرحية، ريم ماجد إعلامية، علا الساكت صحفية، داليا شمس صحفية، شهاب الدين شعبانت إعلامي، ومشيرة صالح ناشطة سياسية.