اهتمت الصحف العربية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء بالتعليق على الحملة التحريضية التي تقودها القيادات الإسرائيلية ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، فضلا عن مناقشة الملف النووي الإيراني وتداعيات الازمة السورية. خط أحمر
ومن جانبها ، قالت صحيفة "الخليج" الإماراتية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي ارتأى أن يستغل اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة كي يقوم بحملة علاقات عامة بشأن الملف النووي الإيراني بهدف الإثارة والتخويف وحشد الدعم للموقف الإسرائيلي فأحضر معه صورة قنبلة وأخذ في مشهد تمثيلي يضع عليها خطا أحمر للتدليل على مدى خطورة امتلاك إيران لقنبلة نووية خلال أشهر قليلة.
وأشارت إلى أن هذا المشهد التمثيلي لقي ترحيبا وتهليلا في وسائل الإعلام الإسرائيلية باعتبار أن نتنياهو نجح في عرض وجهة نظره وفي التحريض على إيران وتسويغ الهجوم عليها.
وأضافت أنه نمط مألوف من التزوير وقلب الحقائق الذي اعتاد عليه الرأي العام العالمي والذي تمارسه إسرائيل منذ قيامها لإظهار نفسها بأنها ضعيفة ومهددة ومغلوب على أمرها وأن كل جوارها يناصبها العداء ويستعد لإلقائها في البحر.
حملة مسمومة
ومن جهتها، دعت صحيفة "البيان" المجتمع الدولي إلى ضرورة إلزام إسرائيل بقرارات ومرجعيات التسوية السياسية الدولية ، لأن الشعب الفلسطيني بات غاضبا من السياسات الغربية والإسرائيلية والتي قد تؤدي الى انفجاره.
وتحت عنوان "حملة إسرائيلية مسمومة" قالت إن الحملة التحريضية البشعة ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس من قبل القيادات الصهيونية المختلفة تستمر وفي مقدمتهم وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان والتي كان آخرها دعوته إلى وقف ما وصفه بتوصيل رئيس السلطة الفلسطينية بجهاز التنفس الاصطناعي الذي تقوم به إسرائيل".
وقالت "البيان" في ختام افتتاحيتها إن الملفت هنا أنه كلما تصاعدت وتيرة التحريض كلما لاذ قادة العالم بالصمت في الوقت الذي ينتفضون فيه إن دافع الفلسطينيون عن حقوقهم و ميراثهم وتراثهم وقراهم ومدنهم التي قامت على أنقاضها دولة إسرائيل.
حفظ الأمن وفي الشأن اللبناني ، أكدت صحيفة "النهار" اللبنانية أن حكومة الرئيس نجيب ميقاتي باقية إلى أجل غير معروف ما دام لديها القدرة على حفظ الأمن والاستقرار في البلاد وإن في حده الأدنى، وكذلك على الاستقرار المالي والاقتصادي برغم الغليان في المنطقة.
وقالت إن الوضع في لبنان سيظل محافظا على حاله ولن يتغير ما لم يتغير الوضع في سوريا بحيث يأخذ التغيير فيه صورة هذا الوضع.
وتابعت "لقد عاد ميقاتي من اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة متسلحا بدعم من الدول الكبرى وبتأكيد أن الأمن والاستقرار في لبنان خط أحمر وإشادة بسياسة النأي بالنفس التي تنتهجها الحكومة حيال ما يجري في سوريا".
وأضافت أن هذه الإشادة قد صدرت عن مسئولين أمريكيين وأوروبيين، ومن الأمين العام للأمم المتحدة، وتساءلت هل يستطيع لبنان أن يظل قادرا على عزل نفسه عما يجرى من أحداث في المنطقة وأن تبقى لديه المناعة فلا يتأثر بتداعيات الأحداث في سوريا باعتماد سياسة النأي بالنفس، وماذا ستكون عليه صورة الوضع في لبنان إذا لم يستطع إبعاد مخاطر الأزمة السورية عنه؟.
