يوم الغضب..الاحتلال الإسرائيلي يعتقل ويصيب عشرات الفلسطينيين مواجهات بين فلسطينيين وقوات الاحتلال بالقدسالمحتلة القدسالمحتلة: أعلنت مصادر طبية اليوم الثلاثاء إصابة 56 فلسطينيا جراء المواجهات العنيفة التي اندلعت بين قوات الاحتلال الاسرائيلي وعشرات المتظاهرين الفلسطينيين في العديد من أحياء مدينة القدسالمحتلة وداخل أسوار البلدة القديمة وخارجها ، احتجاجا على تدشين إسرائيل معبد هاحورباما المعروف باسم "كنيس الخراب" قرب أسوار الحرم القدسي. وأوضح شهود عيان أن عشرات المواطنين والصحفيين الأجانب والمقدسيين أصيبوا بحالات اختناق جراء استخدام قوات الاحتلال للقنابل المسيلة للدموع خلال المواجهات. وأصيب شاب بشكل مباشر برصاص قوات الاحتلال في المنطقة المحيطة عند باب "الناظر" أحد بوابات المسجد الأقصى المبارك ، حيث تدور مواجهات عنيفة بين المواطنين وقوات الاحتلال. وأفاد الشهود بأن قوات الاحتلال الاسرائيلي نشرت عشرات من عناصر الخيالة والمستعربين بين الشبان ، فضلا عن التحليق المكثف للطيران الإسرائيلي في سماء المدينة. وصعد شبان فلسطينيين فوق الأسطح القريبة من أماكن الاشتباكات وقاموا بإلقاء الحجارة وإطلاق المفرقعات النارية على جنود الاحتلال. واندلعت المواجهات العنيفة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدسالمحتلة وعدة مناطق في الضفة الغربية، وتركزت في حارة العيسوية ومخيم شعفاط ورأس العمود وباب حطة ووادي الجوز شمال القدس, حيث أطلقت قوات الاحتلال العيارات النارية والقنابل المسيلة للدموع صوب الشبان لتفريقهم. واقتحمت قوة معززة من جنود الاحتلال بلدة العيسوية وشرعت بإطلاق مكثف للقنابل الصوتية الحارقة والغازية السامة المسيلة للدموع والرصاص المطاطي، فيما رد الشبان برشق الجنود وسياراتهم بالحجارة وإشعال الإطارات المطاطية وسط الشوارع الرئيسية لتعطيل حركة السيارات العسكرية، فيما تحلق طائرة مروحية فوق البلدة لمساندة جنود الاحتلال في ملاحقة الشبان وطلبة المدارس. وخرج المئات من طلبة المدارس في قطاع غزة في مسيرات إحتجاجية على الإنتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بالقدسالمحتلة, بينما أوقفت حركة السيارات والمارة لدقائق معدودة في وقفة إحتجاجية تضامنية نصرة للمسجد الأقصى والقدسالمحتلة. وفي السياق ذاته ، تواصل قوات الاحتلال الاسرائيلي فرض الحصار والاغلاق الشامل على الضفة الغربيةوالقدسالمحتلة لليوم الخامس على التوالي حيث شددت اجراءاتها القمعية وكثفت من تواجدها العسكري في محيط المسجد الاقصى ونشرت الحواجز العسكرية في مختلف أحياء وبلدات المدينة وعلى مداخلها الرئيسية . ومنعت قوات الاحتلال الفلسطينيين من دخول البلدة كما منعت التجار والطلبة ممن لا يسكنون في أحياء البلدة من الدخول اليها والالتحاق بمتاجرهم ومدارسهم . كما اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي فجر اليوم الثلاثاء تسعة فلسطينيين ستة منهم في قرى رام الله وثلاثة في ضواحي الخليل . لن نصمت ومن جانبه ، قال رئيس الهيئة الاسلامية العليا وخطيب المسجد الاقصى الشيخ عكرمة صبري إن المواطنيين الفلسطينيين "لن يقفوا مكتوفي الأيدي وأنهم سيحافظون على المسجد الاقصى ضد أية محاولة اعتداء من قبل قوات الاحتلال". وأضاف في اتصال هاتفي مع قناة "الجزيرة" الإخبارية "سنشد الرحال إلى المسجد الاقصى لحمايته من محاولة الهدم إلى جانب تنظيم مسيرات احتجاجية وانتفاضات شعبية". وقال إن الجهد الفلسطيني للتصدي للمخططات اليهودية للدفاع عن القدس والمقدسات الاسلامية "غير كافي" ، وأن هناك حاجة إلى المجهود العربي والاسلامي ، مشيرا إلى أن "العرب في ثبات عميق". واستطرد بالقول" إسرائيل تقوم ببناء كنيس