شنت اللجنة المركزية لحركة "فتح" هجوماً عنيفاً على محمد دحلان، الذي كان يعرف بقائد التيار الانقلابي في حركة "فتح"، واتهمته "بالتخطيط لإحداث انشقاق في الحركة والالتفاف على "المركزية" من خلال تصريحات وصفت باللامسؤولة والتي تحمل في طياتها لغة التهديد والوعيد من أجل الحصول على منصب". وقال حكم بلعاوي، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، في تصريح رسمي له، باسمها تم توزيعه على وسائل الإعلام : "تتوالى تصريحات محمد دحلان الاستعراضية، معتبراً نفسه المرجعية لحركة "فتح" وموزعاً الألقاب التي تدل على الفلتان، وعدم المسؤولية والإدراك لمعنى الالتزام والتعبير عن الرأي والنقد في الإطار الحركي المسؤول". وأضاف بلعاوي: "يجوز القول أن الرد عليه يجب أن يكون كذلك في نفس الإطار، لكن الأمر يختلف عندما تتكرر مناسباته المواعظية، والتلذذ برغبته في الحديث للوكالات خارج الإطار الفتحاوي، وتبدو خطورتها أكثر حين تكون مقصودة لإرباك الرأي العام الحركي الملتزم، أو الرأي العام الوطني، وتقديم وَصْفاته الاستغلالية التي تتناثر منها الأوهام والعبث والسموم، لتطال الملتزمين وأبناء الوطن مع الاستناد إلى لغة الترهيب والوعيد والتهديد والإنذار، التي طالما مارسها ولم يحصد هو نفسه منها إلا الأوهام والتقصير والأحلام الواهنة"، وذلك في إشارة إلى التهديدات التي طالما رددها بحق حركة "حماس" وإلى تقصيره في مواجهة الحركة بعد تكليفه بذلك من رئيس السلطة محمود عباس. وتابع بلعاوي: "لعل هذا كله هو الذي يدفعه (دحلان) أن يصرح لوكالات الأنباء أن قيادة الحركة ليس لها انتماء وطني، ويتمادى أكثر حين يلصق التهم الحاقدة بالسيد الرئيس واللجنة المركزية للحركة والمجلس الثوري، حيث يحملهم جزءاً من المسؤولية لما حدث في غزة". وأضاف: "هكذا يبعثر الكلمات ليشكل حالة من الضبابية الكثيفة لتغطية تقصيره الكامل وخداعه الذي لم يعد مجهولا على أي متابع، كما لم تعد اتهاماته إلا مجالا للتندر والسخرية". وكان بلعاوي قد سبق وأن كشف قبل عدة أيام في إطار تراشق إعلامي مع أبو علي شاهين أحد المحسوبين على تيار دحلان، أن رئيس السلطة أصدر القرار وأعطى التعليمات الكاملة ووفر الإمكانات لتيار دحلان لحسم المواجهة مع "حماس" منذ مطلع العام 2007 وهو الأمر الذي أكده تقرير تقصي الحقائق في أسباب هزيمة "فتح" الذي أعده الطيب عبد الرحيم وعدد من المقربين من رئيس السلطة الذين أشاروا إلى أن هذا التيار "خذل" الحركة وتسبب في هزيمتها. ومضى بلعاوي يقول: "الاستغراب حين يدلي (دحلان) للإعلام أو في جلساته الخاصة التي يوهم من فيها انه الرجل الأقوى في حركة فتح وينتظر ترشيحها له للرئاسة ويعلن في تصريح له إنذاره إذا لم ترشحه اللجنة المركزية بأنه سيشكل حركته الخاصة، بل يبدي استعداده لأحداث انشقاق داخل حركة فتح إذا لم تضع اللجنة المركزية الشروط التي تمكنه من البقاء على الكرسي بصفته الرجل الأقوى في حركة فتح ولا يشعر بأي حرج وهو يعبر عن ذلك باستعلاء مرفوق بالتحذير الراقص، بأن القادم أخطر وأنه سيتصرف ويعلو صوته ليصغى القاصي والداني إلى موهبته التي تطلب الاستسلام لها لأنها لا تسمح أن تخسر أي جولة، وأن موهبة أخرى لا تستطيع أن تتكلم أو تفكر أو تنجح وربما لا تستطيع أن تجد الماء لتشرب". وواصل بلعاوي تصريحه قائلاً: "إن اللجنة المركزية بشرعيتها وبالأمانة التي تجسد رؤيتها وقراراتها، وبحنكتها وتجاربها الواعية والعتيدة، تدرك أنها قادرة على تجاوز كل المناورات والمؤامرات والمخططات والانشقاقات، وتدرك أكثر حتمية عقد المؤتمر العام السادس للحركة، التي تمارس اللجنة التحضيرية العليا مسؤوليتها بأمانة وثقة وانضباط للنظام، وتوفير المناخ الوطني لنهوض حركة فتح بحنكة قيادتها، التي تمثل عصارة الحياة الوطنية عبر عشرات السنين، وتستلهم دائما الوفاء لشهدائها وأسراها وجرحاها ومعاقيها الأبطال، وتستلهم الإبداع الذي يغلق أبواب الفوضى والمبالغة وأبواب الغرور والوهم، في نفس الوقت الذي تفتح فيه أبواب الآمال للشباب المخلص والصادق والملتحم بحنكة التجارب الوطنية الواعية". وختم بلعاوي: "إن اللجنة المركزية صاحبة القرار، تدرك أيضاً أن المساءلة الحركية هي الجهة المسؤولة عن هكذا تموجات بعيدة عن الموضوعية وملتصقة فقط بالذاتية". يشار إلى أن خلافات عميقة داخل حركة "فتح" وقعت على خلفية التحضير لانعقاد المؤتمر السادس وعلى خلفية توزيع المناصب داخل الحركة.