وقالت إن امتداد الأزمة السورية إلى لبنان يعني أن حربا داخلية قد تقع في لبنان، وأن إسرائيل قد تدخل على خطها لمواجهة إيران إذا ما تحركت لنجدة النظام في سوريا، وأن الانتخابات النيابية في يونيو 2013 قد تتعرض للتأجيل، وتأجيلها يعني أن لبنان عاد إلى وضعه الشاذ الذي جعله يعيش على مجلس نيابي ممدد له وحكومات تتألف من حواضر هذا الوضع ولا تكون على مستوى مواجهة التحديات والصعوبات السياسية والأمنية والاقتصادية، وهذا من شأنه أن يدخل لبنان كما دولا في المنطقة حالة فوضى عارمة قد لا تنتهي إلا بالتقسيم والتجزئة.
منعطف خطير
وحول الأزمة السورية ، نبهت صحيفتا "الشرق" و"الوطن" القطريتان إلى أن الأزمة في سوريا قد دخلت منعطفاً خطيراً، مع استمرار المذابح وحصد الأرواح يوميا بكل أنواع الأسلحة.
وأشارت الصحيفتان اليوم الأربعاء إلى أن نظام بشار الأسد ، مازال يمارس الخداع ويرفض أي مبادرة لحل الأزمة سلميا ويراوغ بسياسة شراء الوقت بينما أعمال القتل والتدمير الهائل وانتهاكات حقوق الإنسان مستمرة منذ ما يقارب العامين وحتى الآن ، ومن يقتل شعبه لا يستحق البقاء وعليه الرحيل طوعاً أو كرهاً.
وشددت صحيفة "الشرق" القطرية على أن الشعب السوري يحتاج إلى الرحمة والحماية لا أن يواجه الموت كل يوم ، موضحة بأنه بعد تسعة عشر شهرا من القمع والقتل لا يزال الوضع يتفاقم وهو ما يحاول وزير الخارجية السوري وليد المعلم إنكاره بأوهام وذرائع واهية فكيف له أن يرهن مصير شعب وبلد ببقاء رئيس باتت أيامه معدودة وهو لا يدرك أن لعبة المراوغة قد انتهت وأن ساعة الحقيقة دقت وأن الشعب الذي أراد الحياة سينتصر وسيقرر مصيره وسيختار قيادته الجديدة لسوريا الحرة ، ووقتها سيدرك أن الطغيان مصيره إلى زوال.
وقالت الصحيفة ، إن الأزمة السورية دخلت منعطفاً خطيراً فالمذابح مستمرة والنظام يحصد الأرواح يوميا بكل أنواع الأسلحة في وقت يفر الآلاف ، بما يرفع عدد اللاجئين إلى رقم غير مسبوق وهى حقائق ينكرها نظام الأسد ويهرب سدنته إلى الإمام بتوجيه سيل من الاتهامات إلى دول كان سعيها منذ البداية حل الأزمة سلمياً.
وأكدت الشرق ، أنه لم يعد هناك أي مجال للحديث عن سوريا الماضي ، فمن الحكمة أن يفكر أركان النظام في أن التنحي هو الحل الذي يجنب سوريا الانزلاق إلى حرب أهلية وأن الأوطان باقية والأفراد ذاهبون ، والأكاذيب تبددها الحقائق وليل الظلم يعقبه فجر الحرية.
تصريح بالقتل
من ناحيتها أوضحت صحيفة "الوطن " القطرية ، أن النظام السوري أخذ يستغل التباطؤ من قبل الوسيط الدولي العربي المشترك ، الأخضر الإبراهيمي ، في حملة عسكرية تضيف إلى معاقل الثوار في مراكز مدن الثورة في أطرافها مثل ما حدث بالأمس في قريتي سلقين في ادلب وطفس في درعا.
واعتبرت الصحيفة ، أن الحراك السياسي تحول إلى ما يشبه التصريح بالقتل والى إتاحة الوقت للنظام لكي يضاعف شراسته وأن يفيق من لكمات عسكرية قاسية وجهها له الثوار ، كما لو أن الهدف أن ينتهي هذا الحراك السياسي إلى إفلاس.
