ما إن كتبنا مقال الأمس تحت عنوان «صهر الرئيس وشلته» والذي خصصناه عن السادة أحمد فهمي وصلاح عبد المقصود وممدوح الولي وقطب العربي، وشرحت خلاله كيف وصلوا لمواقعهم الرسمية، إلا وانهالت علينا الإيميلات والتعليقات، ولقد استوقفنا منها تعليقاً مهماً لأحد السادة القراء المثقفين للغاية ويطلق علي نفسه «الثائر الحق» كتبه تحت عنوان: "إقالتهم أصبحت فرض عين، وإلا فالنتائج أصبحت وخيمة علي الرئيس والأخوان". فماذا قال «الثائر الحق» المحترم.. ننقل بالنص ما قاله فيما يلي: الأخ صلاح فعلا ما تقوله صحيح وما خفي كان أعظم وارى أن واجبنا نصح الرئيس وإظهار الحقائق له وتذكيره بمسئوليته عن مصر وشعبها إمام الله ثم إمام التاريخ والأخطر يا سيدي ودون أطالة هو :إن وزير الأعلام ليس لدية سياسة إعلامية واضحة فهو لم يغير أو ينقل مذيع ولا أي قيادة في التلفزيون حتى أصبح التلفزيون المصري اشد خطورة من أعلام الفلول".
ومضي الثائر الحق في تعليقه قائلاً: "جميع البرامج ومقدميها ومعديها لاهم لهم سوى الغمز واللمز في الرئيس والإخوان والإسلاميين، حتى ضيوفهم هم رموز الثورة المضادة امثال الجبالى وبكرى وشوقي السيد وغيرهم ممن يثيرون البلبلة دون دليل مثل الفخرانى وهجرس والحريري وغيرهم ،فالتلفزيون في تراجع رهيب، ولايقدم الرئيس وسياساته ونشاطاته للشعب حتى أن كثير من الشعب لايعلم بكثير من أنشطة وقرارات الرئيس والإذاعة برامجها الحوارية لاتقدم نقد بل تقدم فواصل من السخرية والتلفيقات ضد أهل الحكم والوزير مغيب ليس له هم سوى السفريات ومغازلة المذيعة العربية".
ومضي الثائر الحق تعليقه قائلاً: "ولانعرف ما الذي يفعله الوزير أيضا بعد واقعة سخونة دبي الشهيرة.. مع سخونة مذيعات ماسبيرو".ثم انتقل الثائر الحق للصحافة الاليكترونية فقال: "وكذلك الأهرام وخاصة الموقع الالكتروني، لاهم لهم سوى التشنيع على الرئيس والتحريض ضده وضد الإخوان والإسلاميين". وخلص الثائر الحق في نهاية تعليقه إلي القول: "أن من تتحدث عنهم بسوء اختياراتهم القائمة على الأهواء، تلك الاختيارات تسببت في تشويه سمعة الإخوان والرئيس لدى العامة ويجب أن يقالوا فورا، هم وغيرهم من مواقعهم وإلا سيدفع الإخوان والرئيس الثمن في اقرب انتخابات قادمة".
ومن خلال سطور المعلق من الواضح أنه ينتمي لجماعة الأخوان ومن أشد الأبناء المخلصين لها ،ومن هنا استوعب ما كتبناه جيداً لكون أنه يعرف أن ما تناولناه هو الحقيقة ،وأراد مشكورا ً أن يضيف هذا التعليق المهم للغاية لكي يوضح الصورة بشكل أكبر ،ولأن الأخوان جمعنا بهم سنوات عمر طويلة ،ومن بينهم زملاء وأصدقاء صحفيين أعزاء جمعنا بهم عيش وملح وسجون و جهاد مشترك في سبيل مرضاة الله ولخدمة وطننا ،هذا الجهاد أمتد لأكثر من عقدين ونصف هي سنوات عملنا بمهنة الصحافة حتي الآن ،وكان همنا المشترك أن يصل قائد إسلامي إلي السلطة لإنقاذ مصر ،فمن المهم أن نشير إلي أننا لا نكن للإخوان إلا حباً خالصاً لوجه الله ،وما نكتبه ونرصد ه من خلال ذكر سلبيات مسيرة لهم بالسلطة الآن هو نهي عن المنكر ورغبة في تصويب طريق يضلون فيه الآن، وتضل معهم مصر لا قدر الله .
وما يحزننا أن يتم وضع وزير علي رأس الإعلام لاعلاقة له بمهنة الصحافة أو الإعلام ،وتصور من وضعه أن انتخابه بنقابة الصحفيين لأكثر من دوره بسبب تمكنه من مهنة الصحافة متناسياً بأنه لولا الإنتماء السياسي للإخوان لما كان قد نجح عبد المقصود في أية انتخابات بنقابة الصحفيين ،ونتحدى من يأتينا بعمل صحفي مهني واحد كتبه عبد المقصود أو حملة صحفية قام بها ،إلا أن السيد الرئيس الدكتور محمد مرسي لكون ان عبد المقصود كان ناشطاً في حملته الانتخابية عينه بهذا المنصب كوزير للإعلام متخطيا كل من يستطيعون عن جدارة سد الفراغ بهذا الموقع،وما يلفت انتباهنا ان السيد الرئيس كان إمامه النائب محسن راضي وهو لديه فكره جيدة عن الإعلام إلا أنه تجاهله وجاء بعبد المقصود.
