نيويورك: أفادت تسريبات من تقرير لجنة التحقيق التي شكلتها "الأممالمتحدة" لمعرفة ملابسات الهجوم الإسرائيلي على سفن أسطول الحرية التركي المتجه إلى غزة في العام الماضي. كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم "الخميس" النقاب عن أن تقرير لجنة التحقيق التي شكلتها الأممالمتحدة .
وذلك لمعرفة ملابسات الهجوم الأسرائيلي على سفن أسطول الحرية التركي المتجه إلى غزة العام الماضي ، أنتهي إلى أن اسرائيل اتسمت افعالها تجاه الأسطول بالعنف والإفراط.
وأشارت الصحيفة - في تقرير بثته على موقعها الأليكتروني بشبكة الإنترنت - إلى أن التقرير أكد شرعية الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة.
وأوضحت الصحيفة أنها حصلت على التقرير الأممي منذ فترة ، ولكنها قررت تأجيل نشره عدة مرات ، نظرا لإعتقادها بإتمام المصالحة بين اسرائيل وتركيا .
وإعادة توطيد العلاقات بين البلدين بعد أن تسبب الهجوم الإسرائيلي الدامي في مقتل تسعة أتراك ، وأدى إلي توتر عميق في العلاقات الاسرائيلية التركية ، مازال قائما حتى اليوم حيث تطالب تركيا اسرائيل بتقديم اعتذار عن الحادث وتعويض أسر الضحايا بينما تقول اسرائيل انها كانت في حالة دفاع عن النفس.
وقالت الصحيفة " إن وزارة الخارجية الاسرائيلية ونظيرتها التركية كانتا على علم بما في التقرير منذ فترة ولكنهما فضلا عدم التعليق عليه حتى يتم نشره رسميا" .
ولفتت الصحيفة إلى أن المفاوضات بين البلدين تركزت على نوعا ما من الاعتذار وليس الاعتذار الصريح الرسمي ، ودفع تعويضات للضحايا، غير ان جميع المحاولات باءت بالفشل، فيما اشارت اسرائيل إلى أنها مستعدة للتعبير عن أسفها ودفع تعويضات، ولكن الاتراك مصممون على الاعتذار الكامل.
وكان بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي قد صرح بأن الاعتذار سيكون من شأنه اضعاف للمواطنين الاسرائيليين وبث رسالة ضعف في نفوسهم.
ومن جانبه، صرح رجب طيب ارودغان رئيس الوزراء التركي بأن تركيا لن تكتفي بالاعتذار ودفع التعويضات ، ولن يكون ذلك كافيا لعودة السفير التركي مرة أخرى إلى اسرائيل مشددا على أن من شروط المصالحة ان تنهي اسرائيل حصارها البحري على قطاع غزة.
وتسبب الحادث في توتر عميق في العلاقات الإسرائيلية التركية مازال قائما حتى اليوم حيث تطالب تركيا إسرائيل بتقديم اعتذار عن الحادث وتعويض أسر الضحايا، بينما تقول إسرائيل إنها كانت في حالة دفاع عن النفس.
واعتبرت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» أن تقرير الأممالمتحدة حول الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية إلى غزة في 2010 هو تقرير غير منصف وغير متوازن.
وقال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري في تصريح لوكالة «فرانس برس» ان هجوم البحرية الإسرائيلية على اسطول المساعدات الانسانية الى قطاع غزة هو تقرير غير منصف.
كما انه غير متوازن ويساهم في منح الاحتلال الاسرائيلي الفرصة للافلات من المسؤولية.
والتقرير الذي لم ينشر رسميا بعد والذي اثار ازمة مفتوحة بين اسرائيل وتركيا، يشير مع ذلك الى ان الحصار الاسرائيلي على غزة قانوني في نظر «القانون الدولي».
وخلص التحقيق الذي تولاه رئيس وزراء نيوزيلندا السابق جيفري بالمر الى ان قرار اسرائيل بالسيطرة على السفن بمثل هذه القوة بعيدا عن منطقة الحصار ومن دون تحذير مسبق مباشرة قبل الإنزال كان مفرطا ومبالغا به.