للاقتراب من المسجد الاقصى لوضع اللبنة الأولى وليعطو أنفسهم مبرراً لبناء هيكلهم المزعوم" . التخاذل العربي وحمل عبدالجبار سعيد رئيس هيئة علماء فلسطين المجتمع الدولي والأنظمة العربية الرسمية المسئولية عن سوء الوضع الذي وصلت إليه القدس والمسجد الاقصى ، مشيراً إلى أن الأنظمة العربية الرسمية منحت إسرائيل الشرعية لما تقوم به بالتفاوض المباشر وغير المباشر. وقال سعيد "نحن من أعطينا العدو الغطاء الشرعي بالذهاب والانصياع لحليفه الولاياتالمتحدة بالتفاوض معه ، لذا فهو يفعل بنا ما يريد ". وتابع "لا أتوقع أن تفعل الأنظمة العربية الرسمية شيئاً ولن أطلب منها شيئاً بل سأطلب من الشعوب الإسلامية والعربية أن تنتفض من أجل الدفاع عن المقدسات التي تصرخ وتستغيث وتطلب من ينقذها". يوم للغضب وتأتي هذه الاشتباكات بالتزامن مع دعوة حركة المقاومة الاسلامية "حماس" إعلان اليوم الثلاثاء يوم غضب ونفير عام نصرة للقدس والمسجد الأقصى احتجاجا على إعلان سلطات الاحتلال الإسرائيلي تدشين ما يسمى ب"كنيس الخراب" بالقرب من أسوار المسجد الأقصى. وكشفت صحيفة "هآرتس" العبرية أن قوات الاحتلال الاسرائيلي رفعت حالة التأهب والاستنفار لدى قوات الشرطة وحرس الحدود الى الدرجة القصوى ، وانتشرت قوات الاحتلال بكثافة كبيرة في محيط الحرم القدسي الشريف والبلدة القديمة والأحياء الشرقية من المدينة .
وأعلنت حركة حماس في بيان "إعلان الاحتلال عن تدشين مايسمى كنيس الخراب ليكون توطئة لوضع حجر الأساس للهيكل الثالث المزعوم يعد سرقة للمعالم الإسلامية وتعديا وجريمة بحق القدس والمسجد الأقصى". وأكدت الحركة أن "الروايات التاريخية الصهيونية المزعومة ما هي إلا محض افتراء وكذب لتبرر خططهم في سرقة المقدسات الإسلامية وتغيير معالم مدينة القدس وتهويدها". ودعت حماس الشعب الفلسطيني والشعوب والحكومات العربية والإسلامية وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي إلى اتخاذ زمام المبادرة في الوقوف بحزم وحسم ضد الغطرسة الصهيونية ومخططاتها التهويدية واتخاذ مواقف وخطوات عملية والتحرك الفاعل والجاد نصرة للقدس والمسجد الأقصى. وطالبت الحركة بضرورة وحدة الصف الفلسطيني لمواجهة الاحتلال مجددة دعوتها لجميع الدول والمنظمات والهيئات الدولية إلى تحمل مسؤوليتها في وقف مخططات الاحتلال الرامية إلى هدم المسجد الأقصى وتهويد القدس. الهيكل المزعوم في غضون ذلك ، نشرت جماعة نادي جبل الهيكل اليهودية اليوم على موقعها الالكتروني صورة لحجرين ووصفا بانهما حجري اساس للهيكل لاقامته مكان المسجد الاقصى. وذكر موقع هذه الجماعة " ان هذين الحجرين سيتم نقلهما اليوم الثلاثاء الى حيث ينوون بناء الهيكل على انقاض المسجد الاقصى المبارك في القدس". وحسب مصادر صحيفة فلسطينية " فانه مكتوب على الحجرين عبارة "نصعد الى الهيكل بدولة اسرائيل ونبني البيت المقدس الثلاثاء". وترغب الجماعات اليهودية بوضعهما كما هو متوقع الثلاثاء للاعلان عن بدء بناء الهيكل المزعوم على انقاض المسجد الأقصى. وكتبت نفس العبارة في الدعوات التي وزعت لحضور افتتاح كنيس الخراب اليوم قرب الأقصى وارفقت الدعوات بعبارات توراتية تؤكد ان الصعود الى جبل الهيكل واجب ديني على الجميع المشاركة فيه لما للمكان من قدسية عند الرب. وتسود الخشية في اوساط الفلسطينيين من اقدام اليهود المتطرفين على اقتحام المسجد الاقصى اليوم والذي تمنع شرطة الاحتلال المصلين المسلمين من دخوله منذ يوم الجمعة الماضي. وكانت جماعات يهودية متطرفة قد طلبت اول امس من السكان غير اليهود المغادرة وزعمت اسرائيل انه مكتوب في التوراة وبأن ارض اسرائيل هي الارض الصغيرة وملك للشعب اليهودي فقط ومن الممنوع سكن غيرهم فيها بصورة دائمة.