وها هو وزير الإعلام يفجر ما يسبيرو الآن ،حيث يمتليء المبني بالإعتصامات والإضرابات والفضائح ،وما أنطبق علي عبد المقصود حدث في مجلس الشورى حيث رشح حزب الحرية والعدالة برئاسة الدكتور محمد مرسي وقتها ألدكتور صيدلي أحمد فهمي محدود الخبرة بالسياسة والعمل السياسي رئيساً لمجلس الشورى لا لشيء إلا لكون أنه صهرا للدكتور محمد مرسي حيث يتزوج ابنه من كريمة السيد الرئيس ،وما هكذا تدار الأوطان ،لاسيما وأن في المجلس نواب لهم تاريخ طويل مثل السيد :علي فتح الباب وآخرين تم تجاهلهم بالنسبة لهذا المنصب.
وكانت محصلة كل ما سبق أن ما يعرف بمشروع النهضة بمجال الصحافة والإعلام يسير من فشل إلي فشل وان مستوي الإعلام والصحافة يتدهور والمؤسسات تنهار ،وهيمنة الفلول تتواصل علي كل مؤسساتها ،فالمستشارين والموظفين الذين يستعين بهم احمد فهمي ووزير الأعلام هم أنفسهم الذين كان يستعين بهم صفوت الشريف وانس ألفقي،مثل أبو النعاس وعصام فرج وآخرين ،وثورتنا العظيمة لم تقم في 25يناير من اجل أن يأتي الرئيس بصهره وشلته ويأتي صهره بمن يحب ،والكل يخدم مصالح بعض عناصر في الجماعة في وقت تغلي في مصر وتكبر في بطنها ثورة جديدة ستلتهم كل الإسلاميين وتهدر كفاح عقود من الزمن بسبب استهتار وعدم وعي من يتولون الأمور السياسية بجماعة الأخوان المسلمين الآن.
ونحن نتساءل وننتظر من يجيبنا، أين الدكتور محمد سيد حبيب؟، وأين مختار نوح، وأين الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح؟.. رفيقاي في سجن مزرعة طره..، وأين إبراهيم الزعفراني، وأين محمد مهدي عاكف مما يحدث من تخريب لجماعة وإهدار لكفاح جيل بالكامل من الإسلاميين وجهاد في السجون والمعتقلات من اجل مرضاة الله وخدمة وطننا العظيم.
إننا لانري من جماعة الأخوان الآن إلا مئات الشرفاء المغضوب عليهم فيها ،ولا نري منها إلا لجان اليكترونية تسبنا بكلمات جارحة ينهي عنها الله ورسوله ،هذا التهريج الذي يحدث الآن لابد من أن يتحرك فضيلة المرشد ورفاقه وكل حر في الأخوان والتيار الإسلامي بل كل شريف في الوطن تهمه هوية وطن لكي يضع نهاية له.
أصدقاء العمر يضربون عن الطعام في نقابة الصحفيين بدأ العشرات من رفاق عمرنا الصحفيين والصحفيات في جريدة الشعب الغراء الموقوفة منذ 12عام علي أيدي نظام الرئيس المخلوع والمسجون محمد حسني مبارك ،بدءوا أمس إضرابا تحذيريا محدودا عن الطعام ،من أجل إيصال رسالة للسيد الدكتور محمد مرسي بأن رجاله يهدرون حقوقهم تكملة لمنهاج مبارك وصفوت الشريف ،وكفرصة أخيرة لكي يتدخل عقلاء الحكم لتنفيذ الاتفاق الذي سبق وأن، ابرموه مع الدولة المصرية لتسوية حقوق مادية ومهنية و لهم ووضع نهاية لتشريدهم الذي كان بسبب دفاعهم عن الإخوان المسلمين وعن حريتهم وعن مصر العظيمة.
ويجيء الإضراب عن الطعام بعد أن تنكر لهم الجناح السياسي لجماعة الأخوان المسلمين الذي يحكم مصر الآن ،وتجاهل حقوقهم ،وتجاهل كافة المذكرات التي رفعوها مرة للسيد الرئيس وأخري لرئيس مجلس الشورى ،وللكثير من دوائر الدولة ،حيث حمل الصحفيون نقيبهم ومجلسه المسئولية واتهموا النقيب بالتخاذل والتواطؤ مع جماعته ،وأعلن الصحفيون بوضوح أنهم سيكتفون بإضراب تحذيري محدود عن الطعام ,إذا لم تتم الاستجابة لطلباتهم فأنهم سيبدءون إضرابا شاملاً ومفتوحاً عن الطعام حتى الموت ،وأنهم سيحملون السيد الرئيس الدكتور محمد مرسي المسئولية كاملة عن حياتهم وعن إهدار حقوقهم .
ونحن إذ نعرب عن أسفنا وشعورنا بالمرارة لسياسة نكران الجميل التي تمارسها الجماعة الحاكمة ، فأننا نتمني تدارك الأمر ،ووضع نهاية لمهزلة العدوان علي صحيفة الشعب والعاملين بها ،قبيل أن تفلت الأمور ولايمكن إصلاحها، اللهم بلغت اللهم فأشهد. [email protected]