قال المفكر العالمي الأمريكي نعوم تشومسكي اليوم السبت إن الثورات العربية جاءت صدمة للقوى الغربية وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية، التي رأت فيها تهديدا لسيطرتها وهيمنتها في ظل أنظمة ديكتاتورية تدعمها تلك القوى بكل السبل لضمان استمراريتها واستغلال مواردها. وأضاف تشومسكي - في كلمته خلال افتتاح المؤتمر الدولي للغويات والأدب في الجامعة الإسلامية بمدينة غزة - أنه في ظل الأبحاث والاستطلاعات التي تظهر رفضا للسياسات الغربيةوالأمريكية في المنطقة العربية، فإن نهوض هذه الثورات يشكل ضغطا على الأنظمة الموالية للغرب وعلى الغرب نفسه، للحصول على الديمقراطية والحريات العامة.. بحسب ما ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن هناك قوى غربية تسعى بكل قوة لإفشال هذه الثورات، لكن بعد الضغط الذي دفع الطغاة إلى التنحي، موضحا أن المنهج الجديد الذي اتبعه الغرب هو ضمان مكان آمن للبقاء فيه والعمل على دعم محاولات استرداد النظام الديكتاتوري القديم للسلطة بكل الوسائل الممكنة.
وحول ما يجري في الخليج العربي، قال إن دوله تتمتع بقيمة كبيرة للغرب وأمريكا على وجه الخصوص، حيث ينظر إليها كمصلحة إستراتيجية لذلك فإن أية محاولات للنهوض والمطالبة بالحقوق والحريات والديمقراطية فى بعض هذه الدول أجهضت بدعم أمريكي وغربي قوي.
وبالنسبة للقضية الفلسطينية ، قال إن التضامن الدولي مع القضية الفلسطينية وصل إلى مستوى كبير مقارنة فيما سبق، وهذا الدعم بدأ يتعاظم بقوة رغم كل التضييق والتهديد والتعقيدات.
وأضاف أن التضامن أخذ أشكالا مختلفة وما يزال يزداد ويتسع، حتى أنه امتد إلى شرائح في والرأي العام الأمريكي وأصبحت القضية الفلسطينية مثار نقاش وتضامن أكثر، وبحرية أكبر، وهو أمر لم يكن موجودا منذ سنوات.
ولفت إلى أن حرب الرصاص المصبوب على غزة أواخر عام 2008 قلبت الموازين وأسهمت بشكل كبير في تغيير الصورة في العالم حول ما يجري على الأرض، وهو ما عزز مفاهيم التضامن وحركات الدعم للشعب الفلسطيني، الذي تتعزز قوته.
ونوه بسفينة "استيل" التضامنية التي تقل نشطاء دوليين جاءوا لكسر الحصار عن القطاع وسيطرة إسرائيل عليها ظهر اليوم ومنعت وصولها لغزة ، واصفا هذا التحرك بأنه رسالة بأن العالم بدأ يتغير باتجاه دعم أكبر للقضية الفلسطينية.
وقال نعوم تشومسكي إن منعها من جانب إسرائيل فإن هذا لن يوقف هذا الجهد العالمي الذي يتعاظم بشكل سريع.
وشارك تشومسكي فى مظاهرة نظمها نشطاء في ميناء غزة ضد استيلاء إسرائيل على سفينة التضامن وأدان ذلك بشدة ، كما حيا المتضامنين الأجانب الذين كانوا على متنها.
وانتقد المفكر العالمي الأمريكي نعوم تشومسكي استمرار الانقسام الفلسطيني والخلاف الشديد بين حركتي فتح وحماس، منبها إلى أن استمرار الانقسام فائدته كبيرة على الدول الغربية ومصالحها، لذا فإن التخلص منه يعد أمرا ملحا لتجاوز هذه الأزمة وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح.
وحول مصر ، قال تشومسكي إن استعادة دور مصر التقليدي في عهد الرئيس محمد مرسي يمكن أن يحدث تغييرا جذريا ، مضيفا أنه وإذا ما حدث ذلك، فإنه يتوقع أن يحدث تغييرا هاما في الوضع الفلسطيني، وخاصة في قطاع غزة، وفي المنطقة، وهذا يعتمد بشكل أساسي على مسار الثورة المصرية الحالية.
وأضاف في وجود إسرائيل أهمية لخدمة المصالح الغربية وخاصة الأمريكية منها، فإسرائيل تعد دولة غربية غنية قوية وذات موارد اقتصادية وتقنية عالية، وتمثل خط دفاع عن المصالح الغربية، بخلاف ارتباطات ثقافية واقتصادية وسياسية أخرى.
وقال إن إسرائيل قدمت خدمة كبيرة للولايات المتحدةالأمريكية في حرب 1967 بحربها ضد النظام في مصر، الذي بدأ يستخدم الموارد لصالح شعبه وهو ما اعتبرته قوى غربية تهديدا لمصالحها في المنطقة إذ رغبت باستغلال هذه الموارد لصالحها.
يشار إلى أن المفكر العالمي الأمريكي نعوم تشومسكي الذي وصل قطاع غزة مساء الخميس الماضي يعمل أستاذا جامعيا ومعروف على نطاق واسع كناشط سياسي، بانتقاده للسياسة الخارجية للولايات المتحدة والحكومات الأخرى، ويصف نفسه بأنه اشتراكي تحرري، وكثيرا ما يعتبر منظرا للجناح اليساري في السياسة الأمريكية، وله عدة مؤلفات مترجمة إلى العربية منها ، ماذا يريد العم سام وقراصنة وأباطرة والنظام العالمي الجديد والقديم. مواد متعلقة: 1. مفكر فلسطيني : الخليج لا يريد النجاح لثورة سوريا 2. مفكر أمريكي: رئيس بلادنا القادم سيتخلى عن انقاذ العالم 3. مفكر أمريكي: حصار إسرائيل لغزة «عمل إجرامي»