ورأت الصحيفة ، أن هذا الواقع السياسي الذي تجتازه الثورة السورية يفترض أنه يضع أمام كل حلفاء الشعب السوري والمنتصرين لأجله والمطالبين له بالحرية والعدالة والكرامة الإنسانية تحديات مغايرة لكل سابقاتها تقتضي خططا بديلة تماما ، كما سبق لدولة قطر أن استشرفت ذلك ودعت إليه من خلال قراءة حكيمة للمسار الذي تأخذه الأزمة.
وطالبت الوطن القطرية، المجتمع الدولي - كي لا يبدو متخاذلا بمواجهة الجرائم - بإحالة كل النظام السوري إلى الجنائية الدولية ، بعد أن صار العالم برمته يتعذب بعذابات الشعب السوري.
حملات التشويه والإساءة
وفي موضوع آخر ، انتقدت صحيفة "الرياض" السعودية غياب التنسيق بين الدول الإسلامية ومنظماتها فى مواجهة حملات التشويه والإساءة التى يمارسها أعداء الإسلام ضد الإسلام ونبى الاسلام عليه الصلاة والسلام.
وقالت الصحيفة -فى افتتاحيتها اليوم الثلاثاء-"أدى سوء التنسيق إلى ردات فعل متفاوتة عن أى حادث يتصل بالعقيدة أو نبينا صلى الله عليه وسلم، أو قضايا مثل الحجاب، و+فوبيا" الإسلام فى العالم وتصويره بالشكل الأسوأ طيلة السنوات الماضية، والنتيجة أن من تعتبر حرية التعبير حقا طبيعيا حولت المسألة إلى استفزاز متعمد، وقد تحول الفيلم المسيء لنبينا الكريم إلى ساحة صراع اختلف فيها نوع الاحتجاجات من قتل وحرائق، واضرابات إلى طرح القضية من خلال الحوار، والدعوة إلى سن ميثاق عالمي يدعو إلى احترام الأديان والأنبياء حتى لا تثار الشعوب بمقدساتها ومشاعرها.
وأضافت "في بريطانيا مثلا، وبأسلوب حضاري وفريد قامت عدة فتيات مسلمات بتوزيع الورود البيضاء ومعها قصاصات بالأحاديث النبوية الداعية للمحبة والسلام وبر الوالدين، وتوزيعها على المارة من غير المسلمين، وللتعريف بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم إنها داعية الهداية والتسامح والمحبة ومساعدة الناس.
وأعربت الصحيفة عن اعتقادها أن هذا التصرف سيكون له رد فعل إيجابى فى مجتمع واع ومؤثر فى القارة الأوروبية، لأن رمزية الورد فى أدبيات وثقافة الشعوب للتواصل والعلاقة الحميمة ثم أن تقوم بهذا العمل فتيات تأخذ رمزا آخر بأن المرأة تحظى بالاحترام لأنها الجانب المسالم والأقل عدوانية في البشرية وتاريخها، والأم الحنون.
وقالت صحيفة "الرياض" "إن احتجاجات العالم الإسلامى اختلفت من بلد لآخر، فهناك من استخدم العنف كرد فعل مساو للفيلم السخيف معنى وتصورا، وآخرون قادوا مظاهرات سلمية لكن تصرف فتيات لندن كان الأكثر تأثيرا لمعناه وقيمته المعنوية.
ورأت الصحيفة أن فى الدول الأجنبية من يريد اتخاذ التحدى لاستفزاز المسلمين، لكن الفعل السيىء لو قوبل بالحوار والتصرف الحكيم، والدعوة لايضاح الخطأ فى التفكير وغياب الحقيقة، فإن قابلية الاقناع والفهم أكثر جدوى للطرف الآخر وخاصة من لا يدركون ما هى رسالة الإسلام، ولا كيف انتشر وأصبح ديانة عالمية كبرى لمعظم سكان القارات والبلدان. مواد متعلقة: 1. قائد ايراني: طهران قد تشن هجوما وقائيا على اسرائيل 2. ليبرمان لعباس: ستدفع الثمن غاليا في حال حصولك علي الاعتراف بفلسطين 3. 192 قتيلا في سوريا.. ومجزرة بحرستا