بروكسل: أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، أندرس فوغ راسموسن، أن عملية الحلف في ليبيا لم تنته بعد ولكنها اقتربت من النهاية. وكان راسموسن قد تحدث "الاثنين" في مؤتمر صحفي عقده في بروكسل، حيث أكد أن الشعب الليبي تولي الآن مسئوليته بنفسه، "لقد صنع الشعب الليبي التاريخ".
ووصف راسموسن ب"الدقيق" عمل الناتو في ليبيا، حيث "قام المجتمع الدولي في ليبيا بعملية تاريخية بالغة الدقة، فنجحنا في تقويض الآلة العسكرية للعقيد الليبي معمر القذافي"، على حد تعبيره.
مشيراً إلى أن الناتو سيواصل عملياته، بموجب تفويض الأممالمتحدة، ما دامت الحاجة إلى ذلك قائمة.
وشدد على أن الناتو لن يمدد عمليته لفترة إضافية، "نحن نبقى على أهبة الاستعداد لتقديم المساعدة، إذا طلب منا ذلك في المستقبل وفقاً لقرارات مستقبلية من الأممالمتحدة".
وأثنى راسموسن وفق ما نشرته وكالة الأنباء الإيطالية على دور المجلس الانتقالي الليبي، مرحباً بجهوده في مجال إيجاد حل سلمي "لما تبقى من الأزمة الليبية"، وقال "لا أرى تناقضاً بين جهود المجلس الانتقالي السلمية واستمرارنا في عملياتنا في حماية المدنيين".
وعبر الأمين العام للناتو عن قناعته بأن كتائب القذافي "لازالت تشكل تهديداً للمدنيين الليبيين"، موضحاً أن هذا الأمر يدفعهم إلى الاستمرار في عمليتهم.
ورداً على سؤال حول ما إذا كان القبض على القذافي كفيل بإنهاء العملية، التي أطلق عليها عملية "الحامي الموحد"، شدد راسموسن على أن الأفراد، بما في ذلك العقيد الليبي معمر القذافي، ليسوا أهدافاً للناتو، موضحاً أن هذا الأمر ليس حاسماً في تحديد نهاية العملية.
موضحا أن الأمر الحاسم فعلاً هو مقدرة المجلس الانتقالي الليبي وقرارات قادمة للأمم المتحدة.
ونفى راسموسن أن يكون الناتو قد همش أو أهمل دور الجامعة العربية أو الإتحاد الأفريقي في الأزمة الليبية، مرحباً بما يحظى به المجلس الانتقالي الليبي من دعم متزايد من قبل دول منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
وحول مستقبل العملية السياسية في ليبيا، وإمكانية إقامة ديمقراطية في هذا البلد بدون تدخل دولي، أكد راسموسن أن "المجتمع الدولي يثق بقدرات المجلس الانتقالي الليبي، الذي تعهد بإدارة المرحلة الانتقالية بروح من المصالحة واحترام القانون وحقوق الإنسان" في ليبيا.
وأشار الأمين العام للحلف إلى أن أعمال المجلس الانتقالي تبعث على الثقة، خاصة لجهة مبادراته السلمية تجاه فلول القذافي، "ومن هنا لا نعتقد أن قوات المعارضة الليبية تشكل خطراً على المدنيين بعكس قوات القذافي".
وثمن راسموسن تعهدات المجلس الانتقالي الليبي بتحمل مسؤوليات مستقبل البلاد وتوفير الأمن للشعب الليبي، ورأى "إن أي تواجد دولي في ليبيا لا يمكن أن يتم إلا بموجب تفويض دولي واضح من الأممالمتحدة وبناء على طلب صريح من السلطات الليبية الجديدة".
كما رحب بتصميم الإتحاد الأوروبي على لعب دور أساسي في مساعدة السلطات الجديدة في عملية إعادة إعمار ليبيا وبناء مؤسسات الدولة فيها.