شيء مدهش وغريب أن ما يحدث الآن يشبه إلى حد كبير مما كان يحدث في الماضي.. ولن أذهب بعيدا بالقارئ وحتى أكون أكثر دقة فأنني أقصد بالماضي زمن المخلوع الذي ترأس فيه مصر فترة تزيد عن ثلاثين عاما.. كان المخلوع محمد حسني مبارك يقوم باختيار المعينين في مجلس الشعب من خلال طريقين أما بالطريقة المباشرة مما يدرك نظامه توجهات المختارين أو من خلال ما ترضي عنه الكنيسة ممثلة في شخصية الراحل والمتنيح قداسة البابا شنودة الثالث ومن ثم كان يمكن السيطرة عليهم وعلى تصرفاتهم مهما أدعى البعض منهم غير ذلك، ومن ثم كان أدائهم لا يرتقي إلى مستوى المسئولية وكان يعطى انطباعا لرجل الشارع أن الأقباط ليسوا فاعلين ولا ذنب للنظام في ذلك.
ليس أدل على صدق ما أكتبه عندما قام أحدهم بتعليق لافتات في معظم ميادين مصر لتأييد المخلوع في الاستفتاء الأخير له كتب فيها أن هناك 80 مليون يؤيدونك يا مبارك.. تخيلوا معي أن يصل بأحد أعضاء البرلمان أن يكتب ذلك ويعلنه على الملا وبكل آسف أن ذلك محسوب على الأقباط المعينين رغم ما كان يعانيه الأقباط في هذه الفترة على يد زباينة أمن الدولة.
وما يحدث اليوم يذكرني الكثير منه من ممارسات نظام المخلوع؛ فأنا أقدر وأحترم الذين تم اختيارهم ولكن خبرتهم في العمل السياسي أو العمل المختارين من أجله لا يرتقي لمستوى المسئولية.
والسؤال هل مصر لم تتغير؟ وإذا كنا عشنا ثورة معا المسلم بجوار المسيحي.. لماذا لم يتم ترجمة ذلك بشكل يقنع الكل وليس الأقباط فقط؟.. ألسنا شركاء الوطن؟.. أنا أتصور ذلك ولن يفلح ممارسات النظام القديم أن تعود مرة أخرى وأراهن على كلمات الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية وأتشبث بها وهي أن مصر وطن للجميع ولن يعود الأقباط يلبسون جلباب زمن المخلوع.
أنا أتطلع إلى أن أرى وكلاء لوزارة التربية والتعليم ورؤساء جامعات ورؤساء مباحث ووزراء وقيادات في الجيش المصري وفي المخابرات العامة من الأقباط، أما غير ذلك فأنني أشعر بأني أعيش مواطنة منقوصة ولن يرضى ذلك شقيقي المسلم في الوطن وأعتقد أن الدكتور محمد مرسي قادر على ترميم هذه الشروخ بعيدا عن سلوكيات المخلوع مع الأقباط.