"وأخيراً شهد شاهد من أهلها" ، كان هذا تعليق النائب الفتحاوي محمد دحلان علي تصريحات خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، التي قال فيها انه لم تعد هناك حالة يمكن أن تسمّى تجربة حكم إسلاميين في غزة . ونقلت وكالة "معا" الفلسطينية عن دحلان: ان مشعل نبه إلى أن هناك فرقا بين موقع المعارضة والحكم، بين التخيل والافتراض والمعايشة والمعاناة، وفرقا بين الناقد والممارس، موضحا ان على الإسلاميين أن يعترفوا أن الحكم أعقد مما كانوا يتصورون وهذا ينطبق علينا في حماس".
ورحب دحلان بأقوال مشعل واعترافه المتأخر بالحق، قائلا كنت أتمنى لو جاءت هذه الكلمات والنصائح حين كانت حماس تعد للسيطرة على قطاع غزة، وذلك لفصلها عن الضفة الغربية تماثلاً مع المخططات الإسرائيلية أثناء الأزمة
وتابع: ان مواقف مشعل العلنية المتشددة المؤيدة أو كما أسماه هو "الحسم"، كانت مختلفة تماماً عن تصريحاته الأخيرة، ربما حاول الرجل سراً أن يثني (التيار الإنقلابي) داخل حماس في غزة ولكن لم ينجح، أو ربما يكون عامل الزمن والخبرة والممارسة على أرض الواقع جعلت أبو الوليد يعيد النظر بالانقلاب وكارثة الانقسام التي نتجت عنه.
واعرب دحلان عن سعادته لكلمات الحق، وإن كانت متأخرة، ولكن زاد حزننا وقلقنا على مستقبل الوطن لأن هذه الكلمات جاءت من قائد أضطر للتنحي عن قيادة حماس تحت ضغط من التيار الانقلابي داخل حماس ، وبقي أهل غزة يعانون تحت حكمهم ، وبقي الشعب الفلسطيني يدفع فاتورة ثمن الانقسام.
وتمنى دحلان أن تجد كلمات مشعل آذانا صاغية عند البعض من حماس، آملاً أن تكون هناك قريبا، أصوات وقيادات تبتعد عن الحزبية الضيقة المدمرة وتضع مصلحة فلسطين فوق كل المصالح الحزبية والشخصية.
وأضاف: "أتمنى أن تستمر مسيرة النقد الذاتي من خالد مشعل وأن تشمل غيره من قيادات حماس لما قد يكون لذلك من دور إيجابي نحو تحقيق الوحدة الوطنية ووضع برنامج وطني للتخلص من الإحتلال".
وكان مشعل قال في محاضرته أمام "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في قطر، "انه لم تعد هناك حالة يمكن أن تسمّى تجربة حكم إسلاميين في غزة، لكنّنا في حماس نشير إلى أننا خضنا التجربة ونتعلّم منها وقد أخطأنا في أشياء ونتعلم من ذلك". مواد متعلقة: 1. حركتا فتح وحماس تتصالحان جداريا في مدينة غزة 2. الزهار ينفي طلب نصرالله من حماس الابتعاد عن الإخوان 3. الأحمد يتهم حماس بعرقلة تنفيذ اتفاق الدوحة